ملف التنصت أخذ حيزًا أكبر مما هو عليه وأصبح يُستغل لأغراض سياسية!
ميثم العطواني
لم يكن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بمستوى الطموح، لكنه أفضل من الذين تولوا هذا المنصب منذ عام 2003 على جميع الأصعدة. وهذا ما جعل أصدقاء الأمس خصوم اليوم، ومن جاء به إلى سدة الحكم يحاول بشتى الطرق والوسائل سحب البساط من تحت قدميه، ليس لسبب إلا قناعتهم بأن قاعدته الجماهيرية قد اتسعت، وأنه سيكون له فرص منافسة كبيرة في الانتخابات المقبلة. وقد ضيّق الإطار التنسيقي الخناق على السوداني في قضية اعترافات ملف التنصت.
يبدو أن الإطار يمر حاليًا بمعركة حامية الوطيس قد تشهد تغييرات كبيرة، لا سيما بعد إصرار أحد كبار قادته على شروط فرضت على رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني مقابل عدم إجبار الحكومة على تقديم استقالتها مبكرًا، بحسب ما تداولته بعض المصادر. من بين تلك الشروط كان رفع يده تمامًا عن جهاز المخابرات وتسليمه للإطار، وإعادة هيكلة مكتب رئيس الوزراء، والتعهد بعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة. إلا أن رئيس مجلس الوزراء يرفض الرضوخ لتلك الشروط، واصفًا إياها بالابتزاز السياسي.
ملف التنصت الذي ربما أخذ حيزًا أكبر مما يستحق وأصبح يُستغل لأغراض سياسية، إذ يرى المتابع أن معلومات البلد السرية معرضة للاختراق بنسبة كبيرة جدًا، وبوسائل استخباراتية متعددة، مثل الأجهزة الإلكترونية والفنية التي نُصبت في دوائر الدولة الحساسة من قبل الشركات ذات الجنسيات الأجنبية، لا سيما الأمريكية والبريطانية. بالإضافة إلى التواجد الأمريكي في البلاد، الذي يمكنه الحصول على المعلومة قبل العراقيين أنفسهم.