يواصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد في الأردن جولته المكثفة في المنطقة، داعياً إلى تفادي توسع نطاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ووصل بلينكن الى عمّان ليل السبت بعد محطتين في تركيا واليونان، والتقى نظيره الأردني أيمن الصفدي صباح اليوم، فيما من المقرر أن يعقد مباحثات مع الملك عبد الله الثاني، ويزور أحد مراكز برنامج الأغذية العالمي في العاصمة، بحسب ما أكد مسؤول في الوفد المرافق له.
وقال بلينكن مساء السبت في مطار خانيا بجزيرة كريت اليونانية، إنه يجب علينا ضمان عدم اتساع الحرب في غزة. وأضاف أن "أحد أوجه الخوف الحقيقية هي الحدود بين إسرائيل ولبنان، ونريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكد من عدم تصعيد الوضع".
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، يتبادل حزب الله اللبناني وإسرائيل القصف يومياً عبر الحدود. وزادت المخاوف من تصاعد التوتر على هذه الجبهة بعد استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء.
وأعلن الحزب السبت إطلاق أكثر من 60 صاروخاً باتجاه "قاعدة مراقبة جوية" في شمال إسرائيل، واضعاً ذلك في إطار "الرد الأولي" على اغتيال العاروري. وشنّت إسرائيل بدورها سلسلة من الغارات على مناطق بجنوب لبنان.
وأشار بلينكن إلى أن "الكثير من المحادثات التي سنجريها خلال الأيام المقبلة مع جميع حلفائنا وشركائنا ستدور حول الإجراءات التي يمكنهم اتخاذها باستخدام نفوذهم وعلاقاتهم لضمان عدم اتساع هذا النزاع".
وأشار إلى "الدور الحيوي" الذي يمكن أن تلعبه تركيا في هذا الصدد، وذلك بعد محادثاته في إسطنبول مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتثير الحرب في غزة، التي دخلت شهرها الرابع الأحد، مخاوف من تفاقمها مع تزايد العنف، ليس فقط على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ولكن أيضًا في العراق وسورية والبحر الأحمر.
ومن السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تشنّ إسرائيل قصفًا عنيفًا على قطاع غزة، أدى إلى استشهاد أكثر من 22 ألفاً و700 شخص، أغلبهم من النساء والأطفال، فضلاً عن الدمار الهائل الذي حلّ بالبنى التحتية في القطاع.
وشدّد بلينكن على "ضرورة منع توسّع النزاع، وزيادة المساعدات الإنسانية، والحد من الضحايا المدنيين، والعمل من أجل سلام إقليمي دائم، والتقدّم في اتجاه إقامة دولة فلسطينية".
ويتوقع أن تكون تصوّرات "اليوم التالي" لانتهاء الحرب في غزة، بما يشمل إعادة إعمار القطاع وإدارته، أيضاً في صلب المحادثات التي سيجريها بلينكن مع شركائه العرب الذين يؤكدون أن الأولوية هي لوقف دائم لإطلاق النار.
وبعد الأردن، يتوجه بلينكن إلى قطر التي أدت دور الوسيط في هدنة بين إسرائيل وحماس أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني أتاحت إطلاق أسرى ومحتجزين من غزة في مقابل عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين الأسرى.
وسيختتم بلينكن يومه في أبوظبي، قبل أن يتوجه إلى السعودية الاثنين، ثم إلى إسرائيل، حيث يتوقع أن يجري محادثات أكّد أنها "لن تكون سهلة".
(فرانس برس، العربي الجديد)