فحوى مقالة البروفيسور قاسم حسين صالح يخص شريحة واسعة من تكوين المجتمع العراقي و هذه الشريحة مؤثرة اليوم في المشهد السياسي و الاجتماعي العراقي...عليه فمن الضروري بيان الرأي بما ورد فيها.
ورد في مقالة البروفيسور قاسم حسين صالح المشار اليها أعلاه/ موضوع المناقشة التالي:
1 ـ [لو ان الانسان يعيش حاضرا يمنحه حياة كريمة ويؤّمن احتياجاته المادية ويحرره من الخوف وقلق المستقبل، فهل تبقى الطقوس الدينية بهذه الجموع الغفيرة؟]. وعن هذا السؤال يجيب البروفيسور قاسم حسين صالح في نفس المقالة بالتالي: (يقدم عراق 1959 اجابة عملية، ففي ذلك العام كانت الحكومة قريبة من الشعب، وفيه منح العراقيون عبد الكريم قاسم لقب (ابو الفقراء).. لأنه بنى مدينة الثورة لساكني الصرائف في منطقة الشاكرية، واكثر من 400 مدينة جديدة وعشرات المشاريع الاروائية، بفضل اختياره لوزراء وفقا لمعايير الكفاءة والخبرة والنزاهة ، ولأن الرجل، بشهادة حتى خصومه، كان يمثل انموذج الحاكم القدوة من حيث نزاهته)]انتهى.
*أقــــــــــول:
في ص (17) من كتاب البروفيسور قاسم حسين صالح: (الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية) و تحت عنوان فرعي هو : (شواهد حديثة) و عن عبد الكريم قاسم و عام 1959 بالتحديد ورد التالي:[في 1959 سحل بالحبال و علّق على المشانق اشخاص في الموصل وكركوك] انتهى
*أقــــول:
هل اطلق العراقيين على عبد الكريم قاسم (أبو الفقراء) لأنه قام بمثل تلك الاعمال/ الجرائم او انها جرت في زمانه...أي لأنه (سحل بالحبال وعلّق على المشانق...)... الرجاء الانتباه الى : (عَلَّقَ) التي يُفهم منها ان الزعيم عبد الكريم قاسم من قام بذلك...انا لا اعرف هل انه قام بذلك؟
نعم إنجازات الزعيم عبد الكريم قاسم له الرحمة و الذكر الطيب كثيرة و مهمة و لا تزال موقع اهتمام كل من يتعرض لتلك الفترة سواء من محبي الزعيم او الناقمين عليه حيث لا يمكن ان يحجبها أي غربال...لكن هناك الكثير من الإنجازات التي وقعت او جرت بعد الزعيم عبد الكريم قاسم ولا يمكن انكارها مهما كان موقف الدارس من النظام الذي أُنْجِزَتْ فيه/ خلاله و اقصد هنا القفزة العظيمة التي شملت كل نواحي الحياة في العراق و بالذات بعد انجاز عملية تأميم الثروة النفطية عام 1973...تلك الأمور التي بدأت/حصلت قبل التأميم وبعده أي خلال الفترة من عام 1970 الى عام 1979
وهنا لابد من التأشير الى/على حال المدارس و الجامعات(التعليم بشكل عام) و البروفيسور قاسم حسين صالح أكمل تعليمه الاعدادي و الجامعي الاولي و العالي (ماجستير و دكتوراه) خلال تلك الفترة وهو (ماركسي) كما نقل لنا قول للراحل الوردي :(انا ما احب الماركسيين ولكن ليش احبك ما اعرف)!!! وكان البروفيسور قاسم شاهد و مساهم في القفزة الإعلامية والثقافية التي حصلت و كان احد العاملين المتميزين كما نقل لنا عن نفسه في المجال الإعلامي وقت ذاك...وكذلك التطور الصناعي (المعامل و المصانع) و انا كنت اعمل في الصناعة و اعرف حجم تلك القفزة الجبارة... والقفزة التي شملت الرواتب و المعونات الاجتماعية...و كذا الحال في مجالات الرياضة و الفنون و الطباعة و النشر و الزراعة و محو الامية و توزيع الأراضي و ارتفاع المستوى المعاشي للناس العناية الصحية للجميع دون استثناء... كل ذلك فاق ما حصل على زمن الزعيم عبد الكريم قاسم مع الاخذ بنظر الاعتبار الزيادة السكانية؟؟؟
وقد أشار الى ذلك البروفيسور قاسم حسين صالح في مقالته: (العراقيون و الغضب..مهدات الى معهد غالوب) تلك التي نشرها بتاريخ 05.07.2022 حيث كتب فيها: [ونُذَّكر معهد غالوب ان الغضب عند العراقيين ما كان شائعاً في عقد سبعينات القرن الماضي ،لأنهم كانوا فيه بحالة اقتصادية جيدة و كانوا يقصدون الدول الأوروبية للسياحة يستمتعون بأجمل ما في الحياة من مسرات و يعودون حاملين حقائب من الهدايا يشيعون فيها الفرح بين المحبين] انتهى!!!!؟؟؟؟.
