قصة نجاح مسرور بارزاني في توطيد الروابط بين كردستان والخليج العربي لتحقيق التقدم والازدهار
تشهد العلاقات بين إقليم كردستان في العراق ودول الخليج العربي، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تطوراً ملموساً خلال السنوات الأخيرة. ويعزى هذا الازدهار في العلاقات إلى الدور البارز الذي يؤديه رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، والذي أصبح واحداً من رموز التعاون والتفاهم الإقليمي في الشرق الأوسط.
ومنذ توليه منصب رئيس الحكومة في إقليم كردستان العراق، استطاع مسرور بارزاني تحقيق إنجازات كبيرة في تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي.
ويعدّ بارزاني شخصية بارزة في تعزيز الانفتاح والتعاون الإقليمي والدولي، حيث أصبح إقليم كردستان مركزاً إقليمياً ودولياً ورقماً صعباً في المعادلات العالمية، وقد عكس بالفعل شكل العراق الجديد المتمثل بإقليم كردستان.
الانفتاح والتعاون
تجلت سياسة مسرور بارزاني بوضوح، عندما أعلن عن برنامج عمل حكومته، وفي لحظتها فتح أبواب إقليم كردستان للتعاون مع العرب، ومنهم الخليجيون، وتمثل هذه الخطوة بدايةً للعلاقات الوثيقة بين الإقليم والخليج.
هذه السياسة جعلت علاقات إقليم كردستان أقوى بكثير من العلاقات التي تجمع بين بغداد وعواصم الدول العربية، لأسباب كثيرة نسردها لاحقاً.
زيارات متبادلة ومكثفة
زار مسرور بارزاني دول الخليج بصورة متكررة، وخاصة الإمارات العربية المتحدة، حيث أجرى لقاءات تاريخية مع قادة تلك الدول. هذه الزيارات أسهمت في تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة.
الاستثمارات والتجارة
وخلال فترة ولاية بارزاني تعزز التعاون الاقتصادي بين الإقليم ودول الخليج، بشكل لم يشهده الشعب الكردي طوال تاريخه، فقد شهدت العلاقات الاقتصادية نمواً كبيراً، حيث قامت الشركات الخليجية بالاستثمار في مجموعة متنوعة من القطاعات في إقليم كردستان الذي حجز بدوره مقعداً في مسار الأمن الغذائي عندما قرر تصدير حزمة من المحاصيل الزراعية إلى الخليج العربي.
دور بارزاني في تحقيق هذا الانفتاح
- الرؤية الإستراتيجية
بارزاني أظهر رؤية إستراتيجية في تطوير العلاقات مع الخليج العربي، حيث أعاد تعريف دور إقليم كردستان على الساحة الإقليمية والدولية، وبالفعل كان يتحدث بحكمة طالما تميز بها عند اتخاذ القرارات الحاسمة. فقرار الانفتاح على الخليج ليس قراراً سهلاً، لكنه ساهم بشكل كبير في تعزيز الثقة والاحترام من قبل دول الخليج، ولا نبالغ عندما نقول أن مسرور بارزاني أعاد كتابة التاريخ، فما حققه من انفتاح على أشقائه العرب لم يستطع احد قبله فعل ذلك، ولا أظن أن أحداً سيقدر على ذلك من بعده.
- التفاهم الثقافي
نجح بارزاني في بناء تفاهم ثقافي مع دول الخليج، مما أدى إلى تقوية العلاقات الشخصية والحضارية بين الأطراف المعنية، فمسرور أحدث تحولاً ملحوظاً في العلاقات بين إقليم كردستان ودول الخليج العربية. وبفضل جهوده ورؤيته الاستراتيجية، أصبح الإقليم رقماً لا يقبل القسمة على اثنين، ويمكن اعتباره زعيماً شاباً حكيماً ورائداً في تعزيز التعاون بين الإقليم ودول الخليج، ويعد نموذجاً لكيفية تحقيق الانفتاح وتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية.
لقاء سابق بين مسرور بارزاني وولي العهد السعودي
ومن خلال الصور وطبيعة المباحثات، ربما يُعتبر الأشقاء العرب الأقرب إلى مسرور بارزاني وإقليم كردستان، فعمق العلاقات بينه وبين دول الخليج العربي يعكس التاريخ المشترك والروابط الثقافية والاقتصادية. ويمكننا تسليط الضوء على بعض الجوانب الهامة:
- العلاقات الثقافية والتاريخية: تمتاز العلاقات بين مسرور بارزاني ودول الخليج بالعمق التاريخي والثقافي. تشترك الأطراف في العديد من القيم والتقاليد الثقافية المشتركة. ولعل لحظات الاستقبال الحار المتبادل بين الزعماء وبين الشعوب خير دليل على الانسجام انطلاقاً مما يجمعهم من مشتركات.
