يعطي المزيد من الناس درجة عالية من الأولوية للنوم في زمننا الحالي لارتباطه بالصحة. ويبدو الاهتمام المتزايد بالنوم جلياً من خلال الاتجاهات الحديثة التي تمت ملاحظتها من خلال تطبيق Samsung Health. وعلى مدى العامين الماضيين، سُجّلت زيادة بنسبة 182%[1] في عدد المستخدمين الذين قاموا بتتبع النوم[2] بشكل نشط مرة واحدة على الأقل في الأسبوع لمدة عام. ورغم ذلك يطرح هذا السؤال نفسه: هل نحن ننام جيداً؟
حرصت سامسونج على تقديم إجابة عن هذا السؤال عن طريق إجراء واحدة من أكبر الدراسات الفردية[3] المتعلقة بصحة النوم على الإطلاق، حيث عمدت إلى تحليل 716 مليون ليلة من سلوكيات النوم لدى مستخدمي تطبيق Samsung Health في جميع أنحاء العالم. ومع أن الاهتمام بصحة النوم الشخصية قد ارتفع بشكل كبير، إلا أن الحقيقة المؤسفة هي أن جودة النوم التي يحصل عليها الناس كل ليلة تنخفض تدريجياً، ما يعني أن العالم يواجه معضلة حقيقية تتعلق بلنوم.
العالم ينام أقل وبكفاءة أدنى
انخفض متوسط مدة النوم من 7 ساعات و 3 دقائق إلى 6 ساعات و 59 دقيقة عالمياً، وهو ما يقل عن عتبة السبع ساعات الأساسية التي أوصت بها المؤسسة الوطنية للنوم. (طالع الرسم البياني 1)
وهناك جانب آخر مثير للقلق، وهو زيادة عدد مرات الاستيقاظ في أثناء النوم، ما يؤدي إلى انخفاض كفاءة النوم، باعتباره العامل الرئيسي في قياس جودة النوم الذي يتم تتبعه من خلال حساب نسبة الوقت الفعلي للنوم إلى إجمالي الوقت الذي يقضيه الشخص في السرير كل ليلة.
ولم يكن هذا النمط محصوراً بأي مجموعة سكانية أو منطقة محددة، بل تم الإبلاغ عن انخفاض في مدة النوم وكفاءته لدى الجنسين وكافة الفئات العمرية والمناطق التي تمت دراستها:
- رغم استمرار انخفاض كفاءة النوم بالنسبة للذكور، فقد شهدت الإناث الانخفاض الأكثر وضوحاً خلال العام الماضي. (الرسم البياني 2)
- أظهرت الشريحة السكانية الأكبر سناً انخفاضاً أكبر في كفاءة النوم. ويعاني الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً انخفاضاً بمعدل الضعف مقارنة مع المعطيات الخاصة بالأشخاص في العشرينات من العمر. (الرسم البياني 3)
- شهدت أمريكا الشمالية أكبر انخفاض في كفاءة النوم، في حين حافظت آسيا على أدنى مستويات الانخفاض. (الرسم البياني 4)
- خارج أوروبا وأمريكا الشمالية، كانت مدة النوم في جميع المناطق الأخرى أقل من سبع ساعات. (الرسم البياني 4)
نقص النوم يؤثر بشكل كبير على الشباب
تؤثر أنماط النوم غير المتناسقة أيضاً على جودة النوم. ويعتبر نقص النوم مقياساً لعدم تناسق النوم الذي يشير إلى الفجوة بين مقدار النوم خلال أيام الأسبوع وعطلات نهاية الأسبوع، ويسهم أيضاً بطريقة سلبية في تفاقم مشاكل النوم على مستوى العالم.
