كشفت إيران، اليوم الثلاثاء، عن أحدث مسيراتها الحربية القتالية "المتطورة"، التي تُعرف باسم "مهاجر 10"، في وقت تتهم فيه دول غربية طهران بتزويد روسيا بها، لاستخدامها في الحرب مع أوكرانيا، وسط نفي إيراني متواصل.
وأضيف ملف المسيرات الإيرانية، منذ فبراير/ شباط 2022 عندما بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا، إلى ملفات صراع طهران الساخن المستمر مع الغرب.
وطوّرت إيران مسيراتها العسكرية بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، رغم العقوبات الأميركية المشدّدة، التي باتت تنظر إلى المسيرات باعتبارها سلاحاً استراتيجياً في المعادلات الإقليمية، ما يشكل قلقاً متزايداً لدى دول وقوى إقليمية، خصوصاً بعد أن بات هذا السلاح الإيراني في أيدي حلفاء طهران من الجماعات العسكرية في العراق واليمن ولبنان وسورية.
ومن أهم هجمات المسيرات التي اتُّهمت طهران بالضلوع فيها مباشرة وسط نفيها، الهجوم الذي استهدف معمل بقيق السعودي الذي يعتبر أكبر محطة لمعالجة النفط في العالم، وكذلك منشأة خريص النفطية، في 14 سبتمبر/أيلول من عام 2019، وأفضى الهجوم إلى تراجع إنتاج السعودية من النفط إلى النصف، وألحق دماراً كبيراً في المنشأتين، قبل أن تعلن الرياض لاحقاً أنها تداركت الوضع واستأنفت إنتاجها منهما، واتهمت إيران بالوقوف وراء الهجوم، فيما تبنته جماعة الحوثيين في اليمن.
كما وجهت الولايات المتحدة الأميركية اتهامات لطهران بالوقوف وراء هذا الهجوم، مشيرةً إلى أنه نفذ من جهة الشمال.
واستثمرت إيران بشكل كبير في مجال الطائرات من دون طيار، كما يقول الخبير مهدي بختياري، الذي أضاف أن هذه المسيرات "إحدى أهم أدوات الحروب المستقبلية"، ولذلك تكتسب مكانة مهمة في العقيدة الدفاعية الإيرانية.
ويوضح بختياري، في حديث مع "العربي الجديد"، أن المسيرات الحربية، إلى جانب سلاح الصواريخ، يشكلان "جناحي العقيدة الدفاعية الإيرانية"، مشيراً إلى أن إيران "حققت النتيجة المرجوة بهذه المسيرات، واليوم تنتج أنواعاً مختلفة منها".
وتعتمد العقيدة العسكرية الإيرانية على ثلاثة محاور أساسية، حسب موقع "رويداد 24" الإيراني، وهي "توسيع وتقوية القوى الوكيلة وغير المتعارفة على مستوى المنطقة"، و"قوة المسيرات"، وكذا "القوة الصاروخية".
وعن أهمية المسيرات العسكرية لطهران، يقول الخبير العسكري مهدي بختياري، لـ"العربي الجديد"، إنها "تتمتع بميزات متعددة"، مشيراً إلى أن تكاليفها المالية أقل في المستوى الأول، وثانياً لكونها من دون طيار، فلا تخلف عملياتها خسائر في الأرواح، وثالثاً لأنها قادرة على "تنفيذ عمليات مهمة للغاية بدقة وجودة عالية، منها إمكانية استهداف رادارات العدو ومنظوماته الصاروخية"، ورابعاً أن لها استخدامات متعددة، فيمكن استخدامها للاستطلاع والرصد، كما للاستهداف وتنفيذ الهجمات.
وتنظر إيران إلى سلاح المسيرات كـ"قوة رادعة"، حسب تصريح للمساعد والمستشار الأعلى للمرشد الإيراني للشؤون العسكرية، اللواء يحيى صفوي، خلال سبتمبر/أيلول الماضي، قائلاً: "وصلنا اليوم إلى مرحلة من التقدم، طلبت 22 دولة شراء طائراتنا من دون طيار"، مع القول إن إيران أحرزت "تقدماً كبيراً" في صناعة الطائرات المسيرة.
بداية صناعة المسيّرات
وتعود بدايات صناعة المسيرات العسكرية إلى أواسط حربها مع العراق، حيث يقول الخبير العسكري الإيراني حسين دليريان، في حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ السلطات الإيرانية آنذاك قررت صناعة طائرات من دون طيار، لاستخدامها في عمليات الاستطلاع والرصد.