- التعاون الاقتصادي: تمتلك دول الخليج اهتماماً كبيراً في تعزيز التعاون الاقتصادي مع إقليم كردستان، وهذا يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بينهم. استثمارات الخليج في الإقليم ساهمت في تعزيز الازدهار الاقتصادي، ويبدو أن الإقليم لن يفرط مطلقاً بهذه العلاقات.
- التعاون السياسي: عملت العلاقات السياسية المستدامة على تعزيز التفاهم بين الإقليم ودول الخليج. تمثل هذه العلاقات التواصل الفعّال بين الأطراف لمعالجة القضايا الإقليمية والدولية.
- قدرة على التجاوز والإنجاز: مسرور بارزاني قاد إقليم كردستان خلال فترات صعبة وأزمات تحتاج إلى قيادة قوية. استطاع تحقيق الاستقرار والتنمية رغم التحديات الكبيرة. صحيح أن بعض المنغصات قد أربكت العمل الحكومي، لكنه مضى قدماً ولن يستسلم.
- التطلعات والطموح: مع وجود برنامج حكومي طموح، يبدو أن مسرور بارزاني مصمم على تحقيق مزيد من الإنجازات لإقليم كردستان، حيث يستمر في السعي لتطوير البنية التحتية وتعزيز الخدمات العامة لمواطني الإقليم، وقد تتحول كردستان إلى منطقة رقمية في غضون ثلاث سنوات.
لا شك في أن الأشقاء العرب يشكلون جزءاً أساسياً من شبكة علاقات مسرور بارزاني وإقليم كردستان، وهم شركاء مهمون في تحقيق الازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي في المنطقة. تظل هذه العلاقات على الأرجح حيوية ومستدامة في المستقبل.
ربما هناك من لا يتوافق مع هذا الكلام، وهذا يعبّر إما عن قصر نظر أو حقد، فمن يشكو من أن إقليم كردستان لم يتقدم، عليه أن يراجع دائرة حكومية واحدة في الإقليم، ويحسب الفترة الزمنية التي انجز فيها معاملته، ثم يذهب لإنجاز معاملة أخرى في دوائر الحكومية المركزية ليرى الفرق.
كثيرون تحدثوا عن تجربتهم الشخصية في معالجة المعاملات الحكومية في إقليم كردستان وفي دوائر الحكومة المركزية في العراق، وقد وجدوا، فارقاً كبيراً بين سرعة وفعالية معاملاتهم في الإقليم مقارنة بالمعاملات في الحكومة المركزية. هذا الاختلاف يعكس العديد من العوامل:
- اللامركزية في إقليم كردستان: إقليم كردستان يتميز باللامركزية في إدارته الحكومية. وهذا يعني أن الإقليم لديه انسيابية وسرعة أكبر في اتخاذ القرارات وتنظيم العمليات الحكومية بشكل أفضل وأسرع.
- التنظيم والكفاءة: إقليم كردستان قد أعطى أهمية كبيرة لتحسين التنظيم والكفاءة في إجراءات المعاملات الحكومية. هذا يتيح للمواطنين إكمال معاملاتهم بشكل أسرع وأسهل.
- الثقة بالحكومة: المواطنون في إقليم كردستان عادة ما يثقون بالحكومة المحلية أكثر من الحكومة المركزية، وهذا يزيد من رغبتهم في التعامل مع الجهات المحلية.
- تأثير البيروقراطية: في الحكومة المركزية، تعاني العديد من الإدارات من مشكلات البيروقراطية والتعقيدات الإجرائية، مما يؤدي إلى تباطؤ في معالجة المعاملات، إلا أن مسرور بارزاني قطع عهداً على نفسه بتوديع "المعاملات الورقية" التي تستنفد الجهد والوقت والأموال.
- التقنية والتحديث: يمكن أن يكون لإقليم كردستان مزايا تقنية تساهم في تسهيل معاملات المواطنين، مثل استخدام التكنولوجيا والتحديث المستمر في الخدمات الحكومية.
بالتأكيد، إن تقديم الخدمات الحكومية وتحقيق التقدم فيها هو عملية تتطلب الجهد والإرادة السياسية والاستثمار الكبير. على الرغم من التحديات التي تواجهها الحكومات، فإن هناك أمثلة ناجحة تظهر كيف يمكن تحقيق تقدم كبير في تقديم الخدمات للمواطنين.
وإقليم كردستان أحد هذه الأمثلة، حيث تمكن من تحقيق تقدم كبير في توفير الخدمات العامة لمواطنيه. هذا التقدم يُظهر كيف يمكن تحقيق النجاح عندما تتوفر الإرادة والقيادة الحكومية والتفاني في تحسين الحياة للمواطنين.
القول إن "العالم المتقدم يتشابه في قيمه" صحيح، حيث يعتمد التقدم على القيم الأساسية مثل الشفافية والعدالة والمساواة، ومن المهم أن تعكس الحكومات هذه القيم في سياستها وأدائها لضمان تقديم الخدمات بشكل عادل وفعّال لجميع المواطنين، وهذا ما نلمسه في مسرور بارزاني قولاً وفعلاً.