فتوى الجهاد الكفائي.. شجاعة العراقيين تسطر البطولات الخالدة وتخط ملحمة النصر

آخر تحديث 2024-06-12 19:42:02 - المصدر: واع

بغداد - واع - نصار الحاج - حيدر فرمان - عباس الرحيمي
عقد من الزمن مر على فتوى الجهاد الكفائي، عشر سنوات لم ينس فيها العراقيون تلك اللحظات العصيبة التي مرت بها البلاد، بعد أن احتلت عصابات الموت السوداء جزءاً من أرض الحضارات، واستباحت قدسية هذا الوطن بعد أن عاثت فسادا وقتلا، سنوات لم تمح من ذاكرة الوطن بسبب بشاعتها، ولولا تلك الفتوى العظيمة التي أطلقها المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني لما تغيرت معايير المعركة وما كان لمعطيات الحرب أن تتحول بدرجة أذهلت العالم، بعد أن رسم أبناء الوطن ملحمة بطولية قل نظيرها.
فتوى وضعت أسسا جديدة لقواعد القتال بعد أن توحدت القوات المسلحة مع الحشد الشعبي تحت راية واحدة اسمها العراق، لتُسطر ملحمة ستبقى خالدة في ضمير الوطن.
وفي الذكرى العاشرة لإطلاق فتوى الجهاد الكفائي تستذكر وكالة الأنباء العراقية (واع) هذه الفتوى العظيمة ودورها في صناعة النصر على عصابات داعش الارهابية.

تأييد شعبي كبير

وتقول عضو مجلس النواب عن كتلة الصادقون النيابية زينب جمعة الموسوي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "فتوى الجهاد الكفائي ساهمت بشكل مباشر في تعزيز الأمن وخلق بيئة اجتماعية داعمة للقوات الأمنية العراقية وتحقيق الاستقرار وتعزيز القوات الوطنية وتوفير الدعم والإسناد والمعدات الضرورية لها"، لافتة، إلى أن "الفتوى وضعت القيادات السياسية في العراق أمام مسؤولية وطنية وشرعية كبيرة ووحدت الموقف وأعطت دعما وقوة للقوات المسلحة العراقي في الصمود والثبات".
وأضافت، أن "فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها السيد السيستاني حظيت بتأييد رسمي وشعبي وإقليمي ودولي".
بدوره، أكد عضو مجلس النواب النائب مصطفى الكرعاوي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "فتوى الجهاد الكفائي كان دورها كبيرا في الحفاظ على سيادة واستقرار البلد وتحريره من الاحتلال الداعشي، وأعطت دروساً وعبراً وصورة واضحة عن حقيقة المجاهد والمواطن العراقي الذي يدافع عن بلده"، مشيرا، إلى أن "فتوى السيد السيستاني ساهمت في تشجيع المواطنين على تقديم كل ما هو غال وثمين وكانت الحافز للشباب المجاهد للانخراط في الحشد الشعبي وبمساندة القوات الأمنية في محاربة الإرهاب".


