بغداد - ناس
أعلنت الحكومة العراقية، عن تخصيص مكافأة مالية لم تحدّد قيمتها، لقاء أي معلومات مفيدة تقود إلى مكان دفن عراقيين وكويتيين مفقودين، عقب حرب الخليج عام 1991.
قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول
وتسعى الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني إلى طي صفحة حرب الخليج والخروج نهائيا من طائلة العقوبات الدولية التي فُرضت على العراق عقب ذلك، بما يشمل معرفة مصير ضحايا الحرب من الكويتيين المفقودين إلى غاية الآن، لاسيما الأرشيف والوثائق التي فُقدت من المؤسسات والدوائر الكويتية.
ودعا بيان مشترك لوزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين، كلّ من تتوفر لديهم معلومات عن مواقع دفن مفقودين داخل الأراضي العراقية أو الكويتية خلال الحرب إلى تقديمها، معلنا عن تخصيص مكافأة مالية لقاء “معلومات مجدية توصلنا إلى نتائج إيجابية على الأرض، من خلال التواصل مع السفارات والقنصليات العراقية في الخارج، أو الاتصال على رقم الخط الساخن والبريد الإلكتروني لمديرية حقوق الإنسان في وزارة الدفاع”.
ونشر بيان الوزارتين أرقام هواتف وزارة الخارجية العراقية، وبعثة الصليب الأحمر في بغداد، وأرقام هواتف السفارة الكويتية والقنصليات التابعة لها في البصرة وأربيل.
ولا يعد هذا الإعلان الأول من نوعه للسلطات العراقية للكشف عن أماكن ضحايا حرب الخليج، حيث سبق أن أعلنت بغداد، في مايو الماضي، عن خطوة مماثلة، تهدف من خلالها إلى إغلاق ملف مفقودي الحرب.
ويعد ملف المفقودين إحدى القضايا العالقة بين العراق والكويت، وبحسب أرقام سابقة للصليب الأحمر، فقد تم العثور على 215 كويتياً و85 عراقياً فقط، بأماكن مختلفة أغلبها بالجنوب العراقي، وسط غياب للمعلومات عن مصير أعداد كبيرة تُقدّر بالآلاف.
وفي شهر أغسطس عام 2019، سلّم العراق رفات عدد من ضحايا حرب الخليج الثانية 1991، إلى الكويت.
وخلال زيارة أجراها الرئيس العراقي السابق برهم صالح إلى الكويت، عام 2018، سلّم دفعة أولى من الممتلكات والأرشيف الكويتي الموجود في خزائن الخارجية العراقية، على أن يتم تسليم بقية تلك الممتلكات على دفعات لاحقة ومتتابعة.
ويرى مراقبون أن هناك حرصا من حكومة السوداني لغلق ملف غزو الكويت نهائيا، في سياق التطلع إلى صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.
ونجحت بغداد في العام 2021 في دفع كامل التعويضات المترتبة عليها لصالح الكويت، والبالغة أكثر من 52 مليار دولار، بعد أكثر من 30 عاماً على حرب الخليج الثانية. وكان الجيش العراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، اجتاح الكويت في أغسطس 1990، وأعلنها المحافظة رقم 19، قبل أن يجبره تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة بعد سبعة أشهر على الخروج.
وتعرض العراق على إثر ذلك الغزو إلى حصار اقتصادي خانق استمر 13 عاماً، قبل أن يجري الإطاحة بنظام الراحل صدام حسين في العام 2003، عبر احتلال أميركي بداعي وجود أسلحة للدمار الشامل ثبت زيفها لاحقا.
صحيفة "العرب" اللندنية