السليمانية متحمسة لانتخابات كوردستان.. "اقتراع مختلف بوسائل جديدة"

آخر تحديث 2024-06-30 11:48:07 - المصدر: شفق نيوز

شفق نيوز/ رحب مواطنون في السليمانية، بتحديد موعد إجراء انتخابات برلمان اقليم كوردستان في العشرين من تشرين الاول المقبل، مؤكدين أن الانتخابات أفضل وسيلة لتعزيز الديمقراطية وتجاوز هذه المرحلة المتأزمة على المستوى الداخلي والمنطقة بشكل عام.

وفي هذا الشأن، يقول "فاخر عز الدين"، وهو مراقب للمشهد السياسي، في حديثه لمراسل وكالة شفق نيوز، أن تأخير إجراء الانتخابات لمرات عديدة أثر وبصورة مباشرة على وضع الإقليم داخليا وخارجيا، مبينا أن العلاقات تأزمت بين الأحزاب والقوى الكوردية والتأثيرات من خارج الإقليم بدأت تظهر على أغلب قراراته بدءا من قرارات المحكمة الاتحادية العراقية وصولا إلى موقف الدول الإقليمية والكبرى من الموضوع. 

وأضاف أن إجراء الانتخابات في موعدها التي حددها رئيس الإقليم سيجنب الإقليم الكثير من الضغوط من قبل بغداد وحتى دول الجوار، مشيرا الى ان تأثيراتها الداخلية ستكون أكثر إيجابية على الوضع الحالي في إقليم كوردستان. 

بدوره يجد هاوري كارزان (مراقب سياسي في السليمانية)، في حديثه لوكالة شفق نيوز أن إجراء الانتخابات في هذه الفترة سيكون ذو انعكاسات إيجابية على وضع المواطنين خصوصا وان الإقليم يخوض مفاوضات عميقة مع بغداد من أجل ضمان حقوق مواطني الإقليم من الموازنة والرواتب، وفي حال تم تشكيل حكومة جديدة في الإقليم لابد أن تحظى بدعم من قبل حكومة بغداد وهذا الدعم قد يسهل حسم الكثير من الملفات المالية العالقة. 

وأشار إلى أن هذه الانتخابات ستكون مختلفة عن الدورات السابقة لأسباب كثيرة اهمها انها ستجرى من قبل المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق وستكون خاضعة لمراقبة دولية قانونها تم تعديله من دائرة واحدة إلى دوائر متعددة وكل هذه الأمور الجديدة ستجعل من هذه الانتخابات مهمة للجميع. 

فيما يؤكد المتحدث باسم جماعة "العدل الإسلامية" محمد حكيم، في تصريح لوكالة شفق نيوز، إن الجماعة كانت ومازالت تؤكد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد وهي مستعدة للمشاركة في الانتخابات في أي موعد يتم تحديده.

وأعلن المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكوردستاني، سعدي أحمد بيره، خلال مؤتمر صحفي حضرته وكالة شفق نيوز، ترحيب الحزب بتحديد موعد جديد لانتخابات برلمان إقليم كوردستان، مؤكداً أنهم جاهزون لخوضها.

واشار الى إن "الاتحاد الوطني الكوردستاني لم يكن مع تأجيل الانتخابات من البداية، والآن بعد أن تم تحديد يوم 20 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل لإجراء الانتخابات نحن نرحب بهذا ومستعدون لهذه العملية".

فيما أعرب الزعيم الكوردي مسعود بارزاني ، عن شكره لرئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني عن تحديده موعداً جديداً لإجراء انتخابات الإقليم.

وقال بارزاني في تغريدة على حسابه في موقع "X" (تويتر سابقاً)، وتابعتها وكالة شفق نيوز "بمناسبة تحديد موعد الانتخابات البرلمانية لإقليم كوردستان بدورتها السادسة، أتقدم بالشكر لرئاسة الإقليم وأدعم إجراء انتخابات نزيهة وبعيدة عن التدخلات".

وثمنت وزارة الخارجية الأمريكية ، دور رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، في جعل أطراف الإقليم يتفقون على إجراء انتخابات الإقليم. 