فتوى سطرت ملاحم بطولية

من جانبه، يقول قائد فرقة العباس القتالية الشيخ ميثم الزيدي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "المنجزات العسكرية والأمنية المتحققة إثر الفتوى من المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني عام 2014 جاءت نتيجة ملاحم بطولية محت بعدها صورة الانتكاسة التي حصلت عندما احتلت الجماعات الإرهابية أجزاء من البلد وكان من الضروري استنهاض الشعب العراقي؛ لأن التحدي كان كبيراً، ولذلك كان هناك صوت يثق به العراقيون وهو صوت المرجعية والتي حولت التحدي إلى فرصة استثمرتها القوات المسلحة في دحر الجماعات الإرهابية والوصول إلى مساحات واسعة وكبيرة لم تصلها من قبل".
وأضاف، أن "هذه الفتوى المباركة والملحمة الكبيرة بين العراقيين والمنجز ما كان ليتحقق لولا تضافر الجهود لكل الأجهزة الأمنية ولكل أطياف الشعب العراقي التي استنهضها نداء المرجعية سواء من الشباب أو كبار السن وحتى النساء كان لهن الدور الكبير في تقديم الدعم اللوجستي وحتى الواجبات الإنسانية والنفسية الكثير من النساء دفعت أولادها للدفاع من البلد العزيز".
وشدد، على أن "أبناء العراق مستمرون بالدفاع عن البلد وتطوير القابليات الأمنية في سبيل أن تكون بمستوى التحديات التي تشهدها المنطقة برمتها".
بدوره، قال رئيس قسم مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات في العتبة العباسية المقدسة، أحمد صادق حسن لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "ما حصل في العراق بالعام 2014 وسقوط عدد من المحافظات العراقية بيد العصابات الإرهابية أحدث وضعاً صعباً للغاية وجاءت فتوى الجهاد الكفائي لتحيي وتستنهض الهمم بعد أن وصل العراق على شفير الهاوية، حيث رصت صفوف الشعب ولمّت شمله وأعادت هيكلة المجتمع بشكل عام ونجحت نجاحا باهرا في هذا الأمر".
وأضاف، "اليوم عند النظر إلى التوصيات التي أطلقتها المرجعية لا سيما بعد عمليات التحرير نرى أنها نصت على احتضان الأسرى وأبناء المناطق المحررة وكيفية التعامل معهم ومع الأطفال الذين ولدوا بعد دخول داعش إلى تلك المناطق"، منبها، أن "الفتوى، حققت بهذا الجانب نجاحا كبيرا، وهذا دليل على وجود انقلاب فكري داخل المجتمع".

مساعدات اغاثية

ونبه، أن "المرجعية قدمت عبر معتمديها البالغ عددهم نحو 400 معتمد بمختلف المحافظات مساعدات إغاثية، وأسبوعياً تتم زيارة جبهات القتال ومحطات اللاجئين والنازحين، إلى جانب استقبال نحو 14 ألف أسرة في محافظة كربلاء المقدسة".
وبين، أنه "لولا الفتوى لسقطت العملية السياسية برمتها وقد كانت توجيهات السيد السيستاني تصب في عدم التجاوز على دستور الدولة وقوانينها"، مشددا، على أن "العراق اليوم أصبح له مكانة مهمة وصوت مسموع واتضح أن المواطن العراقي لديه ولاء مطلق للوطن وهذه رسالة مهمة حرصت المرجعية على إيصالها للجميع".

أسر الشهداء

ولفت، إلى أن "السيد السيستاني، أوصى بأُسر الشهداء، إذ إن من بين الأعمال التي حققتها المرجعية بناء ما يقارب الـ1000 منزل لأسر الشهداء من قبل لجنة إسكان أسر الشهداء، فضلا عن الأعمال التي تؤديها العتبات ومنها العباسية ومؤسسة العين لرعاية أبناء الشهداء وتوفير المستلزمات الضرورية لعلاجهم".

توثيق الأحداث 

وأشار، إلى أن "العتبة العباسية افتتحت مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات، بالإضافة إلى أنه بعد بداية المعارك وصدور الفتوى بسبعة أشهر كان هناك مهرجان فتوى الدفاع المقدسة في العتبة العباسية بالعام 2015، وصدرت توصيات المرجعية بكتابة التاريخ وعدم السماح بضياعه"، مبينا، أن "موسوعة الدفاع المقدس، وثقت محطات مهمة من تاريخ العراق لكي تطلع عليها الأجيال القادمة".
من جانبه، أكد أستاذ الحوزة العلمية في النجف الأشرف باسم الموسوي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "الأحداث التي نمر بها هي دليل واضح على أهمية وجود المرجعية الدينية العليا في أوساطنا وعموم الحوادث التي تقع بنا، فقد بينت بموقفها الواضح وفتواها الصريحة مدى أهمية هذا القرار، ومدى تأثيره في الواقع العراقي، بعد أن حددت وشخصت العدو الحقيقي".
وأضاف، أن "الفتوى شاهدة على تغير البوصلة تغيرا كبيرا وملحوظا، وأن "هذه المرحلة قد أظهرت للجميع أن المرجعية الدينية ومؤسسة الحوزة العلمية لها الدور الأول والبارز لإنقاذ ما يجري في العراق".

