أثار غياب بيان تعزية أو تضامن من زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، مع ضحايا حريق الحمدانية، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة 150 آخرين، جدلاً واسعاً في العراق.
وحتى مساء اليوم الجمعة، لم يصدر الصدر أي بيان أو تغريدة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، لتقديم العزاء أو التضامن مع الضحايا وأسرهم.
وهذا الأمر أثار استياء العديد من العراقيين، الذين اعتبروا أن الصدر يتجاهل حادثة مأساوية أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص، معظمهم من المسيحيين.
وقال أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إن "غياب بيان من الصدر هو استهتار بمشاعر الضحايا وأسرهم، ودليل على أن الصدر لا يهتم إلا بمصالحه السياسية".
اقرأ ايضاً: تلفزيون كردستان 24 ينشر تسجيلاً يثير الشكوك حول حريق الحمدانية.. هل كان متعمداً؟
وأضاف ناشط آخر، أن "الصدر يحاول أن يستغل هذه الحادثة لتأجيج الطائفية في البلاد، وتحقيق مكاسب سياسية على حساب دماء الأبرياء".
من جانبه، دافع أحد أنصار الصدر عن عدم إصداره بياناً، قائلاً إن "الصدر ينتظر نتائج التحقيقات في الحادثة، قبل إصدار أي بيان".
وأضاف أن "الصدر يشعر بالحزن الشديد على ضحايا الحادثة، وأنه يدعو الله أن يتغمدهم بواسع رحمته".
واندلع حريق ضخم في قاعة الهيثم في الحمدانية، مساء يوم الثلاثاء الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة 150 آخرين.
وذكرت مدونون يعتقد أنهم يوالون الصدر أن ما حصل في الحمدانية "انتقام إلهي" بسبب حرق المصحف وصورة زعيمهم الصدر من قبل سلوان موميكا الذي ينحدر من المنطقة نفسها.
وأثار الحريق موجة من الغضب والاستنكار في العراق، حيث اعتبره العديد من العراقيين جريمة متعمدة ضد الأقلية المسيحية في البلاد.
وتم القبض على عدد من المشتبه بهم في الحريق، لكن السلطات العراقية لم تعلن عن نتائج التحقيقات حتى الآن.
يثير غياب بيان من الصدر عن حادثة الحمدانية العديد من التساؤلات. فمن الممكن أن يكون هذا الغياب علامة على عدم اهتمام الصدر بالحادثة، أو أنه علامة على سعيه للنأي بنفسه عما يحصل في العراق.
اقرأ ايضاً: بالصور والفيديو.. قاعة الهيثم قبل مأساة حريق الحمدانية وبعده.. وهذه آخر حصيلة
ولكن مهما كانت الأسباب، فإن غياب بيان من الصدر يُعدّ خطوة غير مسؤولة، خاصة في ظل الظروف المأساوية التي تمر بها البلاد، كما يقول كثيرون.
شمت مقتدى الصدر قبل ايام قليلة بضحايا إعصار ليبيا، مما أثار حالة استياء واسعة بتصريحات اعتبرت شماتة في ضحايا إعصار ليبيا.
وقال حينها "أما ليبيا، فذنبها غير مغفور في عدم الكشف عن مصير سيد المقاومة العربية اللبنانية السيد المغيب موسى الصدر.. كل تلك الأمور يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار".