اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قيادياً بارزاً في "حزب الله" باستهداف سيارة كان بداخلها في بلدة خربة سلم جنوبي لبنان، وذلك على وقع ارتفاع مستوى المواجهة على الجبهة الجنوبية، التي تظهر التطورات الميدانية انتقالها إلى مرحلة جديدة عقب اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي.
ونعى "حزب الله" في بيان "القائد وسام حسن طويل (الحاج جواد) من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان"، ونشر أيضاً مجموعة صور له يظهر في إحداها برفقة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني سابقاً قاسم سليماني.
في كل صورة حكاية من حكايا الجهاد، نرى القليل القليل منها.
— مريم (@_mariam_bakri) January 8, 2024
هنيئا لك الشهادة ايها القائد الحاج وسام الطويل pic.twitter.com/pdocVcrt6h
وقالت أوساط في "حزب الله"، لـ"العربي الجديد"، إن "القائد وسام حسن طويل هو أخ الشهيد القائد فادي حسن طويل الذي انضم إلى صفوف المقاومة الإسلامية عام 1982، وشارك في عدة مهام جهادية ونوعية، واستشهد عام 1987 مع ثلة من المجاهدين في عملية بدر الكبرى، يوم شنت المقاومة هجوماً واسعاً على قوات الاحتلال وعملاء إسرائيل في الجنوب".
استشهاد القائد الحاج وسام الطويل "الحاج جواد"#شهداء_على_طريق_القدس pic.twitter.com/1nV2jX8HAl
— حسين مرتضى Hussein Mortada (@HoseinMortada) January 8, 2024
وأضافت المصادر ذاتها، شريطة عدم ذكر اسمها، أن "وسام من عائلة تضم عناصر في حزب الله، وجميعهم من المجاهدين، وقد استشهد أحدهم في جنوب لبنان، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بقصفٍ إسرائيلي".
وأشارت إلى أنّ "وسام طويل كانت له بصمة كبيرة في ميادين سورية والعراق، ومن أبرز مرافقي قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في الساحات، كما رافق القائدين عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، وهو من المسؤولين البارزين في وحدة الرضوان".
ويعتبر سحب عناصر وحدة الرضوان التابعة لـ"حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني من الشروط التي تطلبها إسرائيل ضمن أي اتفاق يحصل لوقف المواجهات الدائرة في الجنوب اللبناني.
وسام طويل أبرز الشخصيات العسكرية لحزب الله في هذه الحرب
ويّعد وسام طويل من أبرز الشخصيات العسكرية التي استهدفها الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء المعركة في جنوب لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته.
وتأتي العملية اليوم في وقتٍ تشتعل فيه الجبهة الجنوبية وسط ارتفاع منسوب القلق من حرب شاملة، خصوصاً بعد التطورات الميدانية الأخيرة، من اغتيال العاروري وردّ "حزب الله" باستهداف قاعدة ميرون الإسرائيلية.
كما تطرح عملية اغتيال طويل اليوم، وقبلها العاروري، في معقل "حزب الله" ومربعه الأمني، الضاحية الجنوبية لبيروت، علامات استفهام حول المرحلة الجديدة التي انتقلت إليها المواجهة بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي، وما إذا كان الأخير سيكثف من اغتيال المسؤولين.
وينتظر في المقابل الردّ من جانب "حزب الله" على اغتيال وسام طويل، علماً أن ردود فعله على اغتيال العاروري لم تنتهِ بعد بحسب ما تؤكد أوساطه لـ"العربي الجديد"، ما يؤشر إلى أن الساعات والأيام المقبلة من شأنها أن تشهد تطوراً خطيراً على الجبهة الجنوبية.
وعلى الرغم من هذه التطورات الميدانية العسكرية الدقيقة، لا يزال المسؤولون في "حزب الله" يؤكدون أنهم لا يريدون اتساع المعارك ولا يريدون الحرب، ولكنهم مستعدون للحرب في حال العدوان الإسرائيلي.
وتوجّه رئيس كتلة "حزب الله" البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب محمد رعد، الذي اغتيل نجله بقصفٍ إسرائيلي جنوبي لبنان في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في موقفٍ له اليوم، إلى الاحتلال الإسرائيلي بالقول: "إذا أردتم حرباً واسعة تعتدون فيها على بلادنا، فسنذهب فيها إلى النهاية، ونحن لا نخاف تهديدكم، ولا قصفكم، ولا عدوانيّتكم، وقد حضّرنا لكم ما لم تتوهّموه في يومٍ من الأيام".