بعد نحو 37 عامًا من المقاومة، رقد الرجل الثاني في "حركة المقاومة الإٍسلامية" (حماس)، الشهيد صالح العاروري الخميس، بمقبرة شاتيلا في لبنان، بعيدًا عن مسقط رأسه في قرية عارورة في الضفة الغربية المحتلة، لكنه في قلب ساحة لبنان التي سعى على مدار العقد الماضي لتوثيق العلاقة معها كمفتاح لساحات مقاومة أخرى مساندة للمقاومة الفلسطينية في سورية والعراق واليمن.
ويُنظر للعاروري، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت مع القيادي عزام الأقرع ومحمد الريس، على أنه أحد أهم مهندسي "وحدة الساحات" في حركة "حماس"، وهي الاستراتيجية التي عملت عليها الحركة بجد في السنوات القليلة الماضية، وظهرت جليّة في معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار 2021. ونعت "حماس" العاروري مستذكرة "جهوده المباركة التي كان آخرها معركة (طوفان الأقصى) التي كان وإخوانه في القلب منها".
أراد الاحتلال من اغتيال العاروري ضرب ثلاث دوائر برع فيها "الشيخ"، كما يناديه عناصر حركة حماس، وحقق فيها نتائج ملموسة أغضبت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية كما يرى المحللون وأوساط في الحركة، "ليكون قرار اغتياله إسرائيلياً أميركياً"، على حد قولهم.
والملفات التي أزعجت الاحتلال في مقاومة العاروري وجعلت منه عدوا، هي:
- تسليح الضفة الغربية، وهي مهمة بدأها العاروري مبكراً جداً في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.
- محاولة إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.
- التنسيق لوحدة الساحات المساندة للمقاومة الفلسطينية عربياً وإقليمياً.
وإذا وضعت سنوات طفولة وشباب العاروري جانباً، التي أمضاها في المسجد؛ إما يحفظ القرآن أو يشارك في النشاطات الدعوية، فإن العاروري قضى أكثر من ثلثي عمره في صفوف حركة "حماس" التي كان من مؤسسيها منذ لحظة انطلاقتها في 1987 في الضفة الغربية المحتلة، حيث أمضى ست سنوات في العمل التنظيمي في الجامعة، ثم ثمانية عشر عاماً في المعتقلات الإسرائيلية، و13 عاماً في الإبعاد، أي ما مجموعه 37 عاماً من عمره البالغ 57 عاما سنة حين استشهد.
العاروري وتسليح الضفة الغربية.. المهمة المستمرة
ولد العاروري في أغسطس/ آب 1966، وكان يرتاد المسجد منذ طفولته مع والده الذي كان مسؤولاً عن المسجد، وهناك حفظ القرآن وانخرط في النشاط الدعوي، كما توضح شقيقته دلال العاروري "أم قتيبة"، لـ"العربي الجديد".
تقول "أم قتيبة": "كان أخي صالح يحب المسجد منذ طفولته، وأمضى فيه وقته سواء في الطفولة أو المراهقة، وكان أبرز ما يميزه أنه يقوم بكل شيء بسرية تامة، ولا أحد يعلم عنه أي شيء".
منزل العائلة المتواضع في قرية عارورة أصبح مزارًا لكل وسائل الإعلام، وكانت بساطة البيت وزهده لافتة، حتى إنّ الزائر يتساءل: هل هذا بيت نائب رئيس حركة "حماس"؟. تجيب "أم قتيبة": "تربينا على البساطة والبعد عن المظاهر، وكذلك كان صالح بسيطاً وزاهداً، ولم يتعلق بالدنيا ومغرياتها، وأهم صفاته الإيثار، إذ كان يؤثر الآخرين على نفسه، سواء كانوا من العائلة أو الأصدقاء، وأيضاً الغرباء".
بعد الثانوية العامة، توجه العاروري إلى جامعة الخليل ليدرس الشريعة الإسلامية أواخر ثمانينيات العقد الماضي، وهناك أصبح مسؤولاً عن الكتلة الإسلامية في الجامعة حتى اعتقاله 1992.
يقول الكاتب والباحث ساري عرابي، لـ"العربي الجديد": "إن العاروري أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسّام، الذراع العسكرية لحركة حماس في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب الشهيد عادل عوض الله والأسير إبراهيم حامد، وتواصلوا في ذلك الحين مع الدكتور موسى أبو مرزوق، الذي كان على رأس الحركة، وطلبوا منه تمويلًا".