2 ـ ورد ايضاً: [والذي حصل عندها ان الناس توحدوا سيكولوجيا بحاضرهم وما عادت بهم حاجة لأن يستحضروا الماضي ويتوسلوا بأشخاص قضوا نحبهم.. ولهذا ما كانت هنالك طقوس دينية بهذه الجموع الغفيرة، بل كانت مناسبات احياء ذكرى لرموز دينية عظيمة تجري خالصة لأصحابها لتشبع فيهم محبتهم وتقديرهم اللامحدود لتلك الرموز الخالدة] انتهى
*أقــــــــــول:
[الجموع غير الغفيرة في عام 1959 بالمقارنة مع حالها اليوم تعود كما أتصور الى أن سكان العراق عام 1959 ربما اقل من (6) مليون نسمة و اليوم اكثر من (43) مليون أي ان هناك زيادة بحدود(37) مليون شخص أي ان الزيادة بحدود سبعة اضعاف عدد السكان...من ال (6) مليون هناك من لا يعترف بهذه الطقوس ربما ثلثي الشعب... و من الثلث الباقي لم يساهم الأطفال و الشيوخ و النساء كما يحصل اليوم و نضيف لهم (عام 1959)عسر الحال و انتشار الفكر غير الديني (شيوعي، بعثي، قومي... مدني ،علماني) و البروفيسور قاسم حسين صالح اكيد يعرف حال العام 1959 و ربما شارك مثلي في تظاهرات عيد العمال العالمي في الأول من أيار حيث كنتُ بعمر ثمانية أعوام وحملت مشعل الحرية في التظاهرة الكبرى التي جرت في مدينة الناصرية والبروفيسور اكبر مني عمراً و ربما ساهم فيها...و كان ولا يزال يعرفها و يتذكر أجواء عام 1959 افضل مني و احسن. .
3 ـ ورد: [والحقيقة السيكولوجية الخفية هي ان العقل الشعبي المشحون بانفعال الطقس الديني، لن يتحرر إلا بذهاب سياسيين خبثاء يوظفون الطقوس الدينية للبقاء في السلطة، ومجيء حكومة تؤمن لهم حياة كريمة آمنة، وعندها سوف لن تكون غاية الطقوس الدينية تفريغ هموم، او متعة سيكولوجية في استحضار الماضي هربا من الحاضر، او عرض مظالم على اشخاص قضوا نحبهم.. بل اشباع حاجات روحية آخروية وتعبير عن مشاعر حب وتقدير خالصين لرمز ديني يعدّ انموذجا للقيم الدينية والأخلاقية] انتهى
*أقــــــــــــول:
اعتقد كان زمن البكر و من بعده صدام دليل على ذلك!!