ويضيف دليريان أن استخدام مقاتلات "RF4" خلال الحرب لمهام التصوير والاستطلاع من مواقع القوات العراقية "كان مكلفاً"، مع احتمال إسقاط هذه المقاتلات عالية الثمن من قبل الدفاع الجوي العراقي.
يُذكر أن أول طائرة مسيّرة صنعتها إيران خلال الحرب مع العراق كانت تسمى "تلاش" (الجهد)، حسب الخبير دليريان، الذي يشير إلى أن مداها وقدرتها التحليقية "كانت ضعيفة للغاية"، لكنها "نجحت" في القيام بمهمات التصوير في الأجواء العراقية لرصد القوات.
ولعبت الصور التي كانت ترسلها مسيرات "تلاش" الاستطلاعية "دوراً مؤثراً جداً" في هجمات القوات المسلحة الإيرانية على المواقع العراقية، وفق دليريان.
وصُنعت "تلاش"، وهي أول طائرة مسيّرة صنعت في إيران، في جامعة أصفهان، ثم بعد نجاح أول اختبار لها تحت إشراف مقر "خاتم الأنبياء" التابع للحرس الثوري الإيراني، تشكلت كتيبة "الرعد" الاستطلاعية بأمر من قائد الحرس آنذاك، لتوفير الصور الجوية لاستخدامها في الحرب، وفق تقرير لوكالة "تسنيم" الإيرانية.
وصنعت كتيبة "الرعد" مسيرات أكثر تطوراً من النسخة الأولى، كـ"تلاش 1" و"تلاش 2" و"تلاش 3" ومسيرات أخرى تحت مسمّى "مهاجر". ولعبت هذه المسيرات دوراً مهماً في تزويد القوات الإيرانية بالصور والمعلومات الجوية عن مواقع القوات العراقية في الحرب، حسب "تسنيم".
ثم طوّر الحرس الثوري كتيبة "الرعد" إلى وحدة خاصة للمسيرات، فيما واصلت وزارة الدفاع الإيرانية أيضاً صناعة المسيرات العسكرية.
وبعد الحرب الإيرانية العراقية، دفع تهالك الأسطول الجوي الحربي الإيراني، وعدم إمكانية تحديثه في ظل العقوبات الأميركية والأوروبية المستمرة، القوات المسلحة الإيرانية إلى تدارك الفراغ الناتج عن غياب المعدات الجوية العصرية، من خلال تطوير صناعة المسيرات، وخاصة خلال العقد الأخير، بالتوازي مع الاهتمام العالمي المتزايد للمسيرات في الحروب والعمليات العسكرية خارج الحدود الجغرافية.
أنواع المسيرات
وتعرف المسيرة التي كشف عنها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الثلاثاء، بمسيّرة "مهاجر 10" القتالية، وهي قادرة على التحليق 24 ساعة على ارتفاع 7 آلاف متر في منطقة عملياتية بنطاق ألفي كيلومتر، بحسب ما أعلن التلفزيون الإيراني. وتبلغ سرعة هذه المسيرة 210 كيلومترات في الساعة الواحدة، وهي قادرة على حمل أنواع الذخائر والقنابل، ومزودة بأنظمة الحرب الإلكترونية.
وتمتلك اليوم كل من مكونات القوات المسلحة الإيرانية، من الجيش و"الحرس الثوري"، سلاح المسيرات، فضلاً عن أن للقوات البرية والجوية والبحرية للمؤسستين العسكريتين وحدات خاصة للمسيرات.
وخلال يوليو/ تموز 2022، أعلن قائد السلاح البري في الجيش الإيراني، الجنرال كيومرث حيدري، أن سلاحه ينوي زيادة وحدات المسيرات فيه إلى خمس.
وتُنتج إيران في الوقت الحالي مسيرات عسكرية متنوعة، كما يقول الخبير العسكري حسين دليريان، مشيراً إلى أنها ثلاثة أصناف، الأول المسيرات الانتحارية المفخخة، والصنف الثاني مسيرات الاستطلاع والرصد، أما الصنف الثالث فهو المسيرات القتالية الاستطلاعية.
ويضيف دليريان، لـ"العربي الجديد"، أن أشهر المسيرات الإيرانية محلية الصنع تشمل "شاهد 129"، و"شاهد المجنحة"، و"المهاجر"، لافتاً إلى أن هذه المسيرات تنفذ طيفاً متنوعاً من المهمات العسكرية.
