استدعت باكستان سفيرها في طهران، ومنعت السفير الإيراني من العودة إلى إسلام أباد، في أعقاب قصف جوي إيراني في منطقة حدودية غربي البلاد، أسفر عن مقتل طفلين، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية.
وقالت الخارجية الباكستانية، في بيان للمتحدث باسمها ممتاز زهرة بلوش، اليوم الأربعاء، إن "انتهاك إيران غير المبرّر والفاضح لسيادة باكستان ليل أمس هو خرق للقانون الدولي وغايات ومبادئ شرعة الأمم المتحدة".
وأعلنت وكالة "تسنيم" الإيرانية، أمس الثلاثاء، أن إيران قصفت "مقرّين مهمين" لجماعة "جيش العدل" الإيرانية المعارضة داخل الأراضي الباكستانية، وذلك بعد يوم على استهداف إيران بالصواريخ الباليستية مواقع في أربيل بإقليم كردستان العراق، ما خلّف 10 قتلى وجرحى.
وفي وقت لاحق، قالت الحكومة الباكستانية إن القصف الإيراني أسفر عن مقتل "طفلين بريئين"، وإصابة ثلاثة آخرين، ووصفت الهجوم بأنه "انتهاك غير مبرر" للمجال الجوي للبلاد.
إلى ذلك، كشفت مصادر استخباراتية باكستانية لـ"الأناضول" عن أن كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة رداً على الهجوم الإيراني. وأشارت إلى أن أن إيران ادعت أنها نفذت مساء أمس قصفاً على جماعة "جيش العدل" المسلّحة في بلدة بانجغور الحدودية، مستدركة بالقول: "لكن طهران هاجمت أطفالًا أبرياء".
ولفتت المصادر إلى أن باكستان لم تردّ بشكل متهور على الهجوم الإيراني، وتطرقت إلى الردّ الذي قامت به إسلام أباد على الهند في بالكوت عام 2019، مؤكدة أن باكستان جيدة فيما يخص "الردّ". وبيّنت المصادر أن كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة للردّ على الهجوم الإيراني.
وشددت المصادر على أن باكستان تدرك الوضع الإقليمي، وأن إيران تريد البقاء على الأجندة، في وقت لا تستطيع فيه تقديم مساهمة كبيرة في إنهاء الأزمة بقطاع غزة.
وتأسست جماعة "جيش العدل" عام 2012 في منطقة سيستان وبلوشستان، وقائدها هو عبد الرحیم ملازاده، الذي يصدر بياناته باسم "صلاح الدین فاروقي"، وهو من مواليد 1979 بمدينة راسك التابعة لإقليم بلوشستان.
وتدرج طهران هذه الجماعة على قائمة الإرهاب، وهي تقول إنها تدافع عن حقوق البلوش وأهل السنَّة في إيران.
واتهمت وسائل إعلام إيرانية "جيش العدل" بشن هجوم مسلّح، منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على مقر للشرطة في مدينة راسك بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، ما أودى بحياة 11 عنصراً من الشرطة.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)