سجل العراق عمليات استهداف جديدة ضد أرتال التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش"، بعدما توقفت إثر تشكيل حكومة محمد شياع السوداني نهاية أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، فيما عدّ مراقبون ذلك مؤشراً على خلافات بين حكومة السوداني وبعض الفصائل المسلحة المنضوية ضمن تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في البلاد.
يجري ذلك في وقت شهدت فيه الساحة العراقية حالة من الهدوء الأمني غير المسبوق بين الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، والقوات الأميركية في العراق، بعد توقّف عمليات القصف واستهداف المصالح الأميركية منذ ما يزيد على 9 أشهر.
وتُعَدّ فترة التهدئة هذه الأطول منذ مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بغارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع يناير/ كانون الثاني 2020.
وجاءت هذه التهدئة، التي لم تُعلَن رسمياً، بعد تشكيل حكومة محمد شيّاع السوداني من قِبل "الإطار التنسيقي"، الذي يجمع الكتل والأحزاب المقرّبة من طهران.
ووفقاً لمصادر أمنية عراقية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن "عبوة ناسفة انفجرت على رتل تابع للتحالف الدولي في محافظة بابل يوم الاثنين الماضي، فيما شهدت محافظة الديوانية انفجار عبوة برتل تابع للتحالف الدولي يوم أمس الأربعاء، دون أن يسجل الاستهدافان أي خسائر بشرية أو مادية بعجلات الرتل".
وأضافت المصادر أن "القوات الأمنية تمكنت خلال اليومين الماضيين من تفكيك عبوة ناسفة كانت موضوعة على الطريق الدولي الرابط ما بين بغداد والمحافظات الجنوبية، لاستهداف الأرتال التابعة للتحالف الدولي"، مؤكدة "صدور توجيهات أمنية بتشديد الرقابة وتحرك الدوريات الأمنية على الطرق الخارجية لمنع الجماعات المسلحة من عملية زرع العبوات الناسفة لاستهداف الأرتال".
وقبل تشكيل حكومة السوداني في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كانت القواعد والمعسكرات التي تضم القوات الأميركية في العراق، تتعرض دائماً لعمليات قصف من قبل فصائل مسلحة تُعرّف عن نفسها بمصطلح "فصائل المقاومة الإسلامية"، بواسطة طائرات مسيّرة أو صواريخ كاتيوشا، إضافة إلى استهداف أرتال الدعم اللوجستي التابعة لقوات التحالف الدولي.
وكان آخر هجوم صاروخي شهدته المنطقة الخضراء قد وقع في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، بصواريخ سقط عدد منها في محيط السفارة الأميركية، أعقبته هجمات بعبوات ناسفة استهدفت ما تُعرَف بأرتال الدعم اللوجيستي التي تحمل معدات غير عسكرية لقوات التحالف في العراق، آخرها في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
ولم يستبعد الخبير أن "تكون الاستهدافات للضغط على الولايات المتحدة الأميركية من قبل بعض الفصائل من أجل تخفيف شدة الحصار الرقابي على التعاملات المالية المتعلقة بالدولار، خصوصاً أن هذه الفصائل ومن يمثلها سياسياً تحمّل واشنطن أزمة ارتفاع قيمة الدولار مقابل الدينار العراقي والأزمات الاقتصادية وحتى أزمة الكهرباء".
وتوجد القوات الأميركية في ثلاثة مواقع رئيسية في العراق، هي قاعدة "عين الأسد" الواقعة على بعد 130 كيلومتراً من مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غربي البلاد، وقاعدة "حرير" شمال أربيل، ضمن إقليم كردستان العراق، إلى جانب معسكر "فيكتوريا" الملاصق لمطار بغداد، الذي توجد فيه وحدة مهام وتحليل معلومات استخبارية.
وتحوي السفارة الأميركية وسط بغداد قوة صغيرة خاصة مكلفة حماية السفارة والبعثة الموجودة فيها.
وفي نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2021، أعلن رئيس الحكومة العراقية في ذلك الحين مصطفى الكاظمي، انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي، التي قادتها الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم "داعش"، وتحوّل دور القوات الأميركية إلى المشورة والتدريب فقط.