شارك السنغافوريون في المسيرات المتضامنة مع فلسطينيي قطاع غزة، ضد العدوان الإسرائيلي في أماكن عدة حول العالم، لكن سنغافورة تفرض قيوداً داخلية على الاحتجاج، ما جعل الشعب يبدع طرقاً بديلة للتضامن.
وبالنسبة للسنغافوريين، فإن التنفيس المتمثل في رفع اللافتات، والصراخ من أجل التغيير، ورفع العلم الفلسطيني، هو شيء لا يمكنهم تجربته إلا في الخارج. وتظهر التعليقات عبر الإنترنت رغبة عميقة لدى السنغافوريين لفعل المزيد من أجل القضية التي يؤمنون بها.
وأشارت الممثلة والإعلامية السنغافورية، نور العيني، على "إنستغرام"، إلى أنها خصصت وقتاً لحضور تجمع حاشد متضامن مع فلسطين أثناء إجازتها في لندن. كما شوهد سنغافوريون في مسيرات مؤيدة لفلسطين في ملبورن.
" data-instgrm-version="14" style=" background:#FFF; border:0; border-radius:3px; box-shadow:0 0 1px 0 rgba(0,0,0,0.5),0 1px 10px 0 rgba(0,0,0,0.15); margin: 1px; max-width:540px; min-width:326px; padding:0; width:99.375%; width:-webkit-calc(100% - 2px); width:calc(100% - 2px);"> View this post on Instagram
لكن القيام بنفس الشيء في سنغافورة من شأنه أن يوقعهم في مشاكل مع القانون، كما يورد موقع "رايس"، ويوضح أن سلطات سنغافورة منعت التجمعات العامة حول العدوان الحالي بسبب مخاوف أمنية.
هذا يعني أنه لا يمكن في سنغافورة رفع علم دولة الاحتلال الإسرائيلي، أو فلسطين، أمام العموم، لكن هذا لا يعني أن شعب سنغافورة لا يستطيع التحدث عن القضية على الإطلاق. لكن هذا لا يعني أن شعب سنغافورة لا يستطيع التحدث عن القضية على الإطلاق.
سلطات سنغافورة تمنع الاحتجاج
تقتصر أي احتجاجات أو تجمعات في سنغافورة على ركن المتحدثين في مكان مخصّص، وتتطلب الحصول على تصريح من الشرطة. وفي عام 2014، حضر المئات لإظهار الدعم لفلسطينيي غزة في حدث أقامته منظمة من سنغافورة إلى فلسطين. ولكن هذه المرة، اعتُبرت المسيرات حول العدوان الإسرائيلي على غزة حسّاسة. ويرجع ذلك إلى "مخاوف حقيقية تتعلق بالسلامة العامة والأمن"، حسب ما ذكر وزير الدولة للشؤون الداخلية والتنمية الوطنية، فيصل إبراهيم، في البرلمان.
سنغافورة تبتكر طرقاً للتجمع والتبرّع
تؤكد أودري يانغ، وهي مواطنة سنغافورية شاركت في احتجاجات تضامنية مع فلسطين خارج البلاد، على أن الاحتجاجات في الشوارع هي مجرد وسيلة واحدة للتضامن مع فلسطين.
وتضيف أن هناك طرقاً أخرى للمشاركة، مثل شراء شرائح إلكترونية لمساعدة فلسطينيي غزة على البقاء على اتصال، والتعبير عن المخاوف للقادة المنتخبين، والمشاركة في المقاطعة، وإبقاء القصص الفلسطينية حية.
بدورها، تعمل منظمة Humankind SG على بيع سلع مزخرفة بالبطيخ لجمع الأموال من أجل المساعدات الإنسانية لفلسطين. ويجتمع أعضاء المجموعة بانتظام للقيام بأنشطة، مثل ورش عمل تخمير مشروب تيه طارق، حيث يمكن مناقشة القضية الفلسطينية بطريقة لا تخالف القانون.
وتعهدت شركة Moom Health الناشئة المحلية في مجال الصحة، بالتبرع بنسبة 10 في المائة من إجمالي أرباحها لمنظمة أطباء بلا حدود. ويتبرع مهرجان سنغافورة السينمائي الفلسطيني، الذي استمر من 12 إلى 21 يناير/كانون الثاني، بجميع عائداته إلى الصليب الأحمر السنغافوري. وقالت صاحبة فكرة إقامة المهرجان، زاريس أزيرا (30 عاما)، إن دافعها الرئيسي هو منح السنغافوريين منفذاً للتعبير عن دعمهم للقضية.
وتقدمت أزيرا سابقاً بطلب لتنظيم مسيرة ولكنها رُفضت. ثم لاحظت أن هناك مهرجان إسرائيل السينمائي الذي يقام من 20 إلى 22 أكتوبر/تشرين الأول، ثم فكرّت "إذا سُمح بذلك، فمن المؤكد أنه سيُسمح بإقامة مهرجان سينمائي فلسطيني".
تقول أزيرا: "حتى لو لم نتمكن من الاحتجاج أو تنظيم المسيرات، كنا نعلم أن السنغافوريين بحاجة إلى طريقة ما للتجمع لإظهار تضامننا مع الفلسطينيين". وقُدّر حضور المهرجان بنحو 4500 شخص، وقد جمع أكثر من 50 ألف دولار. وكانت هذه طريقة مبتكرة لتفادي العراقيل القانونية تجاه التجمع من أجل فلسطين، إذ لا يوجد أي شيء غير قانوني في تنظيم مهرجان سينمائي، حتى لو كان يتناول قضايا حسّاسة.
تقول أزيرا إنه على الرغم من أن القضية يمكن أن تكون حسّاسة، فمن الممكن إجراء نقاشات مدروسة حولها، إذ "لا توجد قوانين تمنع التحدث عن هذه المواضيع، ولا أعتقد أننا يجب أن نقيد أنفسنا من دون داعٍ".