بغداد: هدى العزاوي
من المرتقب أن يزور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، غداً الأحد، المملكة العربية السعودية للمشاركة في (الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي) الذي يعقد بالرياض بمشاركة عشرات من رؤوساء الدولة و700 من كبار قادة السياسية والاقتصاد في العالم.
وبشأن أهمية الزيارة، أبدى خبراء ومحللون سياسيون دعمهم ومساندتهم للخطوات التي يجريها رئيس الوزراء على مستوى العلاقات الخارجية،
وقال الكاتب والصحفي، الدكتور مجاشع التميمي، في حديث لـ"الصباح": إن "الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في (الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي) يومي 28 و29 من الشهر الجاري، من الأهمية بمكان، وذلك لتقديم شرح مهم لرؤية العراق وشرح تطور الأوضاع فيه خاصة في القضايا الاقتصادية الاستثمارية في القطاعات المختلفة وشرح خطط الحكومة العراقية في قضايا مهمة ومحددة وفي مقدمتها مشروع (طريق التنمية) بعد أن أبرمت كلا من تركيا والعراق وقطر والإمارات مذكرة تفاهم رباعية للتعاون بشأن هذا المشروع".
وأضاف، أنه "وبالنظر لقوة المملكة العربية السعودية في الجوانب الاقتصادية والسياسية؛ فإن رئيس الوزراء يرغب بدخول الرياض كطرف مهم أيضاً في مشروع (طريق التنمية)، فضلاً عن رغبة العراق بدخول السعودية بمشاريع الطاقة وخاصة الكهرباء والغاز والصناعات الأخرى والبناء، لبراعة شركات المملكة في السنوات الأخيرة في العديد من المجالات".
ورأى التميمي، أن "العلاقات بين البلدين في تطور مستمر خاصة بعد فتح منفذ جديدة عرعر البري، ومعاودة النقل الجوي ضمن جداول الرحلات اليومية لأهداف الدفع بالحركة التجارية الجوية،كما أن السوداني يدرك أهمية المملكة الاقتصادية، لذلك دفع إلى الاستمرار في عقد اتفاقيات متعددة الأهداف المتجددة".
من جانبه، قال رئيس مركز "الشرق للدراسات الستراتيجية والمعلومات" علي مهدي الأعرجي، في حديث لـ"الصباح": إن "رئيس الوزراء يعمل بخطوات متزنة في اتجاه رسم خطى ستراتيجية مستقبلية للعراق، فمشروع (طريق التنمية) وربط العراق مع دول الجوار له فوائد كثيرة أهمها كسر جانب العزلة التي يعاني منها البلد على مدى أكثر من نصف قرن، كذلك فأن استقرار الجانب الأمني مهم جداً للعراق، حيث ستعمل جميع الدول على حماية مصالحها في البلد، أي أنها ستلعب دور المتابع والمراقب الأمني في المنطقة".
ورأى الأعرجي، أنه "يمكن لنا القول أن السوداني يعمل بحرفية على مستوى بعيد الأمد، ولربما لن نشعر بهذه التغيرات في الوقت الراهن لكن في السنوات الخمسة المقبلة ستجعل من عجلة الاستقرار الاقتصادي على طريق متزن".
وأضاف، "أننا اليوم نفتقر إلى مشاريع الطاقة ونفتقر إلى الصناعات بشكل كبير، حيث تحوّل العراق إلى بلد مستهلك وسوق إلى نفايات الصناعات العالمية"،
وأكد "أعتقد أنه في المرحلة المقبلة سيتحول العراق إلى بلد مصدّر، وسوق عالمية للصناعات النفطية والبتروكيمياوية، وسنغادر النهج الريعي بالتحول إلى بلد صناعي حيوي متزعم في طريق الصناعة والتجارة العالمية حيث الربط بين الشرق والغرب وبين قارتي آسيا وأفريقيا".
واستدرك الأعرجي بالقول: إنه "بالتأكيد لن يكن الطريق معبّداً أمام السوداني ولن يتسم بالهدوء، لأن هناك قوى سياسية داخلية تحارب وتصارع أي تحرك قوي يمكن أن يحسب إلى أي جهة سياسية دون أخرى، ولا يخفى على الجميع أن رصيد السوداني الداخلي مرتفع جداً وكذلك الرصيد الخارجي بعد زيارته إلى أميركا وتعهد بايدن له بإنهاء الأزمة بين إيران وإسرائيل".
وختم قائلاً: إن "ما أود أن أشير إليه في المجمل أن السوداني يعمل وفق منظومة علمية مستقبلية تهدف إلى نقل الواقع العراقي إلى جادة مختلفة، ولا أقول أن كل شيء يتسم بالرصانة والاتزان المطلق فهناك بعض الهوامش التي لم يتضح لنا مفهومها إلا أنها بالمجمل خطوات ناجحة". تحرير: محمد الأنصاري