نواب ومختصون: لقاءات رئيس الوزراء في هولندا وألمانيا ثبتت رغبة العراق بإنهاء مهمة التحالف الدولي

آخر تحديث 2024-02-17 19:06:01 - المصدر: واع

بغداد – واع
في توقيت مهم، يندرج ضمن مساعي الحكومة للانتقال بالعلاقات مع الدول المنضوية في التحالف الدولي من الجانب العسكري والأمني إلى توسيع مديات التعاون الاستثماري والاقتصادي، جاءت زيارتا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى هولندا وألمانيا وفيما أكد مسؤولون وجود تفهم دولي لرغبة العراق بإنهاء تواجد التحالف، أكد نواب دعمهم للحراك الحكومي الهادف لتوسيع العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، فيما رأى اقتصاديون أن هنالك مقومات تساعد على تحقيق هذا الهدف لما تمتلكه بلاد الرافدين من فرص استثمارية واعدة في مجالات الصناعة والزراعة.

22 لقاءً في ميونخ تشدد على الانتقال للشراكات الإستراتيجية

وأكد مدير المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء ربيع نادر في تدوينة على موقع ( X ) وتابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "رئيس الوزراء عقد أكثر من 22 لقاءً واجتماعا في ميونخ خلال يومين فقط، والخطاب العراقي كان صريحا في قضايا السيادة والأمن والشراكات الاقتصادية الجادة".
وأضاف، "كان هناك تفهم دولي كبير لرغبة العراق في الانتقال بالعلاقة مع دول التحالف الدولي من الأمن الى الشراكات الإستراتيجية وفي مجالات مختلفة، وكانت الرسائل واضحة بأن أمن العراق ضرورة لأمن المنطقة، وأن العراق المستقر مصلحة الجميع وهو منطقة التقاء ويرفض أن يكون ساحة لتصفية الحسابات".

جدولة انسحاب التحالف وتوسيع التعاون الاقتصادي

وقال مستشار رئيس الوزراء للشؤون السياسية سبهان الملا جياد في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "زيارتي رئيس الوزراء لهولندا ومن ثم ألمانيا العضوتين في التحالف الدولي ضد داعش تكتسبان أهمية خاصة أنها تندرج ضمن حراك الحكومة للانتقال بالعلاقة مع التحالف الدولي من الحالة العسكرية لعلاقات التعاون الثنائي في مجالات السياسة والاقتصاد ضمن مرحلة انتقالية تستغل العلاقات مع الدول الصديقة لتوسيع أطر العلاقات في شتى المجالات".
وأضاف، أن "موقف الحكومة يؤكد أن القوات العراقية قادرة على أداء مهامها كاملة في ظل انحسار خطر الإرهاب وأنها لم تعد بحاجة لمعونة عسكرية من أي جهة وبينها التحالف الدولي وعلى أساس ذلك تريد الحكومة جدولة لانسحاب التحالف يتزامن معها توسيع في أطر التعاون مع الدول المنضوية فيه بعيدة عن الجانب الأمني والعسكري".

ترحيب نيابي بحراك الحكومة

ورحب نواب بالحراك الحكومي الدبلوماسي والذي ترجم إلى لقاءات مع ملوك وزعماء دول لرئيس الوزراء خلال زيارته إلى هولندا ومشاركته في قمة ميونخ للأمن.
وقال النائب حسين عرب لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "زيارة رئيس الوزراء إلى هولندا إستراتيجية ومهمة على المدى البعيد خصوصاً وأن هولندا تمتلك الكثير من الخبرات في الزراعة والمياه والعراق بحاجة إلى هذه الخبرات في تقنين استخدام المياه وإدخال تقنيات حديثة في الزراعة والري".
وأضاف، أن "الزيارة تعد عامل طمأنة للشركات الأوروبية الكبرى باعتبار أن أعلى سلطة تنفيذية يقوم بزيارة تعبر عن رغبة و جدية الحكومة بتطوير القطاعات الزراعية والاقتصادية في العراق".
ثمار نافعة للعراق

بدوره قال النائب حسين حبيب لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "زيارات رئيس الوزراء الخارجية تسهم بتعزيز مكانة العراق في المجتمع الدولي، وتمتين العلاقات الثنائية مع بلدان وشعوب العالم والمبنية على أساس المنفعة المتبادلة. 
وأضاف، أن "الملفات التي يبحثها رئيس الوزراء في زيارته إلى هولندا يمكن أن تأتي "بثمار نافعة" للعراق خصوصاً وأن أجندة الزيارة ذات أهمية خاصة.
وتابع، أن "العراق أصبح ميداناً واعداً وفيه كل مقومات النهوض، وشعبه تواق إلى التطور والتقدم ونحن ندعم الانفتاح والسعي الحكومي إلى ترسيخ الشراكات المهمة في مختلف المجالات التنموية".
وأشار، إلى أن "الزيارات الخارجية تسهم بإلغاء دور الشركات الوسيطة بين العراق والشركات الكبرى وهي تعتبر مهمة وذات أثر فاعل على إنجاز المشاريع وتوفير بيئة استثمارية خصبة وعامل جذب للشركات العالمية.

استثمار علاقات التعاون لتنويع الاقتصاد

وأكد الخبير الاقتصادي صفوان قصي في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "زيارات رئيس الوزراء للدول الأوروبية يمكن القول إنها تصب بمصلحة توسيع علاقات التعاون الاقتصادي والانفتاح على الدول التي تمتلك شركات ومستثمرين قادرين على تنفيذ استثمارات واعدة في العراق خاصة وأن الموازنة الثلاثية وفرت ضمانات سيادية للمستثمرين تشجعهم على الدخول للعراق".
وأضاف، أن "العراق تتوفر فيه فرص مهمة في مجال الصناعات المستدامة كالكبريت والأسمنت والفوسفات ولا توجد فرص ذات ضمانات كالموجودة في العراق وهو أيضاً بحاجة لتوسيع علاقات التعاون الاقتصادي لتحقيق التنويع المنشود في الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط في وارداته".
وتابع، أن "الشركات الهولندية لها خبرة في مجال الاستثمار الزراعي ودعم هذا القطاع بالتكنولوجيا الحديثة، إذ يتوفر في العراق 48 مليون دونم صالح للزراعة والمستغل لا يتجاوز الـ 5 مليون، هذه الاستثمارات بالإمكان أن ترشد استخدام المياه وترفع إنتاجية الدونم الواحد ولهولندا خبرة واسعة بهذا المجال".

بدوره، أشار المحلل السياسي جمعة العطواني في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إلى إن "هنالك إصرارا من رئيس الوزراء على توسيع علاقات العراق وتحسينها مع الدول الشقيقة والصديقة وهو الهدف الذي ترسمه زياراته وجولاته المتكررة، كذلك فهو يركز على أهمية إنهاء تواجد التحالف الدولي في العراق لكن دون إحداث قطيعة مع الدول المنضوية فيه، إذ لا بأس من استمرار الدعم في جوانب التدريب والتسليح لكن دون تواجد عسكري على الأرض العراقية".
وأضاف، أن "العلاقات مع الدول الصديقة لا يحكمها فقط الجانب الأمني، و أرض العراق واعدة بالفرص الاستثمارية في مجالات الصناعة والزراعة وكذلك هنالك فرص كبيرة للتعاون الاقتصادي والتجاري".