ويتابع عرابي: "أسهم العاروري بشكل أساسي بتشكيل العديد من خلايا القسّام بجنوب الضفة الغربية في الخليل تحديداً، وجاء اعتقاله على هذه الخلفية، لكن صموده ساهم بأن تنفذ الخلايا التي أسسها عمليات عسكرية كثيرة لفترة جيدة في الضفة الغربية في الانتفاضة الفلسطينية الأولى وذيول الثانية".
ويضيف: "العاروري كان من أوائل الذين استقبلوا المطاردين من قطاع غزة القادمين إلى الضفة الغربية، وأبرزهم في ذلك الوقت القائد العسكري في الحركة ابن مخيم جباليا عماد عقل".
ووفق عرابي، "لم يتمكن الاحتلال من الحكم على العاروري بسبب صموده في التحقيق، إضافة إلى استشهاد العديد من العناصر التي عملت معه، أو استمروا في العمل من الخارج، لذلك لم يستطع الاحتلال الحكم عليه أكثر من خمس سنوات، لكنه انتقم منه بإبقائه في السجن بأحكام إدارية لنحو 15 عاماً متواصلة من 1992 إلى 2007، ومحاولة اختلاق قضايا له".
أفرج الاحتلال عن العاروري لمدة ثلاثة أشهر عام 2007، فتزوج خطيبته التي انتظرته نحو 12 عاماً، قبل أن يُعاد اعتقاله لمدة ثلاث سنوات، ويقرر الاحتلال إبعاده خارج الوطن في محطات نفي بدأت إلى سورية ثم تركيا وقطر ولبنان.
ما أسّسه العاروري في الخليل من فكر وخلايا "قسّامية" في أواخر ثمانينيات القرن الماضي ظل يُؤتي ثماره حتى اليوم، وبرز ذلك جلياً في عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل في يونيو/ حزيران 2014، التي أعلن العاروري مسؤولية كتائب القسام عنها خلال مؤتمر بتركيا في أغسطس/ آب 2014، رغم تكتم الحركة، مؤكداً في حينه أن "الهدف من أسر المستوطنين الثلاثة مبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات الإسرائيلية".
ما أسسه العاروري في الخليل من فكر وخلايا "قسّامية" في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ظل يُؤتي ثماره حتى اليوم
ونجم عن ذلك غضب الرئيس محمود عباس "أبو مازن" على الحركة في حينه واتهامها بالكذب والتآمر عليه، لكن موقف العاروري ظل ثابتاً بأن "الشبان الذين نفذوا عملية خطف المستوطنين هم شباب القسام ولن تتخلى عنهم الحركة بالصمت".
وأعادت هذه العملية اسم العاروري للتداول إعلامياً بعد 22 عاماً من الاعتقال والنفي خارج الوطن، وفتحت عليه عيون الولايات المتحدة، التي أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 رصد مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه، بعد أن صنفته وزارة الخزانة الأميركية بأنه مطلوب لها عام 2015، بذريعة أن أحد المستوطنين الثلاثة القتلى يحمل الجنسية الأميركية.
أما على صعيد قطاع غزة، فما بدأه العاروري من شراكة مع الشهيد عقل، تحديداً عام 1992، حيث استقبله ووفر له مأوى بعيداً عن أعين الاحتلال، استكمله بعلاقات وطنية وتنظيمية وشخصية وجاهية وطيدة مع قيادات "حماس" في المعتقلات عبر السنين لتطوير رؤى واستراتيجيات حركية ووطنية مع قادتها، وأبرزهم يحيى السنوار، الذي شارك العاروري في مفاوضات "صفقة وفاء الأحرار" في القاهرة عام 2011، التي أطلقت سراح السنوار ضمن 1027 أسيراً وأسيرة فلسطينية مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسرته "حماس" في قطاع غزة عام 2006.
العاروري صاحب التاريخ الطويل في تأسيس كتائب القسام في الضفة وفي الاعتقال، وصاحب الشخصية الكاريزماتية الموسوعية، سرعان ما أخذ دوراً قيادياً في الصف الأول للحركة بعد إبعاده عن الضفة الغربية المحتلة عام 2010، وأصبح مسؤولاً عن ساحة الضفة الغربية بكل قطاعاتها منذ إبعاده عنها وحتى اغتياله، ليفتح فصلًا جديدًا من التحريض الإسرائيلي عليه وملاحقته بتهمة تسليح مجموعات مقاومة في الضفة والمسؤولية عن الهجمات ضد المستوطنين، التي كانت غالبيتها بتخطيط وتنفيذ من عناصر "حماس"، حتى لو لم تعلن الحركة تمويلها كما هو الأمر مع "عرين الأسود".