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان مقتضب ورد لوكالة شفق نيوز، إنه "نثمن دور رئيس الاقليم في إيصال الاطراف الى اتفاق حول الانتخابات". 

و أعلنت رئاسة إقليم كردستان العراق، يوم الأربعاء الماضي، عن تحديد العشرين من تشرين الاول / أكتوبر المقبل موعداً لإجراء انتخابات برلمان الإقليم، وذلك بعد تأجيل لمرات عدة بسبب خلافات سياسية، آخرها إعلان الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم مقاطعة العملية الانتخابية، التي كانت مقررة في شهر يونيو الحالي.

وهذا المرسوم هو الخامس على التوالي بعد إخفاق الأطراف والأحزاب السياسية بالإقليم على المضي بإجراء الانتخابات التشريعية طيلة الفترة السابقة.

ويحظى إقليم كردستان العراق بصلاحيات إدارية واسعة بعيدا عن بغداد، منذ الغزو الأميركي للبلاد وإقرار الدستور الذي منح المحافظات الكوردية الثلاث في أقصى شمالي البلاد (دهوك والسليمانية وأربيل)، صفة إقليم بصلاحيات أمنية وإدارية واسعة.

ورحبت رئاسة مجلس الوزراء في الإقليم  بتحديد موعد جديد للانتخابات البرلمانية التي طال انتظارها.

من جانبه، أكد رئيس الفريق الصحافي لمفوضية الانتخابات، عماد جميل في تصريحات صحفية تابعتها وكالة شفق نيوز، أن "الموعد الذي حدده رئيس إقليم كردستان للانتخابات مناسب جداً"، منوهاً إلى أن "هذا الموعد ضمن المدة التي تستطيع المفوضية أن تنجز ما تبقى من عملها مثل تقديم التحالفات والأحزاب وقوائم المرشحين".

وأضاف أن المفوضية كانت قد أجرت استعدادات سابقة لما يتعلق بالانتخابات من تحديث سجل الناخبين وتسجيلهم وطبع البطاقات وتوزيعها، ولذلك بعد أن تنتهي مرحلة تقديم التحالفات ستبدأ المفوضية بمرحلة استلام قوائم المرشحين سواء من التحالفات أو الأحزاب أو المرشحين المنفردين.

وتابع أن المفوضية ستبدأ أيضاً "بتعاقداتها المالية بالنسبة للشركات العاملة باختصاص البرمجيات أو عملها بطباعة ورقة الاقتراع والمستلزمات الأخرى اللوجستية التي نحتاجها في الانتخابات، وستجري المفوضية قرعة مكملة للقرعة السابقة التي أجرتها في وقت سابق".

أما طلبات الترشيح يتم تلقيها بعد إصدار قرار من مجلس المفوضين بتحديد الفترة "وأعتقد هذه الفترة ستكون مباشرة بعد فترة انتهاء تقديم التحالفات". 

وكان من المقرر أن تجري انتخابات برلمان كردستان في العاشر من حزيران لكن تم تأجيلها بعد انسحاب الحزب الديمقراطي الكردستاني من الانتخابات.

وأصدرت المحكمة الاتحادية العليا في فبراير قراراً حدّدت فيه عدد أعضاء برلمان الإقليم بمئة بدلاً من 111، مما أدى فعلياً إلى إلغاء الحصة المخصصة للأقليات التركمانية والمسيحية.

وقوبل هذا القرار باستياء من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني صاحب النفوذ الاعلى في الإقليم.

ورداً على ذلك، أعلن الحزب مقاطعة الانتخابات وعدم تسجيل أي من مرشحيه، الأمر الذي ادى الى أزمة سياسية جديدة في بلد تخوض فيه الكتل السياسية مفاوضات معقدة طويلة للوصول لاتفاق حول أي قرار مهم.

وبعد ذلك، أعادت السلطات القضائية خمس مقاعد مخصصة للأقليات، ضمن المقاعد المئة، عندها قرر الحزب الديمقراطي الكردستاني التراجع عن مقاطعته والمشاركة في الانتخابات.