السيد الحكيم: نحن مقبلون على انتخابات محلية ويجب الإيفاء بهذا الاستحقاق: بلادنا تشهد انتقالة سريعة وآمنة

آخر تحديث 2023-12-09 12:20:02 - المصدر: الفرات نيوز

الشعوب الحية المتحضرة تولي إهتماماً كبيرا بالأشخاص ذوي الإعاقة ليس من منطلق التعاطف و التراحم الواجب إنسانياً بل من منطلق الوعي بأهمية وفاعلية هذه الشريحة التي يمكن أن تلعب أدواراً متقدمة في مجتمعاتها.

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

وبنظرة استقصائية سريعة نجد آلآف الشواهد على نجاح الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات العلمية والفنية والرياضية والاجتماعية في مجتمعنا وفي الدول الأخرى حيث تمكنوا من إحداث الفارق وإبهار الآخرين بنجاحاتهم وإصرارهم على الحياة.

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

 

إن مجتمعنا العراقي و بفعل الظروف الأمنية والصحية والاقتصادية الصعبة التي شهدها يضم شريحة واسعة من الأشخاص ذوي الإعاقة ، ولهؤلاء حقوق واجبة وحتمية وطنية في العيش الكريم و التنعم بفرصهم الحياتية والوظيفية التي تمكنهم من استثمار طاقاتهم وتحقيق الفاعلية والابداع في اختصاصاتهم وفي مجالات اهتمامهم وهواياتهم المختلفة.

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

نحن أمام ثلاثية تتمثل بـ : (المجتمع و الدولة والأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم) ، وهذه الثلاثية يجب أن تتكامل فيما بينها للوصول إلى ما هو مطلوب ، فمن جهة المجتمع نحن بحاجة إلى ترسيخ ثقافة الاعتراف بالتنوع وضرورة اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع من دون تمييز أو تهميش أو اقصاء.

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

 

ومن جهة الدولة ، فهي مدعوة بكافة مؤسساتها إلى التخطيط والتشريع و التنفيذ لكل ما يحقق بيئة سليمة وعادلة ومتكافئة للأشخاص ذوي الإعاقة ، في سبيل خدمتهم و توفير مستلزمات الحياة الكريمة لهم واستثمار طاقاتهم لصالح الدولة والوطن .

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

وأما الأشخاص ذوو الإعاقة أنفسهم ، فيقع على عاتقهم العمل المنظم والدؤوب لمساعدة بعضهم البعض وعلى المجتمع و الدولة تحديد مطاليبهم و السبل الناجعة لتحقيقها وتمثيل هذه الشريحة من حيث المعرفة الدقيقة باحتياجاتها وما يلزمها من الضروريات ، وكذلك العمل على تغيير التوجهات المجتمعية وحث الجهات ذات العلاقة على تحمل مسؤولياتها و المساعدة على اندماج أفراد هذه الشريحة في مختلف مفاصل الحياة .

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

المسؤولية الوطنية تقتضي أن نكون جميعا على قدر عال من الوعي و الإدراك وعدم الزهد ببعضنا و أن ننظر لكل فرد في المجتمع على أنه يمثل قيمة إنسانية و وطنية عليا ، ولطالما رفعنا شعار (الإنسان والوطن) ولا نزال نتمسك بهذه الثنائية المتلازمة .

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

إننا نتابع هذا الملف معكم أيها الأعزاء منذ سنوات طوال ، ضمن سلم أولوياتنا وبرامجنا الاجتماعية ، إيماناً منا بأهمية وفاعلية هذه الشريحة التي تستحق كل الاهتمام و الرعاية و المتابعة .

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

 

وقد جعلنا في أولوياتنا نقاطاً أساسية تخص مجالس المحافظات والحكومات المحلية في هذا الملف ، نوجزها بالآتي : 

أولا : العمل في مجالس المحافظات على تشريعات محلية تستوعب احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة بصيغة عملية وشاملة .

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

 

ثانيا : التركيز على تفعيل المواهب والطاقات والخبرات الشبابية للأشخاص ذوي الإعاقة في المواقع القيادية في مجالس المحافظات ، لإعطاء صورة مختلفة وحيوية للحكومات المحلية.

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

 

في الجانب السياسي نحن مقبلون على انتخابات محلية حساسة طال أمدها ، و حان وقتها وتأخرت وتأجلت كثيراً بسبب الظروف التي يعرفها الجميع ويجب الإيفاء بهذا الاستحقاق لغرض ترسيخ الاستقرار وانطلاق الإعمار والخدمات في محافظاتنا الكريمة .

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

وفي الأنظمة الديمقراطية تمثل تنوعات المجتمع عبر الانتخابات في المواقع القيادية، محلية كانت أو إتحادية، لضمان تحقيق متطلبات المجتمع بكافة فئاته وطبقاته ومتابعة تنفيذها، و لا سبيل آخر لهذا الأمر إلا صناديق الاقتراع، ولذا نحث أعزاءنا الكرام من الأشخاص ذوي الإعاقة على المشاركة الواسعة والفاعلة والواعية في الأنتخابات لضمان حسن التمثيل و حسن المتابعة لقضاياهم.

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

إن بلادنا تشهد انتقالة سريعة وآمنة نحو مزيد من الاستقرار والتنمية مع وفرة مالية نسبية وفرص اقتصادية كبرى مما يوجه أنظار العالم نحو مشاريع العراق والسوق العراقي والفرص الاستثمارية المهمة في البلد ، ومن هنا فإن مسؤولياتنا تصبح مضاعفة لانجاح هذه المرحلة والانتقال نحو مراحل ومحطات أفضل.

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

ولابد من وقفة مسؤولة بأزاء ما يجري في الجانب الإقليمي فلا يزال الكيان الصهيوني يتعمد استهداف المدنيين من الأطفال و النساء والمرضى وكبار السن والإعلاميين والمستشفيات والمساجد والكنائس والبنى التحتية ومصادر أرزاق أشقائنا الفلسطينيين وهو الأمر الذي يستدعي مواصلة الاستنكار والاستهجان بقوة والعمل على مساعدة الفلسطينيين لايقاف حمامات الدم والنزف المريع في غزة.

 

الكرنفال السنوي لتجمع المعوقين في العراق

 

إن إزدواجية المعايير التي لمسناها على المستوى الدولي في قبال ملايين الضمائر الحية التي تظاهرت في كل انحاء العالم لنصرة أطفال و نساء غزة وشعبها الأبي وكان آخرها الفيتو الأمريكي المؤسف والمدان على تمرير مشروع قرار لوقف العدوان على غزة في مجلس الأمن، تؤشر حجم الفجوة القيمية الكبيرة بين النخب ومجتمعاتها و هو أمر خطير يجب الانتباه إليه ، ولله الحمد فالعراق مرجعية وشعبا وحكومة وقوى سياسية ومجتمعية وإعلامية ومنظمات ونخباً كانت وستبقى في خندق واحد لنصرة فلسطين و حقوق شعبها المظلوم و هو ما يبعث على الفخر و الاعتزاز.