هل يتحمل العبادي مسؤولية وصول الكاظمي الى رئاسة الوزراء

آخر تحديث 2023-10-01 11:22:29 - المصدر: زيد العيسى

 

المبررات التي ساقها العبادي لتبرير تعيين الكاظمي رئيسا لجهاز المخابرات - الذي تعتبره كل دول العالم الصندوق الاسود لكل اسرارها التي تمس امنها وسيادتها - تؤكد مسؤليته حصريا عن هذا التعيين الذي فتح الباب على مصراعيه لان يصبح رئيسا للوزراء. العبادي يعرف ان منصب رئيس المخابرات كان المنصة التي انطلق منها الكثير من رؤساء الجمهورية مثل ( بوش الاب) . هذه المبررات تتلخص في؛ ١. الكاظمي موجود في العملية السياسيه ٢. له علاقات متينه مع معظم الكتل ٣.اقل شخصية تم الاعتراض عليها ٤. "انحصرت" الكل يريد هذا المنصب هذه هي المعايير المضحكة التي استند عليها العبادي و هي تكشف الخصائص التي يبحث عنها العبادي في تعييناته. فالكاظمي لا يملك : ١. المؤهلات والشهادات العلميه و الاكاديمية ٢. الخبرة العملية والميدانيه ٣. التسلسل الوظيفي والمهني في الاجهزة الامنيه ٤. لم يكن له نشاط واضح او حضور معروف في المعارضة العراقيه

 

بالرغم من ان العبادي ينفي ان تكون لاجهزة الامن الامريكيه دور مباشر في تعيين الكاظمي و لكن يجب ان لا ننسى ان العبادي جاء الى رئاسة الوزراء بمباركة امريكيه و الاهم من ذلك بمباركه سعوديه نادره حيث ان السعوديه لم تكن في ذلك الوقت تعترف بالعملية السياسيه كلها و ترفض فتح سفارة في العراق منذ ٢٠٠٣ بل انها كانت - حسب شهادة بايدن و هيلاري كلنتن - المصدر الاساسي لتمويل وتصدير الارهابيين و الايدلوجية الوهابيه للقاعدة وداعش. قيام العبادي بتعيين الكاظمي رئيسا للمخابرات كان نزولا عند رغبة السعوديه و رسالة تطمين و ترضية و شكر لها على مقابل فتح سفارتها في ٢٠١٦ و ارسال سفيرها - رجل المخابرات ثامر السبهان - الذي سمح له العبادي كما سمح لوزير خارجية السعوديه ( عادل الجبير ) بالتدخل السافر العلني ليس فقط في كيفية ادارة المعركة ضد داعش بل تحديد اي من القطاعات العسكرية تدخل المعركة لتحرير المدن و اي المدن يتم تحريرها اولا. فكان ثامر السبهان من داخل بغداد و الجبير من الرياض يهاجمان الحشد الشعبي و يطالبان بمنعه من تحرير المدن و كان العبادي يمتثل لذلك. بالفعل طالب السبهان والجبير و كذلك برت ماكورك المبعوث الامريكي بتأجيل معركة الفلوجة و الذهاب الى الموصل اولا بالرغم من ان بغداد كانت في ٢٠١٦ تضرب بالمفخخات القادمة من الفلوجة مما زاد من حدة المظاهرات التي كانت تخرج في بغداد في ذلك الوقت. نزولا عند رغبة السعودية وامريكا قام العبادي بارسال القوات الى الموصل و لكن فشل العملية العسكرية و تهديد الحشد بانه ذاهب لوحده لتحرير الفلوجة اولا ارغمه على التراجع. العبادي قام بتنفيد رغبة السعوديه التي ارادت ان تزرع الكاظمي الذي يرتبط بها عضويا في اهم اجهزة الامن العراقيه. العبادي يقول متهكما لماذا لم يقوم الكاظمي بزعزة الامن بوجودي و الجواب ان امريكا و السعودية كانا يقاتلان من اجل استمرار العبادي في رئاسة الوزراء و لكن صدمة سقوط العبادي بعد انتخابات ٢٠١٨ و تولي عادل عبد المهدي كان بمثابة الضوء الأخضر السعودي الامريكي الى الكاظمي لاستغلال الفساد وسوء الخدمات وفشل الحكومات السابقة في اشعال المظاهرات في ٢٠١٩. قام الكاظمي باستغلال المظاهرات بدعم امريكي و سعودي للوصول الى رئاسة الوزراء. صحيح ان الكاظمي كان مرشح عمار الحكيم في ٢٠١٨ و صحيح ان مقتدى الصدر استغل المظاهرات لرفض كل المرشحين ولكنه انقلب على المتظاهرين بمجرد ترشيح الكاظمي ولكن العبادي هو الذي سلمه المفاتيح للوصول الى رئاسة الوزراء. العبادي يتحدث اليوم عن ؛ ١)الديمقراطيه وهو الذي وصل الى رئاسة الوزراء بدعم امريكي سعودي وهو يمتلك اقل من ٥٠٠٠ صوت ضاربا بعرض الحائط اصوات الناخبين العراقيين. ٢)العبادي يتحدث عن المحاصصة وهو وصل الى السلطه و شكل حكومته في ٢٠١٤ بالمحاصصه. ٣)العبادي يتحدث عن محاربة الفساد و الاصلاح وهو رئيس الوزراء الوحيد الذي دعمته المرجعيه و البرلمان و الشعب في محاربة الفساد ولكنه لم يفعل ذلك طمعا في الولاية الثانية. ٤)العبادي يتبجح بانه صاحب النصر على داعش بينما التزامه بالجدول الزمني الامريكي و الشروط السعودية قد اخر الانتصار و كلف العراق الالاف من الشهداء.

العبادي ضمن حملته الانتخابيه لمجالس المحافظات يتهم شركاءه في الاطار التنسيقي بالخيانه العظمى وذلك بزعمه انهم وافقوا على اعتبار قتلى داعش شهداء .فاذا كان الامر صحيح فعليه ان يخرج من الاطار التنسيقي مباشرة و يفضح جميع الخونة لان بقائه يعني انه شريك بالخيانه.

 

  العبادي لازال لحد الان لم يفق من صدمة الولاية الثانية التي قاتل من اجلها بعد انتخابات ٢٠١٨ فقد تحالف مع الفتح - لمدة يوم واحد- و من ثم انتقل للتحالف مع مقتدى و عمار ضمن كتلة الاصلاح و الهدف من كل تلك التقلبات كما قال مقتدى ساخرا "قاتل نفسه على الولاية الثانية" .

 

  زيد العيسى باحث و كاتب سياسي