العراق وسيطاً مؤثراً لخفض توترات المنطقة

آخر تحديث 2024-04-21 00:36:07 - المصدر: جريدة الصباح

بغداد: هدى العزاوي

خلال لقائه بممثلي المراكز البحثية الخاصة بالعراق والمنطقة في العاصمة الأميركية واشنطن، شدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على أن العراق عمل كثيراً من أجل منع اتساع الصراع، وحذّر من أنّ استمرار القتل الممنهج للمدنيين سيؤدي للعنف والتطرف، مؤكداً بذل الجهود للحدّ من التصعيد.
ويرى رئيس «مركز الشرق للدراسات الستراتيجية والمعلومات» علي مهدي الأعرجي، في حديث لـ»الصباح»، أن «السوداني يحاول الخروج بالعراق من مستنقع الصراع العالمي المختزل بين إيران وأميركا، والذهاب بالعراق إلى جادة آمنة. لأنه يدرك أن أي ساحة صراع أو قتال ستتخذ من الأرض العراقية مسرحاً لها وهنا سنكون طرفاً أولياً أساسياً في الصراع».
وأضاف، أنه «في الحقيقة أجد هذا الملف يتصدر جميع الملفات المحمولة في حقيبة السوداني والتي تتناول المشكلات العالقة بين أميركا والعراق بشأن الصراع الداخلي والصراع الدولي»، ورأى الأعرجي أنه «يمكن القول إنه يحسب للسوداني أن يلعب دور الوساطة لما لها من أهمية بالغة في هذه الأوقات الحرجة والتي بدورها تعيد المكانة العراقية الريادية في المنطقة»، وتابع: «ليس من السهل أن يكون هناك صوت يتصدّر ويعتلي جميع المنصات الدولية بدور قيادي فاعل بين أشرس وأعرق أطراف متصارعة في المنطقة».
وأشار، إلى أنه «حين يتحدث السوداني في واشنطن بشأن الاتفاق على وقف التصعيد، فإن ذلك لا يأتي من مجال عابر أو تصريح إنشائي بقدر ما هو يؤكد على أن الأمر تمت تسويته بشكل فعلي مع الجانب الإيراني من قبله وكذلك مع الجانب الإسرائيلي من قبل أميركا».
وبيّن الأعرجي، أن «هذا لا يقف على دور الفاعل العام بل يشير إلى أهمية العراق لدى جميع الأطراف وأهمية العراق بشكل خاص لدى أميركا التي تحاول أن ترفع العراق إلى مستوى الدول الكبرى المتحكمة في المشهد الدولي»، وأضاف «أجدها خطوة كبيرة تجنّب المنطقة الويلات وتحقن الدماء وتمنع الخراب، وتفتح أبواباً جديدة نحو عراق قوي بسياسة دولية متزنة تمسك العصا من الوسط مع الجميع».
من جانبه، قال الباحث في الشأن السياسي، واثق الجابري، في حديث لـ»الصباح»: «لا شك أن العراق أسهم بشكل كبير بخفض التوترات وسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الدول الإقليمية، وبالتالي حل الخلافات إقليمياً وبناء علاقات متوازنة دولياً ووفق الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية».
وأضاف، أنه «بذلك كان للعراق - ممثلاً برئيس الوزراء محمد شياع السوداني وحديثه في واشنطن - موقف ثابت من القضية الفلسطينية، وكذلك طرح الهواجس من تصاعد التواترات في المنطقة والردود المتبادلة، وبذلك يكون حل القضية الفلسطينية والإيقاف الفوري للحرب على غزة هو مفتاح الحلول لمنع هذه التوترات، ثم إلزام المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية بأداء دورها بتطبيق القوانين التي تفرض على الدول الالتزام بها وأهم تلك القوانين التي كانت تنصف القضية الفلسطينية - ولم يلتزم بها الكيان الصهيوني - لذلك يحذّر العراق من الانخراط في التصعيد وأن تأخذ الدول مسؤوليتها بحل النزاعات».