عبد اللهيان يلتقي مسؤولين في لبنان وسط التوترات على الحدود

آخر تحديث 2023-10-13 11:30:04 - المصدر: العربي الجديد

بدأ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، صباح اليوم الجمعة، جولة في لبنان تشمل لقاءات مع مسؤولين يتقدمهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وذلك بعد زيارة قام بها إلى العراق، مركزاً في تصريحاته على أنّ "فتح جبهات أخرى من قبل سائر تيارات المقاومة ضد الكيان الصهيوني هو احتمالٌ واردٌ".

ويحمل عبد اللهيان إلى بيروت رسالة مباشرة قال فيها إننا "هنا لنعلن بصوتٍ عالٍ مع الشعوب والحكومات الإسلامية، أننا لن نتحمّل جريمة الكيان الصهيوني ضد أهل غزة".

تأتي تصريحات وزير الخارجية الإيراني فور وصوله إلى بيروت، مساء الخميس، في وقتٍ أعلنت فيه الحكومة اللبنانية، أمس، ضرورة تجنيب لبنان تداعيات ما يحصل والمحافظة على الأمن، وتواصل رئيسها نجيب ميقاتي مع كافة القوى السياسية الفاعلة طالباً ضبط النفس وعدم الانجرار إلى المخططات الإسرائيلية.

وتلقى المسؤولون اللبنانيون منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" اتصالات دبلوماسية خارجية تنبه إلى ضرورة نأي لبنان بنفسه عن الصراع وتحييد الجبهة الجنوبية، وبالتالي ردع حزب الله، وإبقائه بعيداً عن ساحة المعركة، "لما سيكون لتصرفه تداعيات خطيرة على لبنان"، حسب ما جاء في التحذيرات.

وطلب ميقاتي من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل على خلفية اعتداءاتها المتكررة على لبنان.

وعقدت الحكومة اللبنانية جلسة، أمس الخميس، لم يصدر عنها أي مقررات علنية، بل اكتفى رئيسها نجيب ميقاتي بإلقاء كلمة شدد فيها على أن لبنان في عين العاصفة، مشيراً كذلك إلى أن مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الأزرق هي نتيجة للاستفزازات الإسرائيلية ولخرق العدو الإسرائيلي الدائم للقرار 1701، فيما ركز أيضاً على طلب الخارج السعي لتهدئة الأوضاع.

وعلم "العربي الجديد" من مصادر، أن "جلسة الحكومة كانت متشنجة خصوصاً من جهة وزراء محسوبين على حزب الله، وقد شددوا على ضرورة ردع الإسرائيلي ووضع حدّ لانتهاكاته وأن موقف لبنان الرسمي يجب أن يكون صارماً بهذا الإطار، كما وإدانة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".

ووفق المصادر، "توقف وزراء في الحكومة عند موقف وزير الخارجية اللبناني في اجتماع جامعة الدول العربية، باعتباره ضعيفاً، وسجّلوا اعتراضهم عليه".

وشهدت الجلسة بحسب المعلومات أيضاً مناقشات لبعض الوزراء الذين سألوا عن مدى جهوزية لبنان أمنياً في حال حدوث حرب وتوسّع رقعة المعركة، وكان الطلب إلى القادة الأمنيين تكثيف إجراءاتهم على الحدود اللبنانية الجنوبية، وفي مناطق وجود اللاجئين الفلسطينيين، وذلك بالتزامن مع دعوة حركة حماس إلى النفير العام، اليوم الجمعة.

ودعت "حماس"، في بيان، أمس الخميس، "الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان وأهلنا في المدن والقرى اللبنانية للمشاركة في النفير العام يوم الجمعة، جمعة طوفان الأقصى، نصرة للمقاومة على أرض فلسطين ودعماً لصمود أهلنا في غزة الصامدة أمام العدوان الإسرائيلي الغاشم، وللتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته وحشد التأييد والدعم في مواجهة الجيش الإسرائيلي".

من جهته، شكّل وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجّار خليّة طوارئ في الوزارة "لمواكبة كافة التطوّرات الميدانيّة واتخاذ ما يمكن من تدابير احترازيّة وتفاعليّة بين أقسام ودوائر الوزارة للوقوف إلى جانب المواطنين المتضرّرين وتقديم المساعدة اللازمة".

وستعمل هذه الخليّة بالتنسيق مع لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية في رئاسة مجلس الوزراء.

ويسود الهدوء الحذر على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، اليوم الجمعة، في ظل خروقات بين فترة وأخرى.

وأطلقت القبة الحديدية التابعة لجيش الاحتلال، اليوم الجمعة، صاروخين فوق الناقورة والمنطقة المحيطة في ظلّ تحليق مكثف لطائرات الاحتلال وخرقها للأجواء اللبنانية.

وقالت وسائل إعلام تابعة لـ"حزب الله" إنّ صاروخين من القبة الحديدية انفجرا في سماء الحدود في القطاع الغربي جنوبي لبنان لاعتراض جسم مجهول.

ولا تزال المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة في الأقضية المتاخمة للحدود الجنوبية مقفلة منذ مطلع الأسبوع، كما هي حال غالبية المحال والمؤسسات التجارية.

وقال مصدر عسكري في الجيش اللبناني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التنسيق مستمر مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ورفعنا من مستواه اليوم، بالتزامن مع الدعوة إلى النفير العام، وسنتشدد في ضبط التحركات التي ستحصل على الحدود، للحؤول دون تطوّرها أمنياً".