وتسجل مشكلة نقص النوم النسبة الأعلى بين الشباب، حيث وصلت بين الأشخاص في العشرينات إلى ما يقرب الضعف لمن هم في السبعينيات من العمر: 49 دقيقة مقابل 29 دقيقة، على التوالي. وبناء على (الرسم البياني 5) الذي يتناول المشكلة حسب المنطقة، يتبين أن آسيا قد سجلت أقصر مدة لنقص النوم بمعدل 41 دقيقة، في حين سجلت أمريكا اللاتينية أطول فترة بمعدل 47 دقيقة. وعلى الصعيد العالمي، ينام الناس 44 دقيقة إضافية في عطلات نهاية الأسبوع في المتوسط. (الرسم البياني 6)
طريقة عد طيور البطريق وليس الأغنام
في إطار مساعيها للحصول على رؤية أعمق حول أنماط النوم العالمية السائدة، بدأت سامسونج في تحليل وتصنيف أنواع مختلفة لفترات نوم الأشخاص، لترمز إليها بأشكال حيوانات نائمة[4]. وتمثل كل فئة من حيوانات النوم الثمانية نمط نوم متميزاً بخصائص فريدة تتعلق بمدة النوم واتساقه ووقت الاستيقاظ، وتؤثر جميعها على جودة النوم. (الرسم البياني 7)
ومن المثير للاهتمام أن غالبية الأفراد في جميع أنحاء العالم تعرفوا بشكل وثيق على أنماط نوم، مثل "البطاريق العصبية" التي تضم ثلث المشاركين. ويحافظ هؤلاء على إيقاعات يومية صحية، ولكنهم يتعرضون في كثير من الأحيان لانقطاعات أثناء النوم، الأمر الذي يؤدي إلى خفض كفاءة النوم. ويتوافق هذا النمط مع الاتجاه الهبوطي الذي لوحظ خلال العام الماضي. (الرسم البياني 8)
- حقق المستخدمون الأكبر سناً نسباً أعلى ضمن فئة التصنيف "الغزلان الحذرة"، أي الشخص الذي يعاني من مدة نوم أقصر وأوقات استيقاظ أطول. ويندرج ما يقرب من 40% من الأشخاص في السبعينيات من العمر ضمن هذه الفئة، وهو ما يقرب من 10 أضعاف الأشخاص في العشرينات من العمر. وأظهرت نسبة هذه الفئة زيادة ثابتة مع تقدم الفئة العمرية. (الرسم البياني 9)
- حقق الأشخاص في العشرينات من العمر المستوى الأعلى ضمن فئة تصنيف "القنافذ الحساسة"، كما ازدادت أعداد الأشخاص الذين يميلون للنوم بعد شروق الشمس، وأطلق عليهم وصف "الشامات التي تكره الشمس"، مقارنة بالفئات العمرية الأكبر سناً. وأصبحت هذه الفئات، بمن فيم أولئك الذين يعانون مشكلة في تناسق النوم، منتشرة بشكل متزايد مع انخفاض الشريحة السكانية العمرية أيضاً. (الرسم البياني 9)
كيف يمكن للعادات الصغيرة أن تساعد على النوم الجيد؟
بالإضافة إلى رموز الحيوانات النائمة، توجد هناك مجموعة من البرامج التدريبية على النوم لتحسين جودته. ويعتمد هذا المفهوم على الاعتقاد القوي بأن إجراء تغييرات صغيرة في العادات اليومية يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة النوم. ويشتمل الرنامج على شهر من التدريب التحفيزي على النوم المخصص وفقاً لنوع نوم الحيوانات الفريد الخاص بالمستخدمين مباشرة على معاصم أيديهم، ومن ذلك على سبيل المثال، النهوض من السرير بسرعة في الصباح، والحفاظ على وقت استيقاظ منتظم، وممارسة النشاط أثناء النهار. وغيرها من العادات الإيجابية.
ولاختبار فعالية التدريب على النوم، قامت سامسونج بتحليل عدد المستخدمين الذين انتقلوا إلى مستوى أعلى من التدريب على النوم من خلال التدريب (الرسم البياني 10). وإذا كنت مثلاً ضمن تصنيف المستوى الثالث من "التمساح الصياد"، يمكن تسجيل تقدماً عند الانتقال إلى مستوى أعلى، أي المستوى الأول أو الثاني. وعند استعراضنا للنتائج، تبين أن الأمر قد نجح بالفعل. وهنا تعني فعالية التدريب على النوم إمكانية النجاح في تطوير اتجاهات إيجابية من خلال تبني عادات نوم أفضل.
- حصل بعض المستخدمين على جودة نوم أفضل كلما زاد عدد مشاركتهم في التدريب على النوم، وحققت كل فئة تحسناً أعلى بعد شهرين من التدريب مقارنةً بشهر واحد فقط.
- تبين أن 94% من تصنيف "القرش المنهك"، قد شهدوا تحسناً بعد شهرين فقط من التدريب على النوم. ويقصد بهذا التصنيف أدنى مستوى لجودة النوم، وينطبق على الأشخاص الذين يعانون من الحرمان الواضح من النوم، ولا يتمتعون بنوم جيد.
ويمكن تحسين صحة النوم من خلال عادات صغيرة فقط. وعن طريق الاستعانة بسلسلة ساعات Galaxy Watch6 وتطبيق Samsung Health، يستطيع المستخدمون الاستمتاع بنوم صحي أفضل، من خلال التوصل إلى فهم أفضل لأنماط نومهم ودوافعهم الشخصية والتدريب.
[1] تم إجراء مقارنة بين بيانات مستخدمي Samsung Health من يناير إلى مايو من عام 2021 والفترة نفسها من عام 2023.
[2] غير مخصص للاستخدام في الكشف الطبي أو التشخيص أو العلاج، بل لأغراض الصحة العامة واللياقة البدنية فقط.
[3] تم تحليل النتائج لما يقرب من 716 مليون ليلة من النوم جمعت في الفترة من يونيو 2021 ومايو 2023 عبر سلسلة Galaxy Watch.
[4] يتطلب ذلك جمع بيانات النوم لمدة 7 أيام على الأقل، بما في ذلك يومين إجازة.