خبير عسكري لـ"العربي الجيد": إيران بدأت صناعة طائرات مسيرة في حربها مع العراق من أجل استخدامها في عمليات الاستطلاع والرصد
ويمتلك الحرس الثوري أنواعاً مختلفة من المسيرات، اعتاد على استعراضها في كل مناوراته العسكرية خلال العقد الأخير، وخاصة مناورات "الرسول الأعظم"، أهمها مسيرات استطلاعية "شاهد 123" و"مهاجر 4" و"مهاجر 6"، ومسيرات هجومية مثل "شاهد 129 و"شاهد 191" و"شاهد 136".
ويدور الحديث في الوقت الحالي عن تزويد إيران للجيش الروسي بمسيرتي "مهاجر 6" و"شاهد 136".
وتعد مسيرة "مهاجر 6" أحدث المسيرات الاستطلاعية من جيل "مهاجر"، جرت إزاحة الستار عنها عام 2017، وتتجهز هذه المسيرات بتقنيات المراقبة، ومستشعرات الاستطلاع، وكاميرات حرارية وبصرية تحت الأحمر، وأنظمة الحرب الإلكترونية، والتعطيل الإلكتروني، والتعرف التلقائي، وإرسال أتوماتيكي للمعلومات.
يُذكر أن مسيرات "مهاجر 6"، التي يبلغ وزنها 600 كيلوغرام، لديها القدرة على التحليق المستمر لـ12 ساعة على ارتفاع 18 ألف وحدة قدم، والمدى العملياتي للمسيرة يبلغ ألفي كيلومتر بسرعة 200 كيلومتر. كذلك، تمتاز المسيرة بأنها قادرة على حمل أكثر من 40 كيلوغراماً من أنواع الصواريخ الموجهة عبر الليزر، والقنابل الموجهة أو غير الموجهة. ولذلك، تصنف مسيرات "مهاجر 6" ضمن المسيرات الإيرانية الاستطلاعية القتالية.
أما المسيرة الإيرانية الأخرى التي أصبحت الأكثر شهرة لكثرة الحديث عن استخدامها في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، فهي مسيرة "شاهد 136" أو "جيران 2" حسب التسمية الروسية، والتي استخدمها "الحرس الثوري" في مناورات "الرسول الأعظم 17" في وقت سابق من العام الجاري.
ولم تنشر القوات الإيرانية معلومات كثيرة عن هذ المسيرة التي تزن نحو 200 كيلوغرام، لكن تقارير مختلفة أظهرت أنها تستطيع حمل بين 25 إلى 30 كيلوغراماً من المتفجرات في رأسها، وتحلق على ارتفاع منخفض، كما أنها تتخفى عن الرادار، وليس سهلاً على أجهزة الرادار كشفها بسبب صغر حجمها. وتشكل هذه المسيرات تهديداً كبيراً عندما تُطلق على شكل أسراب، فتسبب حينها دماراً كبيراً، وفق وسائل إعلام إيرانية.
وأنتج الجيش الإيراني أيضاً مسيرات متعددة، يصنف بعضها على أنها من المسيرات الأكثر تطوراً في إيران، حسب إعلاناتها العسكرية، منها مسيرة "أبابيل" التي يعد جيلها الثالث قتالياً وعملياتياً، وأنتجتها شركة صناعات الطيران الإيرانية. وهذه المسيرة قادرة على التحليق لـ8 ساعات بسرعة 200 كيلومتر في الساعة، ويصل مداها إلى 100 كيلومتر، مع قدرتها على التصوير ليلاً ونهاراً.
ومن أهم مسيرات الجيش الإيراني "كمان 12" (سهم 12)، التي أعلنت هذه المؤسسة أنها قادرة على تنفيذ العمليات على ارتفاع ألف كيلومتر، مع قدرتها على حمل 100 كيلوغرام من الأسلحة. وتبلغ سرعتها 200 كيلومتر في الساعة، ويمكنها التحليق في السماء لعشر ساعات.
وحسب تقارير عسكرية إيرانية، فإن "كمان 12" صنعت أيضاً للمشاركة في الحروب الإلكترونية، مع بلوغ مدى الصاروخ "أخغر" الذي تحمله المسيرة 30 كيلومتراً.
بالإضافة إلى المسيرات السابقة، تعتبر مسيرة "فطرس" من المسيرات العملاقة للجيش الإيراني، والتي تشبه مسيرة "هارون 1" الإسرائيلية، ويصل مداها إلى ألفي كيلومتر، ويمكنها التحليق المستمر في السماء لـ30 ساعة، وتستطيع حمل قنابل مضادة للدروع وصواريخ "قائم" و"حيدر 1" (كروز) الإيرانية.