دماء الشهداء دحرت الإرهاب 

بدوره، يقول مدير مدير هيئة الحشد الشعبي في النجف الأشرف قاسم الخاقاني في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع): "نعيش الذكرى السنوية العاشرة لانطلاق فتوى الجهاء الكفائي التي انبثقت من المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف بعد أن استشعرت الخطر الذي ألمَّ في هذا البلد و لبى المجاهدون الأبطال والغيورون من شباب الوطن بكل أطيافهم النداء الذي أطلقته المرجعية واستجابوا لهذه الفتوى المباركة التي انطلقت على إثرها جحافل المؤمنين إلى ساحات القتال لتحرير الأراضي التي اغتصبتها عصابات داعش الإرهابية".
وأضاف، أن "هؤلاء الغيارى لبوا النداء انطلاقا من إيمانهم وعقيدتهم ليقفوا صفاً واحدا بمختلف عناوينهم ويحققوا النصر ببطولات متلاحقة توجت جهودهم بتحرير كامل الأرض بعد أكثر من 3 سنوات من القتال، وما كان لهذه البطولات لتتحقق لولا الشهداء الأبطال الذين نعيش حالياً حالياً نعمة الأمان بفضل دمائهم الزكية التي دحرت الإرهاب و كذلك الجرحى الذين وسموا أجسادهم بوسام الشرف والعزة".
بدوره، ذكر أستاذ الفكر السياسي في جامعة الكوفة، أسعد شبيب، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "فتوى الدفاع المقدس جاءت في ظرف شهد صعود هيمنة الظاهرة الإرهابية وتحول مشروعها من إطار التهديد إلى إطار التنفيذ من خلال مشروع ما يسمى بالخلافة".
وتابع، أن "الفتوى أسقطت مشروع عصابات داعش الإرهابية، وشحذت الهمم من خلال تطوع مئات آلالاف من الناس وفي مختلف المدن والمحافظات وشرائح المجتمع لاسيما الشباب وأبناء العشائر والقوى الاجتماعية والسياسية، كما و أوجدت كياناً عسكرياً قوياً استطاع ان يقهر العصابات الإجرامية وأعطت دافعا لأبناء القوات المسلحة بمختلف صنوفها في مطاردة هذه العصابات وطردها من مختلف المدن"، مبينا، أن "الفتوى منحت الثقة والحماية لأبناء المناطق التي سيطرت عليها العصابات الإرهابية ودعتهم إلى مساندة القوات العراقية، كما ومثلت حالة من الوحدة الوطنية من خلال استجابة واحترام جميع مكونات المجتمع لفتوى المرجعية".

أبعاد سياسية واجتماعية 

وأوضح، أن "الفتوى تضمنت أبعاداً سياسية مهمة من خلال التأكيد على أن حالة عدم الاستقرار السياسي قادت في النهاية إلى صعود العصابات الإرهابية، إلى جانب أبعاد اجتماعية، وأهمية الفتوى في الدعوة للتماسك والاندماج الاجتماعي بين مختلف المكونات، ما أعطى قوة و هيبة للعراق في مواجهة التحديات والتهديدات".
ونبه، أن "هناك أبعادا أمنية للفتوى، حيث استطاعت أن تقوي من عزيمة المؤسسة العسكرية بعد أن شابها الخلل، في حين جاءت الفتوى لتعطي أهمية ودورا لا ينبغي تغافله"، مؤكدا، أن "الفتوى لم تقتصر أهميتها في تحقيق النصر فحسب، بل امتدت إلى توحيد الصف العراقي وحفظ السلم المجتمعي".