ويقول الخبير بشؤون الأسرى وأحد الأسرى المحررين فؤاد الخفش، الذي عاش مع العاروري في معتقل النقب عام 2003: "أغلب النشطاء الذين كان يتم اعتقالهم في الضفة الغربية بعد صفقة (وفاء الأحرار) كان الاحتلال يوجه لهم تهمة التواصل مع العاروري".
ويتابع الخفش: "خلال سنوات اعتقاله الثماني عشرة، التقى العاروري عشرات آلاف المعتقلين، ورغم أنه كان يخضع لعقوبة العزل بشكل شبه دائم، إلا أن جميع الأسرى يعرفونه بسبب شخصيته القيادية، وكان الشيوخ الأكبر سناً منه يتركون له المجال لإعداد المحاضرات والموعظة اليومية بعد صلاة العشاء بسبب اتساع علمه، فقد كان قارئاً نهماً، وكانت محاضراته تتنوع من الشريعة إلى الفلسفة إلى الفيزياء، وينتظرها مئات الأسرى يومياً، فضلاً عن فقرته الصباحية بترجمة أخبار الصحف العبرية للأسرى".
ووفق الخفش، "كان العاروري المرشح الأقوى لخلافة إسماعيل هنية في دورته الانتخابية الأخيرة برئاسة الحركة، كان نائبه ورئيس دائرة الضفة الغربية في المكتب السياسي للحركة، وعلى علاقة ممتازة مع دائرة قطاع غزة ودائرة الخارج، وهي الدوائر التي يتشكل منها المكتب السياسي للحركة".
ورغم أن الضفة الغربية "أرض محروقة" بفعل الاحتلال الإسرائيلي المباشر وعملياته العسكرية التي لا تتوقف فيها، والتنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية، التي ترى في حركة "حماس" عدواً أول لها، وتلاحق عناصرها في الجامعات والمؤسسات، إلا أن العاروري استطاع استنهاض قطاع الضفة الغربية بشكل واضح في السنوات القليلة الماضية.
وأضاف العاروري بذلك جهد حركته إلى جهد لافت لحركة "الجهاد الإسلامي" على الأرض، والتي بادرت في وقت سابق إلى تأسيس مجموعات مقاومة، منها "كتيبة جنين"، ليبدأ تصاعد موجة المقاومة بعد معركة "سيف القدس" 2021، التي أظهرت وحدة ساحات لافتة في الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، فضلاً عن إسناد معنوي ومشاركة في المسيرات التي كانت تدعو لها "عرين الأسود" في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ليكون الهتاف الأكثر انتشارًا في كل الساحات "حط السيف قبال السيف.. وإحنا رجال محمد ضيف"، وهو القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام.
في شهر أغسطس/ آب الماضي، وصل التحريض الإسرائيلي على العاروري إلى درجة كبيرة حتى قبل عملية "طوفان الأقصى"، حيث هدده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالاغتيال، بتهمة الوقوف وراء تصاعد عمليات المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، فكان رد العاروري بالخروج بفيديو بـ"البدلة العسكرية" وهو يُجري مكالمة هاتفية وأمامه "بندقية إم 16"، وخلفه العلم الفلسطيني في الـ 27 من الشهر ذاته.
العاروري وإنهاء الانقسام
قاد العاروري وأمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب جهوداً جبارة لإنهاء الانقسام في السنوات القليلة الماضية، لكن عصيّ المستفيدين من الانقسام فلسطينياً وعربياً ودولياً "كانت أقوى منهما".
وصف الرجوب، في حديثه مع قناة "التلفزيون العربي" قبل يومين، العاروري بأنه "كان قائدًا وطنيًا متميزًا"، مضيفًا: "كان شريكي في تطوير آليات وأسس وركائز لها علاقة بإنهاء الانقسام وبناء وحدة وشراكة وفق مقاربات سياسية ونضالية برؤى استراتيجية شكلت أرضية مشتركة صممناها معًا في اتفاق عام 2021".
