"لا ترتكبوا خطأ العراق وأفغانستان".. رؤية بريطانية تحذر اسرائيل من حرب طويلة ولا أخلاقية

آخر تحديث 2023-10-11 23:55:18 - المصدر: شفق نيوز

شفق نيوز/ حذرت صحيفة "تلغراف" البريطانية اسرائيل من ارتكاب أخطاء الحرب في العراق، في هجومها الحالي على غزة، داعية اياها الى الحفاظ على الأسس الأخلاقية.

وبعدما اعتبرت الصحيفة البريطانية ان ادانة هجوم حماس على اسرائيل يجب الا تكون مشروطة بتاتا، قالت ان طبيعة الرد الاسرائيلي هو الذي سيحدد مستقبل الامن ليس فقط لاسرائيل وانما بالنسبة للشرق الاوسط الاوسع، ايضا للعلاقات الدولية في كافة انحاء العالم.

وفي حين قال التقرير الذي ترجمته وكالة شق نيوز، انه جرى التعميم بأن ما جرى هو بمثابة "11 ايلول/سبتمبر الخاص بإسرائيل"، تابع قائلا ان هذه الفكرة تحتاج الى التفكيك فورا، موضحا ان احداث 11 ايلول/سبتمبر الامريكية غيرت بالفعل البيئة الامنية في الغرب، الا ان رد الفعل الخاطئ أدخل الولايات المتحدة الى افغانستان لفترة قصيرة قبل ان ترتكب خطأ كبيرا بتحويل تركيزها بشكل سيء نحو التدخل في العراق، والذي كان بدوره سببا لظهور كابوس داعش.

وتابع التقرير انه في موازاة ذلك، لفت التقرير الى الفشل الاستراتيجي للحملة اللاحقة لحلف شمال الاطلسي "الناتو" وللولايات المتحدة في افغانستان، وهو فشل بلغ ذروته في الانسحاب المذل من كابول في اغسطس/آب 2021 وما نتج عن ذلك من تولد القناعة لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الغرب يفتقر الى القيادة، وهو ما شجعه لاحقا على مهاجمة أوكرانيا بعد 6 اشهر.

وبعدما قال التقرير انه من خلال كافة المستويات، كان هجوم حماس بمثابة فشل استخباراتي وامني كارثي على الاسرائيليين الذي لديهم الآن دوافع مبررة تماما من اجل استعادة امن الدولة واستعادة الثقة بين المواطنين بان بإمكانهم العيش بامان، تساءل عما اذا كان "التوغل البري الجديد في غزة، هو الرد الصحيح؟ وعما اذا كان في مصلحة اسرائيل على المدى الطويل؟".

وبرغم اشارة التقرير الى وجود قبول دولي بموقف اسرائيل من حماية شعبها، الا ان التقرير قال انه بالنظر الى الطبيعة المشتعلة في منطقة الشرق الاوسط، فان اي هجوم بري اسرائيلي، تسبقه ضربات جوية ومدفعية واسعة النطاق، سوف يتسبب حتما، ليس فقط بمطاردة وقتل قادة حماس والارهابيين، بل ايضا الى مقتل اعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، وتدمير كبير في البنية التحتية الهشة بالفعل.

واوضح التقرير انه في حال لم يكن الهجوم الاسرائيلي مجرد غارة عقابية قصيرة الامد، فان اسرائيل بذلك تحكم على نفسها بالانخراط في حملة طويلة لمكافحة التمرد في بيئة معادية بالكامل، مضيفا ان بإمكان اسرائيل ان تقدر وقوع خسائر كبيرة في صفوف جنودا، وانه بغض النظر عن مسار العمليات التي ستقوم بها، فان مشهد سفك الدماء الناتج عن ذلك، سوف يكون في صالح هؤلاء الذين مولوا حماس في المقام الاول، اي طهران التي اعتبر التقرير انها كانت تشاهد بفزع تحسن العلاقات بين اسرائيل والسعودية والامارات، وان استراتيجيتها تمثلت في تشجيع هجوم حماس على امل رد فعل مبالغ فيه من قبل اسرائيل، بما يؤدي الى اغراق الشرق الاوسط مرة اخرى في هاوية الفوضى التي بامكان ايران ان تستغلها لصالحها.

وتابع التقرير انه من المسائل الاساسية الاخرى لتشجيع هذه الفوضى، هو تدخل حزب الله اللبناني الذي بمقدوره ان يضرب في اسرائيل طولا وعرضا، بالنظر الى ترسانته الكبيرة من الصواريخ.

وخلص التقرير الى القول ان ذلك يمثل المعضلة الاساسية امام اسرائيل وداعميها الدوليين، وخصوصا الولايات المتحدة، معتبرا ان رد الفعل المبالغ فيه من جانب واحد سيؤدي الى سقوطها في لعبة طهران، داعيا ان يكون تدخلها منسقا بعناية وبالتعاون مع حلفائها وشركائها، وان يركز التدخل البري على انقاذ الرهائن الاسرائيليين وملاحقة ارهابيي حماس، وليس الهجوم على الشعب الفلسطيني في غزة.

وتابع التقرير انه في "خضم رعب هذه المأساة، ما من اجابات سهلة، الا انه يتحتم على اسرائيل ان تقدر ضرورة الحفاظ على الاسس الاخلاقية العالية"، مضيفا ان مبدأ "العين بالعين" امر مفهوم، غير انه في "عالم اليوم الذي يتميز باختلافاته الدقيقة، اصبح السعي لتحقيق السلام اكثر تعقيدا بكثير".