قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، اليوم الجمعة، للتلفزيون الإيراني، إن السلطات اعتقلت بعض الضالعين في تفجيرات كرمان وإن الأجهزة الأمنية ستكشف عن تفاصيل الحادث، فيما شّيعت حشود إيرانية كبيرة اليوم في مدينة كرمان جنوب شرقي إيران، قتلى تفجيرات الأربعاء الماضي بالمدينة.
وشارك في التشييع كبار قادة البلاد، السياسيين والعسكريين، في مقدمتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وقادة "الحرس الثوري" والجيش وسط دعوات متصاعدة للانتقام والرد "الصعب" على التفجيرات التي استهدفت مراسم إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال قائد "فيلق القدس" السابق، الجنرال قاسم سليماني.
وكانت التفجيرات التي استهدفت مراسم إحياء ذكرى سليماني أودت بحياة 85 شخصا، وفق آخر إحصائية رسمية وجرح أكثر من 180 شخصا.
وتبنى تنظيم "داعش" الإرهابي أمس الخميس تفجيرات كرمان، معلناً أن انتحاريين من التنظيم قد نفذاها، غير أن السلطات الإيرانية، ظلت تتهم أيضاً خلال الأيام الأخيرة، الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء هذه التفجيرات التي هي الأقوى التي تضرب إيران منذ عقود تقريبا، مع ترديد أن "داعش" "صنيعة أميركية وإسرائيلية".
كذلك، طالب المشيعون بالرد على اغتيال قائد "الحرس الثوري" الإيراني في سورية، الجنرال رضي موسوي خلال الشهر الماضي من قبل إسرائيل، فضلاً عن التنديد باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" صالح العاروري، الثلاثاء الماضي في ضربة جوية إسرائيلية قتلت أيضاً 6 آخرين من الحركة من بينهم قائدان في كتائب القسام.
رئيسي: القوات المسلحة ستحدد مكان وزمان الانتقام
وفي كلمة له أمام المشيعين، تحدث الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم الجمعة، عن سيرة الجنرال سليماني، وسط إشادة كبيرة به، كما تطرق إلى تفجيرات كرمان، وكذلك مهاجمة السياسات الأميركية والإسرائيلية، وعملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة.
ووسط هتافات وشعارات ثأر وانتقام للحشود المشاركة في مراسم التشييع، أكد الرئيس الإيراني أن "القوات المسلحة الإيرانية هي التي ستحدد الزمان والمكان للانتقام"، مضيفا أن هذه القوات "تمسك بزمام المبادرة".
وأضاف رئيسي أن "العدو يعلم جيداً أن إيران مقتدرة وصاحب قوة"، قائلاً إنه "لطالما رأى قوة إيران وجربها مرات"، مع الحديث عن أن سليماني قد أنتج لإيران القوة. وتابع الرئيس الإيراني أن "العدو أصبح عاجزاً وضعيفاً وسبب عجزه هو أنه يقتل الأبرياء وفي غزة أيضاً يقتل النساء والأطفال"، مؤكداً أن "نهاية طوفان الأقصى هي نهاية الكيان الصهيوني".
وتابع: "الكيان الصهيوني قد نال الهزيمة حتى اليوم في ساحة المعركة في فلسطين"، مشدداً على أن هذه الهزيمة تحققت على يد "قوة مقاومة لا تملك القوة الجوية والبحرية لكنها تملك جزاء من القوة البرية والإيمان إلا أن الكيان أصبح عاجزا أمامها" رغم مرور ثلاثة أشهر على بدء العدوان.
وأكد الرئيس الإيراني على أن العالم اليوم أصبح بقلبه مع فلسطين ويعادي الكيان الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى.
قائد الحرس الثوري: سيتم الثأر للشهداء
إلى ذلك، قال قائد "الحرس الثوري" الإيراني، الجنرال حسين سلامي، في كلمة له أمام المشيعين، إنه "سيتم الثأر لدماء جميع الشهداء"، لكنه أضاف في الوقت نفسه أن "هذا الانتقام قد أخذ من العدو قبل استشهاد هؤلاء".
وتابع أن هذه التفجيرات "هي نتيجة الهزائم الصعبة التي لحقت بالاستكبار ووكلائها في المنطقة"، مضيفا "قد خضنا معركة مباشرة وحقيقية مع أميركا وهزمناهم، فهم قد أتوا بـ135 ألفا من قواتهم المسلحة إلى العراق لكنهم انهزموا".
وتابع أن الجنرال سليماني ورفاقه "قد هزموا أميركا في العراق الذي نجا من الهيمنة الأميركية، وهم أرادوا إخضاع أفغانستان لسيطرتهم لكنهم هربوا منها أيضا، وأرادوا تدمير حزب الله في لبنان، لكنكم ترون اليوم قوة حزب الله، وأرادوا أيضا إزاحة النظام السوري، لكنه بقي وقد فشلوا أيضا في حظر إيران"، مضيفا أنهم "قد غادروا" الخليج و"تقريبا من المنطقة أيضا".
ومضى قائد "الحرس الثوري" الإيراني، قائلاً إنه "لا مكان آمنا لأميركا في المنطقة"، مؤكداً أن "طوفان الأقصى قد أظهر إمكانية إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني".
وشدد على أن "داعش حصيلة السياسة الأميركية"، قائلا إن التنظيم "قد اختفى من الخريطة السياسية في المنطقة، لكنهم يعملون كعملاء لأميركا والصهيونية ونحذرهم ونقول لهم إن كنتم رجالا فقاتلونا ولماذا تقتلون النساء والأطفال". وأضاف سلامي "العدو قد تلقى ضربات صعبة ومؤلمة والمسؤولون الصهاينة لا خيار أمامهم إلا الهروب من هذا المستنقع".