في ثلاثة بيانات متتالية، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن قصفه بالصواريخ الباليستية "مقر تجسس" تابع لدولة الاحتلال الإسرائيلي في إقليم كردستان العراق تزامنا مع قصف مماثل وبالأسلحة نفسها على مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي في سورية.
وجاء في بيان للحرس الثوري الإيراني أنه "ردا على الجرائم الإرهابية الأخيرة لأعداء إيران الإسلامية بقصف مقرات التجسس والتجمع للمجموعات الإرهابية المعادية لإيران في أجزاء من المنطقة منتصف الليل بالصواريخ البالستية".
ولم يحدد الحرس طبيعة الأهداف والمنطقة التي استهدفها، لكن الأنباء الأولية تشير إلى تعرض قواعد أميركية والقنصلية الأميركية في إقليم كردستان العراق لهجمات بالصواريخ والمسيرات الليلة.
وفي بيان ثان بعد دقائق من الأول، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه دمر "مقرات لقادة وعناصر مرتبطة "بالعمليات الإرهابية الأخيرة خاصة داعش" في الأراضي السورية بعدد من الصواريخ البالستية"، لافتا إلى أن هذا القصف جاء "رداً على مقتل عدد من المواطنين الإيرانيين في مدينتي كرمان وراسك مؤخراً".
وتوعد الحرس في آخر بيانه الثاني بملاحقة ما وصفه بـ"المجموعات الإرهابية" ومعاقبتها على أعمالها، مشيرا إلى أنه "سيتم الإعلان عن بقية الأهداف المدمرة".
إثر ذلك، أكد الحرس الثوري الإيراني في بيان ثالث أنه قصف بالصواريخ البالستية "أحد المقرات الرئيسية التجسسية للكيان الصهيوني (الموساد) في إقليم كردستان العراق ودمره".
وأفاد بأن "هذا المقر كان مركزا لتوسيع العمليات التحسسية والتخطيط للأعمال الإرهابية في المنطقة وخاصة في بلدنا".
وأضاف أن عملياته "الهجومية ستستمر حتى الانتقام لآخر قطرات دم الشهداء"، بحسب البيان.
ويأتي إعلان الحرس الثوري الإيرتين عن قصفه موقعا في إقليم كردستان العراق بعد فترة وجيزة من سماع دوي انفجارات ضخمة في أربيل.
كما نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر أمنية، أن مطار أربيل أوقف الملاحة الجوية بعد هذه الانفجارات.
كذلك أشارت مواقع عراقية محلية إلى وقوع انفجارات في محيط مطار أربيل. وفي هذا السياق، أفاد موقع "السومرية" العراقي نقلاً عن مصدر أمني، لم يسمه، بأن "قصفاً صاروخياً وقع، قبل قليل، ضمن مقتربات القنصلية الأمريكية في مدينة إربيل".
وتدوولت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو قالت إنها للانفجارات التي هزت أربيل.
Additional Footage claimed to show the Impact of at least 4 Ballistic Missiles launched by the Iranian-Backed Groups towards the U.S. Consulate and International Airport within the City of Erbil in Northern Iraq. pic.twitter.com/KMYznylXDU
— OSINTdefender (@sentdefender) January 15, 2024
وكانت تفجيرات انتحارية استهدفت مراسم إحياء ذكرى قائد "فيلق القدس" السابق، الجنرال قاسم سليماني، في مدينة كرمان جنوب شرقي إيران، في 3 يناير/كانون الثاني، ما أودى بحياة 94 شخصاً مع إصابة العشرات، ومن بين القتلى 14 من الأفغان، فضلاً عن 33 امرأة و16 طفلاً.
وتبنّى تنظيم "داعش" تلك التفجيرات، معلناً أن انتحاريين اثنين من التنظيم نفذاها، غير أن السلطات الإيرانية اتهمت، أيضاً، الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء هذه التفجيرات وهي الأقوى تقريباً في إيران منذ عقود، وتقول طهران إن "داعش صنيعة أميركية وإسرائيلية".
كما قُتل ضابط إيراني في هجوم مسلح استهدف مقر الشرطة الإيرانية في قضاء راسك، الواقع في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، في 10 يناير الجاري، وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية وقتها بأنّ منظمة "جيش العدل" المعارضة تبنت مسؤولية الهجوم على مقر الشرطة في قرية بيدلد في قضاء راسك.
وكانت منظمة "جيش العدل" نفذت هجوماً، في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، على مقر قيادة قوات الشرطة في مدينة راسك، أدى إلى مقتل 12 شرطياً وإصابة سبعة آخرين.
وتنشط جماعة "جيش العدل" المعارضة المصنفة على أنها "منظمة إرهابية"، على الحدود الإيرانية - الباكستانية في محافظة سيستان وبلوشستان، وتقوم بعمليات من حين لآخر. وزادت عمليات المجموعة خلال السنوات الأخيرة.