حارس موريتانيا محبط هجومات الجزائر.. من لاعب وسط إلى "سد منيع"

آخر تحديث 2024-01-24 21:30:04 - المصدر: العربي الجديد

لعب حارس منتخب موريتانيا، بابكر نياس (27 عاماً)، دوراً كبيراً في تأهل منتخب بلاده إلى ثمن النهائي في كأس أمم أفريقيا التي تدور في ساحل العاج، وساهم في دخول منتخب بلاده التاريخ، بأول انتصار في البطولة بعد 8 مباريات حصد خلالها 6 هزائم وتعادلين، وذلك بعد أن تألق أمام هجوم منتخب الجزائر بقيادة بغداد بونجاح وحرمه من التسجيل.

ولم يكن تألق الحارس نياس مقتصراً على المباراة الثالثة، بل إنه جلب الاهتمام منذ المباراة الأولى بفضل تصدياته وكذلك طوله الفارع (1.96 متراً) الذي يجعل منه حارساً عملاقاً، و"سداً منيعاً" تتحطم عليه هجومات المنافسين في المسابقة، وهو من بين نجوم البطولة إلى حدّ الآن، ورقم مميز في المشاركة الثالثة لموريتانيا بالبطولة القارية.

وكان نياس قد تألق بشكل لافت في اللقاء الثالث مُحققاً "كلين شيت" تاريخياً يعكس المجهود الذي يقوم به في كل المباريات، حيث وصفه مدرب الحراس في منتخب "المرابطين" وهو التونسي إلياس المزوغي بكونه مجتهداً، في التدريبات وقال عنه لـ"العربي الجديد": "منذ أن تمت دعوته إلى المنتخب الموريتاني، أظهر أنه الأفضل، وبالفعل أصبح الحارس الأول عن جدارة واستحقاق، يبذل مجهوداً كبيراً خلال التدريبات حتى يحافظ على مستواه، وهو حارس يتميز بالانضباط الكبير، ويحاول تطوير نفسه بشكل متواصل، وما يقدمه من مستوى في التدريبات أو المباريات يُثبت أنه قادر على اللعب في أي فريق كبير".

ولا يشارك الحارس الموريتاني بشكل متواصل مع فريقه غانغون الذي يُنافس في الدرجة الفرنسية الثانية، وهو ما يجعل عمل مدرب الحراس مضاعفاً من أجل مساعدته على تطوير مستواه وتعويض هذا النقص، وهنا يقول المزوغي: "يستحق نياس وضعاً أفضل مع فريقه الفرنسي، ولكنّه يتعرّض إلى الظلم مع ناديه بما أنه لا يشارك بانتظام في هذا الموسم، رغم كل ما يملكه من قدرات، وهذا الوضع جعلنا نضاعف المجهودات من أجل تعويض النقص الذي يعاني منه على مستوى عدد المباريات ليكون جاهزاً لرفع التحدي، وكذلك نقوم بمساعدته من الناحية الذهنية ولحسن الحظ فهو يملك شخصية قوية، ساعدتنا على العمل والنجاح، لأنه يتجاوب مع التدريبات بشكل كبير وانضباطه يساعده على تطبيق كل البرامج المتفق عليها سلفاً".

من لاعب وسط إلى حارس

ورغم طول قامته، الذي يرشحه ليكون نجماً في رياضة كرة السلة، فإن حارس منتخب موريتانيا لم يُمارس غير كرة القدم، وهو ما جعله يحسن التعامل مع الكرة عندما يمررها له رفاقه، ويقول المزوغي عن ذلك لـ"العربي الجديد": "نقوم بمجهود كبير من أجل تطوير كل قدراته وهي مهامنا الأساسية، وساعدنا في ذلك أنه يعمل باجتهاد، كما أنه كان لاعب وسط ميدان في بداية مسيرته، ولهذا لا يجد صعوبة في التعامل مع الكرات برجله".

وستعتمد موريتانيا على براعة حارسها من أجل التألق في البطولة، والتقدم أكثر في هذه المشاركة التاريخية، معتمدة على قوة المجموعة ولكن أيضاً على حارس عملاق يُحبط هجومات أقوى المنتخبات إلى حدّ الآن، وهو قادر على فعل الكثير في المستقبل.