صرح الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الصباح لرويترز، بأن تحديث الدراسات الهندسية بشأن حقل الدرة الغازي سوف تنتهي بنهاية هذا الصيف، وبعدها تبدأ إجراءات الحفر والبناء في وقت لاحق هذا العام. ويأتي ذلك بعدما سبق أن طالبت إيران بحصة في حقل الدرة الذي تقدر احتياطياته المؤكدة بنحو 20 تريليون قدم مكعبة، ووصفت الاتفاق الكويتي السعودي لتطويره والمبرم في عام 2022 بأنه “غير قانوني”. ولم تردّ وزارة النفط الإيرانية فوراً على طلب التعليق على تصريحات الشيخ نواف سعود الصباح بخصوص حقل الدرة، علماً أن وزير النفط الكويتي السابق سعد البراك كان قد قال العام الماضي إن الكويت والسعودية لهما “حقوق حصرية” في حقل الدرة ودعا إيران إلى دعم صحة مزاعمها من خلال ترسيم حدودها البحرية أولاً. على صعيد آخر، قال الصباح لرويترز، إن الكويت ستصل إلى قدرة إنتاجية تبلغ 3.2 ملايين برميل يومياً من النفط قبل نهاية 2024، ثم زيادتها وصولاً إلى أربعة ملايين عام 2035، مشيراً إلى أن المؤسسة تعتزم إنفاق سبعة مليارات دينار 22.92 مليار دولار على عمليات إنتاج النفط خلال السنوات الخمس القادمة. وأوضح أن المؤسسة تبحث عن “أرخص تمويل” لمشاريعها وسوف تعتمد في تمويل هذه المشاريع على مزيج من التمويل الذاتي والاقتراض والدخول في شراكات مع شركاء آخرين. وكان سعد البراك قال إن مؤسسة البترول تواجه صعوبات في الحصول على قروض جديدة، سواء من البنوك العالمية أو المحلية، طبقا لوثيقة حصلت عليها رويترز في 2023. وعزا البراك في حينها هذه الصعوبات إلى توقف بعض البنوك العالمية عن تمويل شركات النفط والغاز “نتيجة لتوجه العالم نحو تطبيق معايير الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية والطاقة البديلة”. لكن الشيخ نواف الصباح قال إن هناك الكثير من المؤسسات المالية مستعدة للتعاون مع الكويت، مشددا على ضرورة أن “يتعاون الجميع للبحث عن آلية استخراج النفط والغاز بأفضل الطرق الصديقة للبيئة وأقل التكلفة وأقل انبعاثات لثاني أكسيد الكربون”. وفي جانب آخر، قال الشيخ نواف الصباح إن الكويت مستمرة في رفع إنتاجها من الغاز، مشيراً إلى أن شركة نفط الكويت سجلت أعلى معدلات إنتاج للغاز غير المصاحب في تاريخها، وذلك في أبريلنيسان 2024، إذ بلغ معدل الإنتاج حوالي 631 مليون قدم مكعبة قياسي في ذلك اليوم. وأشار إلى وجود خمسة تريليونات قدم مكعبة من الغاز في طبقة واحدة هي الطبقة الطباشيرية من حقل النوخذة الذي أعلنت الكويت عن اكتشافه يوم الأحد، متوقعاً أن تضيف الاكتشافات كميات كبيرة للغاز الحر. كما قال إن الهدف هو الاكتفاء الذاتي من الغاز، لكن “في نفس الوقت كلما زاد عندنا الغاز زادت فرص الاستثمار في البتروكيماويات وغيرها من المصانع”. ولدى الكويت ثلاث مصاف محلية هي مصفاة الزور التي تم افتتاحها رسميا في مايو أيار بطاقة إنتاجية 615 ألف برميل يوميا وتتبع شركة كيبك، إضافة إلى مصفاتي ميناء عبدالله والأحمدي، وهما تابعتان لشركة البترول الوطنية الكويتية، وتبلغ طاقتهما التكريرية الإجمالية 800 ألف برميل يوميا. وتمتلك الكويت حصصاً في ثلاث من المصافي بالخارج هي مصفاة الدقم في سلطنة عمان، ونغي سون في فيتنام، وميلازو في إيطاليا. وتعمل مؤسسة البترول الكويتية التي تتبعها كيبك وشركة البترول الوطنية على رفع طاقة التكرير إلى 1.6 مليون برميل يوميا من المصافي الثلاث مع التركيز على مصفاة الزور بشكل خاص. وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية إن الطاقة التكريرية لمصافي الكويت الداخلية وصلت الآن إلى 1.5 مليون برميل يوميا، وهي في طريقها للوصول إلى 1.6 مليون برميل يوميا، مشيراً إلى أن التكرير الفعلي يخضع لاعتبارات السوق. وصادف بدء تشغيل مصفاة الزور ومشروع الوقود البيئي، لتحديث مصفاتي ميناء عبدالله والأحمدي، احتدام أزمة الوقود في أوروبا مع الحرب الروسية على أوكرانيا. وقال الشيخ نواف سعود الصباح إن منتجات مصفاة الزور كانت تحتاجها أوروبا مع احتدام حرب أوكرانيا وانقطاع الغاز الروسي عن أوروبا. وأضاف: “هناك دور بارز ومحوري للكويت في تلبية الاحتياجات في الشتاء الأوروبي البارد. أنقذنا أرواحاً بطاقتنا التي استطعنا توفيرها لهذه الأسواق”.