غليان الأرض .. العراق والتغيرات المناخية

آخر تحديث 2023-08-21 00:00:00 - المصدر: جاسم الفلاحي

غليان الأرض .. العراق والتغيرات المناخية – جاسم الفلاحي

عندما ذكر السيد الأمين العام للامم المتحدة في خطابه الأخير بان العالم قد  تجاوز مرحلة التغيرات المناخية  الى مرحلة الغليان كان مستندا الى حقائق وادلة علمية  رصينة يؤيدها الخبراء والمختصين بعلوم البيئة والتغير المناخي… وحيث ان تداول مصطلح التغير المناخي خصوصا في العقود الاخيرة يمثل نقطة تحول تأريخية في مسيرة علوم المناخ وتغيراته ويأتي تتويجا للجهود التي بذلها العلماء على مدى عدة قرون وصولا الى المحطة الأهم في مسيرة عمل العلماء والأكاديميين ألا وهي قمة الكوكب والتي عقدت في باريس عام 2015 تحت مسمى مؤتمر الاطراف الحادي والعشرين للاتفاقية الاطارية للتغيرات المناخية  والتي سبقتها عشرون مؤتمرا لم تفلح بوضع سمات التعامل الجدي مع اتساع ضراوة تأثير التغيرات المناخية .وانشأت هذه الاتفاقية كمعاهدة بيئية دولية لمكافحة( التدخل البشري الخطير في النظام المناخي)..والتي عقدت في ريودي جانيرو يونيو 1992..ودخلت حيز التنفيذ في مارس 1994والتي دعت الى استمرار البحث العلمي والاجتماعات المنتظمة والمفاوضات للسماح للانظمة

البيئية بالتكيف مع تغير المناخ لضمان عدم تعرض انتاج الغذاء للتهديد ولتمكين التنمية الاقتصادية من المضي قدما بطريقة مستدامة…بالاضافة الى بروتوكول كيوتو الموقع عام 1997والمعمول به منذ العام 2005 وحتى العام 2020اول تنفيذ للتدابير المتخذه بموجب الاتفاقية الاطارية  ومن ثم تم استبدال بروتوكول كيوتو باتفاقية باريس للتغيرات المناخية…وحيث ان التوصل لاتفاق واجماع دولي على المخاطر الجدية التي يسببها والتي سيسببها التغير المناخي نتيجة الارتفاع غير المسبوق في احترار كوكب الارض نتيجة انبعاثات الغازات الدفيئة والتي بلغت الزيادة في درجات الحرارة حوالي 1.5درجة مئوية مقارنة بالعصر ماقبل الثورة الصناعية ..اي إن النشاط الصناعي للدول الصناعية الكبرى وعلى مدى اكثر من 250 عام ادى الى زيادة الانبعاثات الكاربونية والغازية الضارة والتي نتجت عن استخدام تقنيات ووقود كثيف الكاربون والتي نتج عنها تراكم الانبعاثات الضارة للغازات الدفيئة .

عقدت قمة الكوكب في باريس عام 2015 وبحضور متميز لقادة الصف الاول للعالم حوالي 88 رئيس دولة وملك وحوالي 184وزير..حيث اقرت بعد مخاض،عسير مددت فيه ايام المؤتمر للوصول الى اتفاق تأريخي هو .

مادة مهمة

اتفاقية باريس للتغيرات المناخية والتي تضمنت مادة مهمة جدا بذلت الدول النامية والأقل نموا مبدأ مهم جدا وتأريخي هو (المسؤولية المشتركة لكن المتباينة)(common but diffrenciated responsibility).. والذي حمل الدول الصناعية الكبرى والغنية مسؤولية مشكلة الاحتباس الحراريوالذي نتج عن زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة والتي تكاثفت ومنعت نفاذ اشعة الشمس المنعكسة عن سطح كوكب الارض مما ادى الى انحباسها وادت الى زيادة احترار الأرض وتداعياته على مستوى الحياة على هذا الكوكب وزيادة معدلات ذوبان الكتلة الجليدية في القطب الشمالي وتراجع امدادات المياه العذبة وارتفاع مستوى سطح البحر وتهديد المناطق الجزرية والمدن الساحلية وتراجع معدلات التساقط المطري والثلوج وازديات معدلات الأمراض الإنتقالية والوبائية وتدهور الاراضي والحفاف والتصحر وازدياد معدلات العواصف الغبارية والرملية وبروز ظاهرة اللاجئ البيئي او لاجئ المناخ والهجررة الداخلية والخارجية بسبب تغيرات المناخ.

وحيث تمت الإشارة الى المادة السادسة في اتفاق باريس والتي اشارت بشكل واضح الى الآلية التعويضية حيث تم اقرار انشاء،صندوق المناخ الاخضر(green) climate fund برأسمال مقداره 100مليار دولار تدفعها الدول المسببة للاحتباس الحراري على شكل دعم مشاريع للدول النامية والأقل نموا والتي اصبحت ضحايا لهذه الظاهرة بسبب النشاط الصناعي للدول الغنية كتعويض لهذه الدول تؤدي الى تخفيف الانبعاثات وتكييف البنى التحتية بما يتناسب مع المعايير العالمية ..وفي مؤتمر كلاسكو /المملكة المتحدة للعام 2021 والذي يعتبر محطة مهمة بعد محطة باريس..تم رفع رأسمال الصندوق الى 130مليار دولار سنويا..ومقر هذا الصندوق المرتبط بسكرتارية الاتفاقية والتي يرمز لها بالأحرف UNFCCC ومقر الصندوق في سيؤول /كوريا الجنوبية ويترأسه السيد بان كي مون السكرتير العام السابق للأمم المتحدة  وللاسف لحد الان لم نلمس جهدا جديا من قبل الدول الكبرى المسببة للاحتباس الحراري للالتزام بتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاقية باريسوكأن هذه الدول تطالب الضحايا والذين دفعوا على مدى هذه السنين يدفعون غاليا ثمن رفاهية وغنى الدول الصناعية الكبرى مقــــــابل معاناتهم وفقرهم… وحيث ان المؤتمرات اللاحقة لموتمر باريس قد فشلت في اقرار الآلية التعويضية والمالية وتم تأجيلها مرات عديدة رغم اقـــــرار آلية الخسائر والاضرار في مـــــــؤتمر شرم الشيخ السابع والعـــــــشرين… فإننا نأمل بان يكون المؤتـــــــمر القادم في دولة الامارات العــــــربية الشقيقة cop28 مؤتمرا للتنفيذ بعد ان استنفذ الــــــعالم كل هذه العقود في مرحلة التخطيط.

وللحديث بقية.

 

الوكيل الفني لوزارة البيئة