بغداد (موسوعة العراق)- جدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه على محاربة تنظيم الدولة خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني غداة مقتل عسكري فرنسي هو الثالث خلال الشهر الجاري، حي تتركّز مهمة فرنسا على الدعم العسكري الجوي والبحري لقوات الأمن العراقية وتقديم المشورة للجيش.
وأفاد قصر الإليزيه، اليوم الأربعاء، بأن ماكرون أكد للسوداني "التزام فرنسا مواصلة مكافحة داعش والتزامها الحازم في إطار التحالف الدولي إلى جانب الحكومة العراقية وحكومة كردستان العراق وقوات سوريا الديموقراطية فضلًا عن دعمها للشعب العراقي ولا سيما في المناطق المحررة من داعش".
وأضاف بيان الإليزيه أن "رئيس الوزراء العراقي شكر رئيس الجمهورية وحيا ذكرى العسكريين الثلاثة الذين قتلوا في العراق في الأيام الأخيرة".
مقتل جندي فرنسي
وأتى الاتصال الهاتفي الثلاثاء بعد ساعات على إعلان مقتل عنصر من القوات الفرنسية الخاصة وجرح 4 آخرين خلال عملية لمكافحة تنظيم الدولة دعمًا للجيش العراقي.
وأفاد مصدر أمني عراقي في كركوك مساء الإثنين بتعرض عملية مشتركة "لقوات مكافحة الإرهاب العراقية وجنود من القوات الفرنسية المتمركزة في قاعدة K1 بكركوك لكمين" نصبه عناصر من تنظيم الدولة في صحراء العيث بمحافظة صلاح الدين المتاخمة لمحافظة كركوك.
وأضاف أن ثلاثة من أفراد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أصيبوا أيضًا في الكمين، مشيرًا إلى أن الاشتباكات استمرت لأكثر من خمس ساعات.
وسبق أن قُتل جنديان فرنسيان آخران في ظروف مختلفة خلال أغسطس/ آب الجاري.
دعم فرنسي للعراق
وينتشر في الوقت الحالي، نحو 600 جندي فرنسي في العراق، في إطار عملية شامال، الشقّ الفرنسي المشارك في التحالف الدولي الذي تأسس عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة في العراق وسوريا. كما تشارك في المهمة مقاتلات "رافال" تقلع من قواعد جوية في المنطقة ومن حاملة الطائرات شارل ديغول التي نشرت مرارًا في المنطقة اعتبارًا من العام 2015.
بعد صعوده المفاجئ في عام 2014، والاستيلاء على مناطق شاسعة في العراق وسوريا المجاورة، شهد تنظيم الدولة انهيار دولة "الخلافة" التي أعلنها، عقب هجمات متعاقبة في هذين البلدين.
ولم يعد التحالف ينفّذ أيّ عمليات برية منذ يناير/ كانون الثاني 2022، بحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الفرنسية.
وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على تنظيم الدولة باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014، لكن رغم ذلك تنفذ خلايا التنظيم من حين لآخر هجمات على مواقع عسكرية عراقية غالبًا ما تتسبب بوقوع قتلى وجرى من القوى الأمنية.