تحاول إسرائيل، من خلال جهود مختلفة، إيصال موجات راديو "إيه إم" إلى داخل أنفاق قطاع غزة، في خطوة تأمل من خلالها طمأنة المحتجزين الاسرائيليين داخل أنفاق غزة في حال استطاعوا سماع الراديو أو التلفاز.
وبعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على نفق تابع لحركة حماس في شمال قطاع غزة، دخلت مجموعة من الجنود إلى النفق وفي أيديهم بعض المعدات الغريبة: أجهزة راديو عتيقة الطراز ذات قرص لتحريك المؤشر على المحطات، بحسب "رويترز".
وكانت مهمة الفرقة، حينها، تتركز في النزول حتى تصبح الأجهزة غير قادرة على استقبال إشارات راديو من إسرائيل، من أجل تحديد المسافة التي يمكن لموجات القنوات الإسرائيلية الوصول إليها، ووجدوا أنها تتراوح بين 10 و12 متراً تحت الأرض.
وأجريت التجربة في الرابع من يناير/ كانون الثاني الجاري بناءً على طلب من وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو قرعي، الذي كان قد سعى إلى توسيع وصول موجات راديو الجيش الإسرائيلي، الذي يبث على الموجات القصيرة (إف إم)، لتصبح برامجه على موجات متوسطة (إيه إم).
وتعني عملية توسيع وصول موجات راديو الجيش الإسرائيلي أنه في حال سُمح للمحتجزين في غزة الاستماع إلى أجهزة راديو ترانزستور، فقد يستطيعون سماع رسائل عائلاتهم عبر الراديو.
وقال قرعي، في حديثه مع وكالة "رويترز": "خطر لي فجأة أن بعض هؤلاء الرهائن ربما كان بوسعهم الوصول إلى أجهزة الراديو الترانزستور (...)، إذا كانت لديهم الوسائل لسماع أصوات عائلاتهم، فستكون لذلك قيمة كبيرة من حيث الروح المعنوية (...) ولأقاربهم أيضاً".
ومن المرجح أن تحتاج هذه الفكرة إلى موافقة حركة حماس، وهو خيار يأمل المبادرون أن يُوافَق عليه.
أجهزة تلفزيون وراديو في أنفاق غزة
ومن بين عشرات المحتجزين الذين أطلق سراحهم في صفقة التبادل الأخيرة بين جيش الاحتلال وحركة حماس، قال عدد من الإسرائيليين إنّ عناصر حركة حماس سمحوا لهم بوصول محدود إلى أجهزة التلفزيون أو الراديو.
وكانت إحدى المحتجزات المفرج عنهن قد علمت من الراديو أن زوجها وابنتها، اللذين انفصلت عنهما بعد هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما زالا على قيد الحياة.
ورداً على سؤال حول مبادرة راديو الجيش، قالت المحتجزة السابقة نيلي مارجاليت، في حديثها مع وكالة "رويترز"، إنّ جزءاً من فترة أسرها قضته على عمق 40 متراً تحت الأرض.
وقال دان أوشي، وهو جندي سابق في قوات البحرية الأميركية ومنسق الأسرى السابق للقوات الأميركية في العراق، إنه على الرغم من أنه يوافق تماماً على مبادرة "راديو إيه إم"، لكنه يرى فرصة ضئيلة لتعاون حماس، بينما تواصل إسرائيل عمليات البحث والإنقاذ في غزة.
من جهته، قال وزير الاتصالات الإسرائيلي إنّه يعلم أنه ليس بوسع إسرائيل أو حماس تتبع الاستقبال السلبي لموجات "إيه إم"، ومن هنا جاء الإذن للقوات في غزة باستخدام أجهزة الراديو الترانزستور.
وأكدت أستاذة علم النفس السريري في الجامعة العبرية في القدس روث بات هورينشيك أنه في حال "شعرت حركة حماس أن هذا سيضعف سيطرتها على الأسرى، فإنها ستمنعهم من الاستماع".
ويحظى تحول راديو الجيش إلى موجات (إيه إم) بدعم من هيئة إدارة الطوارئ التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية، وأكبر شركة اتصالات في إسرائيل (بيزك)، وتقوم المحطة بتسجيل الرسائل مسبقاً من قبل عائلات المحتجزين لبثها عدة مرات خلال اليوم.
(رويترز، العربي الجديد)