يشهد العراق تحولات سياسية مهمة بعد عام 2024، ومن بين الفئات السكانية التي تأتي بحماسة وحيوية لدعم هذه التغييرات الشباب. إن دور الشباب في صناعة المستقبل السياسي للعراق لا يمكن تجاهله، فهم يمثلون القوة الدافعة للتحول والتغيير. يحمل الشباب تطلعات جديدة وأفكاراً مبتكرة قادرة على إعادة بناء النظام السياسي بطرق تلبي احتياجات الشعب العراقي.
يعاني العراق من تحديات سياسية كبيرة، ومن أجل التغلب عليها يجب أن يكون للشباب دور محوري في صناعة التغيير. يجب تمكين الشباب من المشاركة الفعالة في صنع القرارات السياسية، وتشكيل السياسات العامة، وذلك من خلال توفير الفرص والمنصات المناسبة للتعبير عن آرائهم وتبادل الأفكار والابتكارات.
إحدى الطرق لتعزيز دور الشباب في تغيير النظام السياسي هي تشجيع المشاركة السياسية للشباب على جميع المستويات، سواء عبر الانخراط في الأحزاب السياسية الموجودة، أو تشكيل حركات شبابية مستقلة. يجب أن يُشجع الشباب على الترشح للمناصب الحكومية والبرلمانية، وتولي المسؤوليات القيادية، فبوجود شباب مبدعين ومتحمسين يمكن تحقيق التغيير الحقيقي وتجديد النظام السياسي.
بالإضافة إلى المشاركة السياسية، يجب تعزيز الابتكار السياسي بين الشباب. يملك الشباب قدرة على تقديم حلول جديدة وتفكير خلاق لمشاكل النظام السياسي القائم. يجب تشجيعهم على تطوير مشاريع ومبادرات جديدة تعزز الشفافية والمساءلة ومحاربة الفساد، وتعمل على تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
تعزيز التعليم السياسي بين الشباب يعتبر أمراً حاسماً لتعزيز دورهم في تغيير النظام السياسي في العراق. يجب أن يجري تضمين المناهج الدراسية للتعليم العام محتوى سياسياً شاملاً يساعد الشباب على فهم العملية السياسية ومفاهيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكومة. يجب أيضاً توفير فرص التدريب والتثقيف السياسي للشباب، من خلال ورش العمل والمنتديات والمحاضرات التوعوية.
لا يمكن تحقيق التغيير السياسي بدون تمكين الشباب اقتصادياً واجتماعياً. يجب توفير فرص العمل الكافية والعادلة للشباب، وتشجيع ريادة الأعمال والابتكار في المجال الاقتصادي. يجب أيضاً توفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والإسكان بجودة عالية وبأسعار معقولة، وذلك لتحسين جودة الحياة للشباب، وتمكينهم من المشاركة الفعالة في العملية السياسية.
يجب أن تتضمن برامج التعليم والتدريب السياسي تعلّم الشباب مهارات التفاوض وإدارة النزاعات وصياغة الخطط الاستراتيجية وتمثيل المطالب
يجب أن تكون هناك استراتيجيات وبرامج حكومية مستهدفة لتعزيز مشاركة الشباب في العملية السياسية. يجب أن تتضمن هذه البرامج توفير الدعم المالي والتقني للشباب الذين يرغبون في تأسيس حركات شبابية أو المشاركة في الأحزاب السياسية. يجب أيضاً تعزيز التشريعات والسياسات التي تحمي حقوق الشباب، وتضمن مشاركتهم الفعالة في صنع القرارات السياسية.
إن تنمية قدرات الشباب السياسية عبر التعليم والتدريب على مهارات المشاركة الفاعلة وصناعة السياسات لها أهمية بالغة. يجب أن تتضمن برامج التعليم والتدريب السياسي تعلم الشباب مهارات التفاوض، وإدارة النزاعات، وصياغة الخطط الاستراتيجية، وتمثيل المطالب. كما يجب تدريبهم على فنون الحوار والتشاور، وصناعة القرارات الجماعية، وتبادل وجهات النظر بموضوعية.
وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي منبراً مهماً لتعزيز دور الشباب في العملية السياسية. يمكن من خلالها التعبير عن وجهات النظر وطرح المبادرات والخطط السياسية المستقبلية. كما يمكنها نشر ثقافة الحوار والتشاور وتبادل الآراء بين أطياف الشباب المختلفة بما يخدم عملية بناء الثقة بينهم.
ويجب على الحكومات دعم المنظمات والجمعيات غير الحكومية التي تعمل على تنمية الوعي السياسي لدى الشباب. كما يجب إتاحة الفرص لهذه المنظمات للمساهمة في وضع سياسات عامة وبرامج تمكن الشباب من المشاركة السياسية الفاعلة.
وعلى المجتمع المدني أيضاً دعم دور الشباب في مسيرة التغيير السياسي، من خلال تبني مشاريع تمكنهم من تطوير رؤاهم السياسية، وتحويلها لخطط عمل تحقق أهداف التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلية.
وبتوافر هذه العناصر يمكن ضمان دور فاعل للشباب العراقي في تغيير النظام السياسي، وتطوير العملية الديمقراطية، بما يحقق أحلام الشعب في الرفاهية والاستقرار.