العراق: اختطاف صحافي وإغلاق قناة تلفزيونية

آخر تحديث 2023-10-05 16:00:04 - المصدر: العربي الجديد

لليوم الثاني على التوالي، تختفي المعلومات الخاصة باختطاف الصحافي ومقدم البرامج السياسية في العراق، علي الذبحاوي.

وكان الذبحاوي قد انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وتسبب هذا الانتقاد في تظاهرات لأنصار الصدر خرجت للمطالبة بإغلاق قناة "البغدادية".

و"البغدادية" محطة فضائية محلية معروفة بخطابها المعارض للحكومات والأحزاب العراقية، والشبيه بخطاب المتظاهرين والمحتجين والحراك المدني الشعبي. 

وبحسب الموقع الرسمي للقناة، فإن "مجموعة مكونة من 20 مسلحاً، قامت باختطاف مقدم برنامج استوديو التاسعة، الدكتور علي الذبحاوي، من داره، واقتادته إلى مكان مجهول". 

وحمّّلت القناة مليشيا "سرايا السلام"، التابعة للصدر، مسؤولية اختطاف الذبحاوي وسلامته. 

وسرايا السلام هي مليشيا يقودها الصدر، كان قد تظاهر عدد من عناصرها مساء أمس الأول الثلاثاء الماضي، في شارع أبو نواس وسط العاصمة بغداد، وحاولوا اقتحام القناة، إلا أن قوات الأمن منعتهم.

وطالب المحتجون بالاعتذار وغلق القناة. ولم تقيم "البغدادية" الاعتذار لأنصار الصدر، فيما أغلقت هيئة الإعلام والاتصالات القناة بحجّة عدم امتلاكها الموافقات.

وفي الحلقة التلفزيونية التي تسببت في الأزمة، انتقد الذبحاوي مقتدى الصدر وعدم جدوى حملات الإصلاح التي يطلقها، وأنها لم يظهر منها شيء على أرض الواقع.

وجاء ذلك في إطار الحديث عن واقع التربية والتعليم، وتحديداً المدارس المتردية في العراق، ثم ربطه بزعيم التيار الصدري، محملاً إياه مسؤولية جزئية عن هذا التردي، ساخراً في الوقت نفسه من حملة تنظيف شارك فيها الصدر سابقاً بإحدى المدارس. 

وقبل أسبوعين، اعتقل مقدم البرامج في البغدادية، علي الخيال، بعد اتهامه بتمجيد حزب البعث، الذي حكم العراق قبل عام 2003، إلا أن محكمة الرصافة في بغداد أفرجت عنه بكفالة مالية.

وكتب الخيال على منصة إكس، على إثر تظاهرات الصدريين أمام بوابة قناة البغدادية: "قسماً لولا الأمن الوطني لما خرج أحد من كوادرنا حياً، ماذا فعلنا؟ قتلنا الشعب في عاشوراء أم كنا سارقين لقوت الشعب وأمواله؟! أين حق التقاضي والركون للقانون؟! ماذا لو كنتم تديرون الدولة؟".

من جهته، عبّر الناشط العراقي حسن باسكت بول، عن تضامنه مع الذبحاوي، ونقل مقطعاً من انتقاده للصدر، وكتب: الولد شنو جذب بشي (الذبحاوي لم يكذب بشيء)، عاشت إيدك علي الذبحاوي".

وأدانت الحادثة مجموعة من المنظمات والمراصد الصحافية، من بينها مركز المستقبل للسياسات، الذي ذكر في بيان: "تابعنا بقلق مجريات خطف الصحافي علي الذبحاوي من قبل جماعات خارجة عن القانون. ندين بشدة هذا الإرهاب الرخيص المتقصد للصحافيين والإعلاميين".

وسبق أن تعرضت مؤسسات إعلامية وصحافيون إلى تهديدات من قبل الميليشيات الموالية لإيران والفصائل المسلحة التي تحمي أحزابا سياسية معينة، من بينها التيار الصدري، إضافة إلى مليشيات شُكّلت خلال الأعوام القليلة الماضية، مثل جبهة أبو جداحة، وربع الله وولد الشايب، وهي جماعات مسلحة مرتبطة بفصائل معروفة.

وقد اقتحمت هذه العناصر مؤسسات إعلامية أكثر من مرة، من بينها قنوات "يو تيفي" و"دجلة"، وهددت باقتحام قناة العراقية الرسمية أيضاً، بسبب انتقادات عادة ما يطلقها ضيوف النشرات الإخبارية أو البرامج السياسية.