قواعد برية وفرقة بحرية
بموازاة الإعلان الإيراني المستمر عن تطوير صناعة المسيرات الحربية والكشف عن نسخ أحدث منها، كشفت القوات المسلحة الإيرانية، خلال العام الأخير، لأول مرة، عن بناء قواعد سرية تحت الأرض للمسيرات، فضلاً عن إنشاء وحدة بحرية لسلاح المسيرات.
وفي مارس/ آذار من عام 2022، أزاحت القوات الجو فضائية للحرس الثوري الإيراني، بحضور القائد العام للحرس الجنرال حسين سلامي، وقائد السلاح الجوي للحرس أمير علي حاجي زادة، الستار عن قاعدة سرية تحت الأرض للمسيرات، وعرضت صوراً عنها في التلفزيون المحلي.
وحسب ما أعلن، فإن القاعدة تحتوي على مسيرات يصل مداها إلى ألفي كيلومتر، ومنصات إطلاق صواريخ مزدوجة، ومنصات إطلاق مسيرات متعددة معاً، وأنواع جديدة من المسيرات.
وفي مايو/ أيار 2022، دشّن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، القاعدة السرية "313" تحت الأرض، كأول قاعدة للطائرات المسيّرة للجيش الإيراني.
وفي تقرير مصور لمراسل التلفزيون الإيراني، الذي قادته مروحية للجيش إلى القاعدة وهو معصوب العينين، ظهرت أنواع المسيرات الإيرانية، الهجومية والانتحارية، من مختلف الطرازات في هذه القاعدة التي قيل إنها تقع في محافظة كرمانشاه غربي إيران، حيث تحتضن العديد من القواعد الصاروخية أيضاً.
كذلك، خلال زيارته للقاعدة "313"، أزاح الجنرال باقري الستار عن صاروخ "كروز" بمدى 200 كيلومتر، وهو أول صاروخ محلي يحظى بقابلية إطلاقه من المسيرات.
أول فرقة بحرية للمسيرات
وكشف الجيش الإيراني، في 15 يوليو/ تموز من عام 2022، للمرة الأولى عن أول فرقة بحرية حاملة عدة أنواع من المسيرات العسكرية والحربية في المياه الجنوبية الإيرانية، وذلك في حفل عسكري ضخم بمشاركة قادة الجيش.
وجاءت الخطوة في ظل تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة الأميركية، وسط حديث أميركي عن تشكيل تحالف إقليمي في مواجهة طهران، وأثناء زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة.
والفرقة البحرية، حسب التلفزيون الإيراني، تتكون من وحدات السطح وتحت السطح، مع القدرة على حمل أنواع المسيرات القتالية والاستطلاعية والتدميرية والهجومية.
وخلال الحفل العسكري، استعرضت مسيرات "بليكان" و"هما" و"آرش" و"جمروش" و"جوبين" و"أبابيل" قدراتها فوق المحيط الهندي، كما أقلعت عدد من المسيرات من غواصتي "فاتح" و"طارق" الإيرانيتين.
وإلى ذلك، أطلق الجيش الإيراني، في 5 يناير/كانون الثاني 2021، أكبر مناورات لسلاح الطائرات المسيرة القتالية، هي الأولى من نوعها، استمرت ليومين في محافظة سمنان، وسط البلاد، وعلى الحدود البرية والجوية والبحرية. وشاركت المئات من الطائرات المسيرة القتالية والانتحارية في هذه المناورات بعد استعراض قدراتها القتالية.
الهندسة العكسية لمسيرات أميركية
ويوضح الخبير العسكري دليريان أن إيران قامت بالهندسة العكسية لمسيرات "غنتمها من الأعداء"، على غرار ما قامت به من هندسة مسيرة "ScanEagle" الأميركية، و"آر كيو-170" الأميركية، وإنتاج نسخ إيرانية منها تحت عناوين وأسماء جديدة.
وكان "الحرس الثوري" الإيراني قد أعلن، في 4 ديسمبر/كانون الثاني 2012، أن قواته البحرية غنمت مسيرة "إسكل إيغل" خلال تحليقها في المنطقة العامة بالخليج، بهدف الرصد والاستطلاع، مشيراً إلى أن المسيرة بعد دخولها الأجواء الإيرانية "وقعت في شراك الدفاع الجوي والمنظومة الجوية للسلاح البحري" للحرس الثوري.
ومسيرة "آر كيو-170 سنتينل" غنمتها القوات الجو فضائية للحرس الثوري الإيراني في 4 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2011، على حدود الشمال الشرقي للبلاد في أجواء مدينة "بردسكن" التابعة لمحافظة خراسان الرضوية الإيرانية، القريبة من الحدود مع أفغانستان.
