بمشاركة أميركية وصينية.. ’اجتماع جدة’ يبحث سبل حل الأزمة الأوكرانية

آخر تحديث 2023-08-04 00:00:00 - المصدر: ناس نيوز

بغداد - ناس

تستضيف مدينة جدة، السبت، اجتماعاً لمُستشاري الأمن القومي وممثلي عدد من الدول لبحث الأزمة الأوكرانية، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس"، الجمعة.

قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول  

وسيبحث الاجتماع، سبل "حل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية"، و"بما يعزز السلم والأمن الدوليين، ويجنب العالم المزيد من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة"، وفق الوكالة.

وأعربت السعودية عن تطلعها إلى أن يسهم هذا الاجتماع في "تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق والتباحث على المستوى الدولي حول حل الأزمة الأوكرانية".

وقال مسؤولون أميركيون، في وقت سابق، إن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، سيشارك في الاجتماع، بينما قالت الخارجية الصينية، الجمعة، إن المبعوث الصيني الخاص لشؤون أوراسيا لي هوي، سيزور جدة لحضور المحادثات.

وقال المتحدث باسم الوزارة، وانج ون بين، في بيان، إن بكين على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لتواصل لعب دور بناء في دعم حل سياسي للأزمة في أوكرانيا.

منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، قال إن المحادثات تمثل "استمراراً للنقاش" حول الصيغة التي طرحها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لإنهاء الصراع الدامي.

وأضاف كيربي، في مقابلة مع إذاعة "صوت أميركا" (VOA)، أن المحادثات في السعودية ستكون "فعالة" في "حشد مزيد من الدول خلف صيغة السلام الأوكرانية، وإيجاد طرق لتحقيقها، والمضي قدماً فيها، والمساعدة في الحصول على قوة دفع لها".

واعتبر جون كيربي، أن الاجتماع المقرر في جدة، يستهدف بالأساس، من بين أشياء أخرى، عرض صيغة السلام التي طرحها زيلينسكي على المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن خطة السلام الأوكرانية "تتمحور حول مبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها في ميثاق الأمم المتحدة"، والتي تتفق عليه "جميع الدول باستثناء روسيا".

لقاء غير منتظر

ورداً على سؤال بشأن إمكانية مشاركة روسيا في المحادثات، شدد كيربي على أن محادثات أوكرانيا المقبلة "ليست محادثات سلام أو مفاوضات لإنهاء الحرب أو منتدى يمكن الوصول من خلاله إلى نتائج مؤكدة وملموسة، وإنما تتعلق باستمرار الحوار بشأن ما يمكن أن تكون عليه صيغة السلام هذه".

وأشار كيربي إلى أن جلوس زيلينسكي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يبدو في أي وقت قريب"، ولكن عندما يكون الرئيس الأوكراني مستعداً لذلك، "نكون قد قلنا، ونواصل القول بأن مقترحاته يجب أن تكون عنصراً أساسياً، وأن تكون محل احترام كامل في مرحلة المفاوضات التي لم نصل إليها بعد".

ورأى كيربي أن بوتين "لم يبد أي إشارة تدل على استعداده للتفاوض"، وإنما "العكس هو الصحيح"، مشيراً إلى "الهجمات التي تشنها روسيا خلال اليومين الماضيين على شحنات الحبوب في نهر الدانوب"، بحسب قوله.

وعن المدى الزمني الذي تعتقد الإدارة الأميركية أنه كافٍ لإيجاد حل لإحلال السلام الدائم والعادل في أوكرانيا، قال كيربي، إنه "من الصعب تحديد مدى زمني لرسم ملامح ما ستبدو عليه نهاية هذا الصراع".

وشدد المسؤول الأميركي، على أن "ما نفعله الآن هو التأكد من إمكانية نجاح الهجوم المضاد" الذي تشنه القوات المسلحة الأوكرانية "حتى يتمكنوا من استعادة المزيد من أراضيهم التي استولت عليها القوات الروسية"، معرباً عن أمله في أن يدفع ذلك بـ "السيد بوتين إلى مائدة التفاوض".

واعتبر كيربي أن إجراء محادثات بشأن خطة السلام التي طرحتها أوكرانيا في السعودية، والحضور المتوقع لمزيد من ممثلي الدول إلى اجتماع جدة، "رسالة" إلى موسكو التي قالت إنها تتابع هذا الاجتماع.

وأعرب المسؤول الأميركي عن أمله في أن يكون الروس "يشاهدون هذا الاجتماع"، وأن يخلصوا من ذلك إلى أن "المزيد والمزيد من الدول في جميع أنحاء العالم تدرك أن ما يفعله السيد بوتين غير شرعي، وغير قانوني وغير مبرر، وأنه انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة".   

"أوكرانيا لا تريد السلام"

وفي وقت سابق، الاثنين الماضي، أكد المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أن موسكو "لا ترى حالياً أي أساس لإجراء محادثات سلام مع كييف"، معتبراً أن "النظام الأوكراني لا يريد وليس بمقدوره أن يريد السلام طالما أنه يُستخدم حصرياً كأداة في حرب الغرب كله مع روسيا".

وتوقعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن يكون اجتماع السعودية "مفيداً إذا كان يساعد الغرب على إدراك عدم جدوى خطة (الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي"، في إشارة إلى خطة السلام المكونة من 10 نقاط وتتضمن الدعوة لـ"سحب القوات الروسية من أوكرانيا".

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة، أن "عضو مجلس الوزراء، مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد العيبان، وجّه الدعوات لحضور الاجتماعات التي تشارك فيها نحو 30 دولة".

وأضافت المصادر أن اجتماعات جدة "استكمال لنقاشات قمة السلام في أوكرانيا، التي عُقدت بكوبنهاجن، في يونيو الماضي".

وكان اجتماع كوبنهاجن شهد مشاركة مسؤولين كبار من أوكرانيا ودول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، ودول مثل البرازيل والهند والسعودية وجنوب إفريقيا وتركيا.