ورغم أن الرجوب قدم العزاء لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية باستشهاد العاروري، إلا أن اللجنة المركزية لحركة "فتح" لم تصدر بيان تعزية حتى الآن، بل أصدرت حركة "فتح" بياناً من الحركة بشكل عام، ولم يقدم الرئيس محمود عباس العزاء بالشهيد أو يدين جريمة اغتياله، رغم أنه قدم التعزية بضحايا الزلزال في اليابان، وكذلك التزمت منظمة التحرير الفلسطينية الصمت حيال جريمة الاغتيال.
ويرى أحد القياديين في حركة "فتح"، فضل عدم ذكر اسمه في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "تقارب العاروري مع الرجوب كلّف الأخير غضباً وتحريضاً عليه من الدائرة المقربّة من الرئيس (أبو مازن)، لأن العاروري والسنوار يحملان تصميماً كبيراً على إنهاء الانقسام، ولا يكفّان عن إرسال رسائل التقارب لحركة فتح في كل مناسبة".
في شهادة لأحد الأسرى المحررين الذين عاشوا مع العاروري في سجن عسقلان عام 2002، فضل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، قال: "كنت أجلس بجانب الشيخ العاروري ونحن نشاهد الأخبار عن اقتحام الاحتلال للمقاطعة في رام الله، حيث يوجد الرئيس الراحل ياسر عرفات، كان وقتها في غاية الغضب، ووالله إني سمعته يقول: "لو أنني خارج السجن، لذهبت للدفاع عن عرفات، ولما سمحت للصهاينة بالوصول إليه، ولو كلفني ذلك حياتي"".
ويتابع: "عجبت من كلامه وسألته: "يا شيخ، كيف تقول هذا وقد فعل عرفات ما فعل من اتفاقيات أوسلو وما بناه من أجهزة أمنية تعتقل إخواننا؟! فأجابني: إنهم لا يريدون حصاره وقتله لأخطائه السابقة، بل لما فعله من صواب في انتفاضة الأقصى من سماح لأبناء فتح بالمشاركة فيها وتشجيعهم على ذلك، وهم يريدون من إذلاله إذلالاً لنا كلنا، كل الفلسطينيين، وهذا ما يجب علينا ألا نسمح به".
العاروري.. مهندس "وحدة الساحات"
تتداول أوساط في حركة "حماس" أن "قرار اغتيال العاروري كان قرارًا أميركيًا إسرائيليًا، محركه الأساسي إفشال استراتيجية "حماس" القائمة على وحدة الساحات، التي يعتبر العاروري مهندسها في هذا الملف".
ويقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، لـ"العربي الجديد": "إن اغتيال العاروري كان قراراً أميركياً إسرائيلياً، لأن العاروري بالنسبة إليهم مهندس ومنسق فلسطين في موضوع وحدة الساحات، كما يحدث الآن في لبنان وسورية والعراق واليمن؛ وهذا بالنسبة إلى إسرائيل تهديد وجودي لا يمكن أن تقبل به، رغم أنها لا تتحدث عن الموضوع حتى لا تظهر بأنها متأثرة بما يجري".
ويضيف شديد: "هدفت إسرائيل من اغتيال العاروري إلى إفشال مشروع "حماس" بإقامة بنية تحتية متطورة للمقاومة في الضفة الغربية بالتنسيق التام مع "حزب الله" و"قوة القدس" في الحرس الثوري، وإفشال مشروع إقامة بنية تحتية متطورة للمقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان وسورية بالتنسيق مع ذات القوى".
ووفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية، "اليوم إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية في أزمة كبيرة لأن "وحدة الساحات" وضعت المشروع الاستعماري الغربي كله في خطر، وهذا يحدث لأول مرة منذ النكبة عام 1948 بأن تُعاد القضية الفلسطينية إلى عمقها العربي والإسلامي، ويُبنى حلف عسكري يدافع عن فلسطين. هذا يشبه الحلم".
ويضيف شديد: "هذا يهدد الأنظمة العربية الموالية، ومستقبل إسرائيل، ويُفشل اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية التي تهدف إلى عزل القضية الفلسطينية وتهميشها، وهو أمر استراتيجي لم يسبق له مثيل، وأعاد القضية الفلسطينية للصدارة، ما يحرج الولايات المتحدة والأنظمة العربية الموالية لها، التي ربطت مصيرها بالدعم الأميركي والرضى الإسرائيلي".
يشار إلى أن الشهيد العاروري كان يُحب أن يكنّى باسم ابنته الكبيرة "عائشة"، التي أسماها تيمناً باسم والدته، وقد وضع صورة أطفاله الثلاثة عائشة ووطن ومحمد على حسابه الشخصي في شبكات التواصل.