وقبل السيطرة الإيرانية عليها، كانت تعد طائرة "أر كيو-170" من المسيرات الأميركية المتقدمة جداً، حتى إن بعض الخبراء اعتبروها القمة التكنولوجية في مجال التجسس والحرب الإلكترونية.
وأعلن "الحرس الثوري" الإيراني لاحقاً أنه بعد فك شفرة هذه المسيرة الأميركية، تمكن من الوصول إلى معلوماتها، وأنتج حتى الآن بهندستها العسكرية نوعين من المسيرات تحت عنواني "سيمرغ" و"صاعقة"، علماً أن مسيرة الصاعقة أصبحت مزودة بالقنابل والصواريخ. وأزاح الحرس في مناسبات عن هاتين المسيرتين.
كما سيطر الحرس الثوري الإيراني على عدد آخر من المسيرات الأميركية، حسب إعلانات متفرقة للحرس خلال العقد الأخير، منها مسيرة "Shadow-200" التجسسية الأميركية، التي كشف "الحرس الثوري" أنه حصل عليها في 1 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2016، معلناً لاحقاً عن إنتاج نسخة إيرانية عنها. فضلاً عن مسيرة "MQ-9 Reaper" التي تعد من المسيرات الأميركية المتقدمة، لا تملكها سوى دول معدودة، غنمتها قوات الحرس في 20 يناير/كانون الثاني 2019.
وخلال معرض عسكري، أقامه الحرس الإيراني خلال عام 2016، كشف فيه عن غنيمة مسيرات أميركية أخرى.
الحظر الغربي للمسيرات الإيرانية
وترجمت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وبريطانيا اتهاماتها ضد إيران بإمداد روسيا بالمسيرات القتالية بفرض عقوبات على طهران، طاولت قيادات وشركات عسكرية.
وفي أحدث تلك العقوبات، فرض الاتحاد الأوروبي، في 20 من الشهر الماضي، عقوبات جديدة على إيران باتهامها بدعم روسيا عسكرياً في حربها على أوكرانيا، كما دعمها للنظام السوري.
واستهدفت هذه العقوبات إضافة 6 إيرانيين إلى قوائم العقوبات الخاصة بالدعم العسكري الإيراني لروسيا، وهي تشمل أيضاً إجراءات جديدة تحظر تصدير المكونات المستخدمة في تصنيع وإنتاج الطائرات المسيرة من الاتحاد الأوروبي إلى إيران.
كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، مطلع الشهر الماضي، أنها فرضت عقوبات على ستة من المديرين التنفيذيين وأعضاء مجلس إدارة شركة القدس لصناعة الطيران الإيرانية، والمعروفة أيضاً باسم شركة "صناعات تصميم وتصنيع الطائرات الخفيفة".
واستهدفت هذه العقوبات الأميركية موردي الطائرات الإيرانية المسيرة التي أعلنت الولايات المتحدة أن روسيا استخدمتها لاستهداف البنية التحتية المدنية في أوكرانيا خلال الصراع.
وفي 9 سبتمبر/أيلول الماضي أيضاً، فرضت واشنطن عقوبات على شركة سفيران لخدمات المطارات ومقرها طهران، متهمة إياها بتنسيق الرحلات العسكرية الروسية بين إيران وروسيا، بما في ذلك المرتبطة بنقل الطائرات المسيّرة والأفراد والمعدات ذات الصلة.
كما أدرجت وزارة الخزانة شركة بارافار بارس، العاملة في تصميم وتصنيع محركات الطائرات، وشركة بهارستان كيش، في لائحة الشركات التي ستفرض عليها عقوبات، متهمة إياهما بالمشاركة في البحث والتطوير والإنتاج والشراء للطائرات الإيرانية بدون طيار.
وخصّت وزارة الخزانة شركة بارافار بارس لتورطها في الهندسة العكسية لطائرات بدون طيار أميركية وإسرائيلية الصنع، دون تحديد الطرازات.
كما أدرج الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، في 20 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2022، شركة "شاهد" للصناعات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، مع ثلاثة قادة عسكريين كبار، على قائمة العقوبات.
والقادة الإيرانيون الذين شملتهم العقوبات الأوروبية هم رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال محمد باقري، ومسؤول البحوث في وزارة الدفاع حجت الله قريشي، وقائد سلاح المسيرات في الحرس سعيد آغاجاني.
وتنشط شركة "شاهد" للصناعات الجو فضائية التابعة للسلاح الجوي للحرس الثوري، في مجال التخطيط والتصميم لإنتاج المسيرات. وتعد "شاهد" من الشركات المنضوية في منظمة "جهاد الاكتفاء الذاتي" للحرس الثوري الإيراني.