اما موضوع : ( بل اشباع حاجات روحية اخروية...) فجوابي هو ما ورد في كتاب البروفيسور قاسم حسين صالح: (الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية)2016 ص13 حيث ورد عن الدنيوية و الاخروية التالي: ( اسلافنا العراقيون دنيويون اكثرو الاسلاف المصريون أخرويون اكثر و لديهم قناعة بانهم سيبعثون و يعيشون الى الابد حياة سعيدة يمارسون فيها العمل الزراعي النبيل. هذا يعني سيكولوجيا ان الآخروي يميل الى الزهد بالدنيا و التسامح مع الاخر فيما الدنيوي يميل الى الخلاف مع الاخر لا سيما اذا تعلق الامر بالسلطة و الثروة] انتهى
وهذا يعني ان مثل هذه "الطقوس" تجعل الانسان آخروي يفكر بالآخرة ذلك التفكير الذي يدفعه للزهد بالدنيا و التسامح مع الأخر و هذه كما افهم دعوة لتشجيع و دعم مثل هذه الطقوس "ركضة طويريج" من قبل بروفيسور بعلم النفس حيث خلص الى ان مثل هذه الممارسات تدفع للزهد بالدنيا ولهذا الزهد كثير من الانعكاسات على الانسان الفرد و على المجموع و هي من الأمور الحميدة و بالذات لتلازمها مع التسامح مع الاخر الذي يعني الكثير.
4 ـ ختم البروفيسور قاسم حسين صالح مقالته هذه و نسخها الثلاثة الاخريات بنفس الخاتمة المهمة حيث كتب التالي: [وتلك هي مهمة العقل التنويري في العراق.. علمانيا كان ام دينيا.. لم ينتبه لها بعد] انتهى
*أقــــــول:
نعم تلك مهمة العقل التنويري...و لا اعرف هل ان هناك من انتبه الى تلك المهمة من هؤلاء أصحاب التنوير من علمانيين و دينيين... اعتقد ان هناك من شارك في هذا الموضوع...لكن انا على يقين من ان البروفيسور قاسم حسين صالح انتبه الى ذلك والدليل هو نشره هذه المقالة و هي الإعادة الرابعة او الخامسة لنفس المقالة أكيد لأهميتها...لقد تابعتُ تكرارها حيث وجدتها بنفس النص حرفياً "تقريباً" لكن مع بعض التغييرات الطفيفة في العناوين و كما التالي :
1 ـ : (الـطـقـوس الـديـنـيـة .. في دراسة سيكولوجية) بتاريخ 02/كانون اول/2016
2: (ركضت طويريج 1885 2021) بتاريخ 20 آب 2021
3 ـ : (ركضة طويريج) بتاريخ 25 آب 2021.
4ـ: (ركضة طويريج...تحليل من منظور علم النفس الاجتماعي) بتاريخ 30 تموز 2023 و هي الأخيرة او أتمنى ان تكون كذلك.
على كل حال هذه المقالات المتكررة بنفس الحروف و الكلمات و العبارات هي تشير الى اهتمام البروفيسور قاسم بالموضوع و تفضله بالمتابعة ...فشكراً لانتباه البروفيسور قاسم حسين صالح لهذه الحالة المهمة و شكراً لمتابعته و اهتمامه و هذا ليس بغريب على شخص كريم عزير العلم و العمل مثل البروفيسور قاسم حسين صالح المحترم .
كنت و سأبقى أتمنى على البروفيسور قاسم المحترم مراجعة ما ينشر قبل الارسال للنشر و بالذات تكرار نشر المقالة وذلكً بتصحيح الاغلاط/ الأخطاء الاملائية حيث كانت متطابقة في المقالات علاه كما التالي:
الاوركستيرا... انعاكاستها... وتسرتجع... احتاجاته... يستحظروا... السياسييون... الانظباط...أما حرف الالف و تشعباته ف(حدث و لا حرج).
هذه الاغلاط/ الأخطاء وردت في كل النسخ الأربعة من المقالة؟؟؟؟!!!!
عبد الرضا حمد جاسم