فرضت جهات الرقابة الأيرلندية غرامة قدرها 345 مليون يورو على تيك توك بسبب انتهاك خصوصية الأطفال.
تتعلق الشكوى من الانتهاك بكيفية تعامل تطبيق التواصل الاجتماعي مع بيانات الأطفال في عام 2020، خاصة فيما يتعلق بالتحقق من العمر وإعدادات الخصوصية.
وهذه أكبر غرامة حتى الآن تفرضها جهة تنظيمية على تيك توك.
وقال متحدث باسم شركة التواصل الاجتماعي إنها "نختلف بكل احترام مع القرار، ولا سيما مستوى الغرامة المفروضة".
وقال المتحدث "تركز الانتقادات على الإعدادات التي كانت موجودة قبل ثلاث سنوات، والتي أجرينا تغييرات عليها قبل وقت طويل من بدء التحقيق، مثل ضبط إعدادات جميع حسابات من هم دون سن 16 لتكون حسابات خاصة".
وأصدرت الغرامة لجنة حماية البيانات الأيرلندية بموجب قانون الخصوصية الخاص بلائحة الاتحاد الأوروبي العامة لحماية البيانات.
وتحدد اللائحة القواعد التي يجب على الشركات اتباعها عند التعامل مع البيانات.
وخلصت لجنة حماية البيانات إلى أن تيك توك لم يتعامل بشفافية كافية مع الأطفال بشأن إعدادات الخصوصية، وأثارت تساؤلات حول كيفية معالجة بياناتهم.
وقالت مفوضة حماية البيانات، هيلين ديكسون، لبي بي سي إن التحقيق خلص أيضا إلى أن الحسابات التي أنشأها أشخاص تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما أصبحت علنية عند التسجيل، مما يعني أن المحتوى الذي نشروه كان مرئيا للجميع.
وقالت ديكسون: "هذا على وجه التحديد في أيدي تيك توك بسبب الطريقة التي صمموا بها المنصة، ونقول إن ذلك ينتهك حماية البيانات حسب متطلبات القانون العام لحماية البيانات".
وتم إمهال الشركة ثلاثة أشهر لجعل معالجة بياناتها متوافقة تمامًا مع اللائحة العامة لحماية البيانات.
ورحبت البروفيسورة سونيا ليفينغستون، المتخصصة في الحقوق والتجارب الرقمية للأطفال في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، بقرار لجنة حماية البيانات.
وقالت: "[الأطفال] يريدون المشاركة في العالم الرقمي دون التعرض للاستغلال أو التلاعب. وهذا يعني أن المنصات يجب أن تشرح كيفية التعامل مع بياناتهم، والأهم من ذلك، التعامل مع بياناتهم بشكل عادل، لأن الخصوصية حق للطفل".
ولا يزال التحقيق جاريا بشأن ما إذا كان تيك توك، المملوك لشركة بايت دانس في بكين، قد نقلت البيانات بشكل غير قانوني من الاتحاد الأوروبي إلى الصين.
غرامات أوروبية
وعلى الرغم من أن الغرامة تبلغ مئات الملايين، إلا أنها في الواقع أصغر من العقوبات الأخرى التي تقررت في الأشهر الأخيرة، مثل الغرامة البالغة 1.2 مليار يورو التي فرضتها الجهات التنظيمية على شركة ميتا، مالكة فيسبوك، في مايو/أيار بسبب سوء التعامل مع بيانات الأشخاص عند نقلها بين أوروبا والولايات المتحدة.
وعلى الرغم من ذلك فهذه أكبر بكثير من الغرامة التي بلغت قيمتها 12.7 مليون جنيه إسترليني التي أصدرتها هيئة مراقبة البيانات في بريطانيا في أبريل بسبب السماح للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا باستخدام المنصة في عام 2020.
وتشير الغرامة الصادرة عن مفوضية حماية البيانات الأيرلندية على وجه التحديد إلى عام 2020، واتخذت تيك توك العديد من الإجراءات في السنوات التالية لجعلها أكثر امتثالًا.
وشمل ذلك أن تصبح تيك توك أحد مواقع التواصل الاجتماعي الأولى التي تجعل الحسابات الخاصة بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا خاصة اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2021.