أثارت مقاطع مصورة في العاصمة العراقية بغداد، لنصب دفاعات جوية وأسلحة مضادة للطائرات، جدلاً واسعاً في البلاد، مع تداول العديد من الشائعات التي دفعت المواطنين إلى التعبير عن مخاوفهم، لا سيما وأن مضادات الطائرات وُضعت على أسطح مبانٍ عامة، وأخرى حكومية، في الأطراف الغربية من بغداد، بمشهد ذكّر العراقيين بعام 2003، إبان الحرب الأميركية على العراق، إلا أن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق، اللواء يحيى رسول، طمأن بأنه إجراء "طبيعي" لتأمين الأهداف الحيوية.
وقال رسول، في تصريحات صحافية أمس الأحد، إن "الإجراء جاء لتأمين الأهداف الحيوية في بغداد وكل المحافظات العراقية"، موضحاً أن "الأمر تم وفق خطة معتمدة، وهو إجراء طبيعي، ولا داعي للخوف".
وتواصل "العربي الجديد"، مع ضابط في قيادة العمليات العسكرية المشتركة في بغداد، الذي أوضح أن "الإجراء الأمني جاء ضمن عمليات تأهيل سلاح الدفاع الجوي العراقي، وتنظيم نقاط رصد في مختلف مناطق العراق ومنها بغداد"، مضيفاً أن "الحديث عن هجمات متوقعة، وأي شيء من هذا القبيل، مجرد إشاعات لا أصل لها".
وأكد الضابط أنه "بعد الهجمة التي حصلت من قبل وسائل الإعلام والانتقادات من الأهالي في العاصمة بغداد، فقد تقرر نقل منظومات الدفاع الجوي الأرضية إلى مناطق أخرى"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها وضع منظومات مضادة للطائرات، لكن هذه المرة دفعت بعض وسائل الإعلام إلى إحداث ضجة كبيرة".
من جانبه، لفت عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي مهدي تقي، إلى أن "وزارة الدفاع تعمل على تأمين محيط مطار بغداد، وبقية المناطق والأهداف الحيوية، وفق الصلاحيات الممنوحة لها، والموافقات التي تحصل عليها من قبل قيادة العمليات المشتركة من جهة، والقيادة العامة للقوات المسلحة من جهة ثانية".
وأكد في حديثٍ مع "العربي الجديد"، "عدم وجود تهديدات أمنية تستهدف أمن العاصمة، وبالتالي فإن الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها القوات الأمنية العراقية، طبيعية ولا تدعو للقلق، لكن الانتقادات التي حصلت محترمة أيضاً، لا سيما وأن الأسلحة نُشرت في مناطق سكنية".
بدوره، بيّن الخبير في الشؤون الأمنية في بغداد سرمد البياتي، أن "الإجراء الأمني بنشر مقاومات الطائرات المسيّرة في بغداد، هو إجراء احترازي طبيعي، تقوم به القوات الأمنية وهو من مهامها الأساسية، وأنه جاء بعد الاستحصال على الموافقات"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "الأنباء تشير إلى رفعها ونشرها في مناطق أبعد عن الأحياء السكنية".
وأضاف البياتي أن "هناك حاجة أمنية لحماية بعض الأهداف الحيوية، وجاء بأمر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في سبيل انفتاح الأسلحة لحماية المنطقة المحيطة بمطار بغداد، عبر ثلاثة أطواق"، فيما نفى "وجود أي برقية استخباراتية تفيد بوجود تهديد أمني يستهدف العاصمة بغداد".
وكتبت لينا العسل، وهي ناشطة عراقية، عبر منصة "أكس": نصب مضادات طائرات تابعة لقوات الدفاع الجوي العراقية فوق دائرة مجاري الغزالية الكائنة مقابل دائرة مرور الغزالية في بغداد، ماذا يجري في الغزالية؟ ولماذا تم نصب المدفع في حي الغزالية السكني وفوق بناية حكومية؟ ماكو غير مكان إلا فوق دائرة المجاري؟ لو قصدكم حتى تنضرب الدائرة؟"، فيما أرفقت أحد المقاطع التي انتشرت خلال اليومين الماضيين.
نصب مقاومة طائرات تابعة لقوات الدفاع الجوي العراقية فوق دائرة مجاري الغزالية الكائنة مقابل دائرة مرور الغزالية في بغداد
— Lina Alassil2 (@linaassil_assil) August 11, 2023
ماذا يجري في الغزالية ؟ولماذا تم نصب المدفع في حي الغزاليه السكني وفوق بناية حكومية؟؟
ماكو غير مكان إلا فوق دائرة المجاري؟؟
لو قصدكم حتى تنضرب الدائرة؟ pic.twitter.com/ZZjnNHkRAK
من جهتها، كتبت الناشطة العراقية رشا الجنابي: "بغداد، لأول مرة بعد عشرين عاماً، مقاومة طائرات فوق مبانٍ حكومية في المنصور، وفي أحياء سكنية مثل الغزالية وحي العامل وغيرها في العاصمة بغداد، أنتم تضحكون على أنفسكم.. هذا السلاح أصبح منقرضاً، موجوداً فقط في المتاحف العسكرية لدول العالم".
⭕️ بغداد ... لأول مرة بعد عشرين عاماً..
— ??Rasha Al Janabi (@JanabiRasha) August 11, 2023
مقاومة طائرات فوق مبان حكومية في المنصور وفي أحياء سكنيه مثل الغزاليه وحي العامل وغيرها في العاصمة بغداد !!!
انتو تضحكون على أنفسكم ..هذا السلاح أصبح منقرض ، موجود فقط في المتاحف العسكرية لدول العالم ?
دول العالم لديها منظومات دفاع جوي pic.twitter.com/UmMEdCqjzN
ويعتمد العراق على منظومة دفاع جوي قديمة، تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، فيما لم تجدِ الحوارات والنقاشات بين وزارة الدفاع وأعضاء مجلس النواب خلال الفترات الماضية، في سبيل تخصيص مبالغ مالية لاستحداث منظومة مقاومات الطائرات، وشراء منظومات تطمح الوزارة إلى الحصول عليها، مثل "إس 300" و"سيرام" وغيرها، فيما يشير مسؤولون وضباط برتب رفيعة، إلى وجود أجندات سياسية تمنع تسليح الجيش العراقية بأسلحة هجومية ودفاعية متطورة.