ظاهرة التشظي الإنتخابي وخيارات الجمهور – سعد جهاد عجاج
مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي تشهد الساحة السياسية حراكا متزايدا تضفي سخونة على الصعيد الاجتماعي. ان قانون الانتخابات يسمح لغالبية الشعب بالترشح دون النظر الى الامكانيات والمؤهلات والخبرات وهذا مؤشر جيد من وجهة نظر البعض ولكنه مؤشر سوء لدى البعض الاخر.
في وضع كوضع العراق حيث يدخل تاثير المال والاحزاب وربما دول على الساحة السياسية واختيار الجمهور ناهيك عن التاثير العشائري والمناطقي والفئوي نزولا الى العائلي والذي يضفي عشوائية في نزول المرشحين وضبابية في اختيارهم. لقد اصبح التنافس بين القبائل والعوائل خصوصا في المناطق الريفية ذات النزعة القبلية واضحا بعد ان كان بين الكتل السياسية والاحزاب وهذا نتيجة طبيعية بسبب ولاءات البعض و الاموال الطائلة التي تنفق.
ربما يكون الوضع اقل وطأة في مراكز المدن بسبب التركيبة السكانية لكنها تزداد في الحزام ولذلك نشهد في كل دورة انتخابية تركيزا قويا على المناطق العشائرية لكسب المزيد من الاصوات بشسبب المشاركة العالية لتلك المناطق. ان التشظي الانتخابي في رأيي هي عودة الى الوراء في مسيرة العملية الديمقراطية فبدل ان يتم التركيز على خيارات محدودة مؤهلة وموثوقة و كفوءة نجد انفسنا نسبح في بحر واسع من الاسماء والمسميات كل منها يعد نفسه قبطان مؤهل لقيادة المركبة.
ان هذا التشظي لا يخدم الجمهور ولا العملية السياسية ولا حتى المرشحين انفسهم ولا بد من ترشيد الترشح عبر ضوابط حاكمة تخرج لنا الاصلح في هذه المرحلة على اقل تقدير والا فالحال لا يسر.