أعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، عن تخوف بلاده من تبعات اقتصادية وعسكرية بسبب استمرار الفصائل المسلحة باستهداف القوات الأميركية، فيما كشف عن تحرك لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني نحو تلك الفصائل من أجل إيقاف هجماتها ضد الأميركيين في العراق وسورية.
ويدور الجدل في العراق حول قدرة الحكومة على ضبط إيقاع الفصائل المسلحة الموالية لإيران، ونتائج زيارة رئيس الوزراء الأخيرة لطهران، وأيضاً الفكرة من تبني الجماعات العراقية بشكل صريح الهجمات التي تستهدف القوات الأميركية داخل سورية، وهو الأمر الجديد في ملف مواجهة تلك الفصائل مع القوات الأميركية.
وقال حسين خلال كلمة له في الاجتماع الرابع لمنتدى "السلام والأمن في الشرق الأوسط"، الذي تستضيفه الجامعة الأميركية في دهوك بإقليم كردستان العراق، إن "هناك سيناريوهات مختلفة تدور في الحرب الحالية"، مشيراً إلى أن سياسة الحكومة العراقية هي "العمل على تأسيس دولة فلسطينية، كما هناك اتجاهات مختلفة في الساحة السياسية العراقية تتعلق بسياسة الأحزاب المختلفة، هناك اتجاهات تدعو إلى ربط وجود التحالف والمستشارين في الساحة العراقية في الحرب على غزة، وهناك اتجاهات أخرى ترى أن هذه المسألة عراقية، تؤدي لمشاكل كثيرة في الواقع العراقي ومن ضمنها كردستان".
جانب من مؤتمر الامن والسلام في الشرق الاوسط في الجامعة الامريكية بدهوك.#MEPS23 pic.twitter.com/voCmVIEhy8
— Kurdistan24 عربية (@arabick24) November 20, 2023
وأضاف: "الحكومة العراقية تسعى جاهدة سواء مع الجوار العراقي أو الدول الإسلامية والأوروبية وتتواصل بشكل مستمر مع صانعي القرار، وخاصة في واشنطن للتأثير والضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة، لكن هناك سياسات في المنطقة تسعى لاستمرارية الحرب وليس توسيعها، أي اتخاذ (حالة) حرب دائمة، لكن من دون توسيع، أي حرب استنزاف، وهذا الأمر سيؤثر على الداخل العراقي، وعلى العلاقات المكوناتية، لذا فإن الجهد والعمل لوقف الحرب سيستمر".
وكشف وزير الخارجية العراقي أن "الحكومة، بخاصة رئيسها محمد شياع السوداني، يسعى لإقناع الفصائل التي تؤمن بأن هناك ربطاً بين الوجود الأجنبي في العراق والحرب على غزة، بأن بعض العمليات هي ليست بصالح الاستقرار في العراق، وليست بصالح الوضع الأمني في العراق، وهناك مخاطر كبيرة".
وتابع حسين: "إذا استمرت عمليات الفصائل، وكان هناك ضحايا من الأميركيين، السؤال المطروح، ماذا سيكون رد فعل الآخرين، وبخاصة قوات التحالف، من الناحية العسكرية والأمنية، فأكيد ستكون لها تبعات سياسية واقتصادية، ولهذا نحن جميعا أمام تحديات".
تعليقاً على ذلك، قال المحلل السياسي والأمني نزار حيدر، لـ"العربي الجديد"، إن "التخوف العراقي من تداعيات عسكرية واقتصادية بسبب عمليات الفصائل المسلحة ضد الأميركيين أمر طبيعي، بخاصة مع وجود تحذيرات وتهديدات أميركية صريحة ومباشرة وصلت إلى الجانب العراقي". وأضاف حيدر "العقوبات الأميركية الأخيرة ضد بعض قادة الفصائل المسلحة، هي بداية التحرك الأميركي نحو الرد على الفصائل بشأن هجماتها ضد القوات الأميركية، كما أنه من المتوقع أن يدفع استمرار عمليات الفصائل واشنطن إلى اعتماد رد عسكري على الفصائل".
وأكد أن "الإدارة الأميركية ما زالت تراقب تحركات السوداني وحكومته لإيقاف عمليات الفصائل المسلحة ضد الأميركيين، لكن من الواضح أن هناك عجزا حقيقيا من السوداني عن إيقاف تلك العمليات رغم اجتماعاته مع قادة الفصائل وزيارته الأخيرة الى طهران، وهذا ما يؤكد أن هناك رداً أميركياً على الفصائل على المستوى العسكري والاقتصادي من خلال فرض العقوبات".
ولوحت جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" بالبدء بمرحلة جديدة في "مواجهة الأعداء، نصرة لفلسطين"، مؤكدة أن المرحلة ستكون الأوسع على قواعدهم في المنطقة.
وخلال الأيام الماضية شنت الفصائل المسلحة العراقية هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ كاتيوشا على قاعدتي حرير وعين الأسد، ومعسكر فيكتوريا، الملاصق لمطار بغداد، غربيّ العاصمة العراقية، رداً على الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة والدعم الأميركي لها.