يقول الريامي إن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطاً لخفض أسعار النفط بشكل أو بآخر لأسباب انتخابية بحتة (اندبندنت عربية)
تقف عوامل عديدة وراء تراجع أسعار النفط عالمياً في الآونة الأخيرة، من بينها ما يتعلق بالانتخابات الأميركية، وتراجع الطلب الصيني، إلى جانب ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية، وهي أسباب يفصلها على نحو دقيق المتخصص في شؤون النفط علي الريامي في حديثه لـ"اندبندنت عربية".
يقول الريامي إن التذبذب الأخير في أسعار النفط ليس جديداً، وهو موجود منذ فترة لأسباب مختلفة، وكان هذا التذبذب يدور في فلك الأسعار المنخفضة أكثر منه في الأسعار المرتفعة، وهو ما أدى إلى تأخير "أوبك+" عملية إنتاج النفط بحسب ما كان مقرراً، إذ قرر التحالف النفطي التأجيل شهرين إضافيين إلى ديسمبر (كانون الأول) المقبل، والسبب ما لوحظ في الآونة الأخيرة من هبوط كبير في أسعار النفط، وهو ما أدى إلى اتخاذ هذا القرار.
أسباب أخرى
لكن هناك أيضاً أسباباً أخرى تقف خلافاً لتراجع أسعار النفط، وراء دفع متخذي القرار في "أوبك+" لتبني خطوة التأجيل هذه، ولعل من بين تلك الأسباب، كما يقول الريامي، ما يتعلق بالانتخابات الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ففي تلك الانتخابات يعول الحزبان المتنافسان الجمهوري والديمقراطي على مزاج الناخب الأميركي، الذي يتأثر بشكل كبير بأسعار البنزين في محطات الوقود، بالتالي لجذب صوت هذا الناخب، مما كان مستبعداً أن تكون أسعار النفط في المستويات الحالية، وأن تمارس الإدارة الأميركية ضغوطاً لخفض أسعار النفط بشكل أو بآخر لأسباب انتخابية بحتة، وهذا برأيه هو السبب الأول.
أما عن السبب الثاني، فيقول الريامي إنه يتمثل في تراجع الطلب الصيني على النفط، وهو انخفاض بدأ مع الربع الثاني من العام الحالي، إذ إن كل الأرقام الواردة من الصين منذ الربع الثاني كانت سلبية، من حيث النمو الاقتصادي في الصين والنمو في الطلب على النفط، وهو ما جاء دون المتوقع خلال الربعين الأول والثاني، وذهبت كل الآمال التي كانت معقودة على الطلب الصيني من دون أي نوع من التطور أو التحسن في النمو الاقتصادي الصيني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويلفت الريامي إلى سبب ثالث، ألا وهو ما يتعلق بالمبيعات الكبيرة للسيارات الكهربائية في الصين خلال الأشهر الماضية، وهو ما أثر في الطلب على النفط من المصافي، ناهيك عن النمو الاقتصادي في كل من الصين والولايات المتحدة، مع بوادر الآمال في خفض أسعار الفائدة خلال الأيام المقبلة، لكن مع ذلك يظل الخوف من التضخم والركود الاقتصادي في ضوء البيانات الأخيرة حول البطالة والتوظيف في سوق العمل، وكلها كانت بيانات غير مشجعة في الولايات المتحدة، ولعل هذه الأسباب كانت من بين العوامل التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط، إلى جانب التزام الدول الأعضاء في تحالف "أوبك+" بسياسة الإنتاج المتفق عليها.
مخاوف قائمة
ويعتقد الريامي أن هناك شواهد وأموراً تبعث على التشاؤم من جانب كل من العراق وكازاخستان، على رغم وجود اتفاق وخريطة طريق، لكن ثمة تخوف في السوق حول التزام البلدين بما اتفق عليه، وهذه الأسباب التي أثرت في أسعار النفط في الآونة الأخيرة، وفق ما يقول.
ويتوقع المتخصص في شؤون النفط أسعاراً "غير مريحة" للنفط، فلا يتوقع أن تعاود الأسعار ارتفاعها فوق مستوى 85 دولاراً للبرميل بأية حال من الأحوال، سواء العام الحالي أم حتى العام المقبل، مشيراً إلى أن المؤشرات والتقارير والمؤسسات الدولية تتبنى توقعات ما بين 75 و80 دولاراً للبرميل، وهذه هي النظرة في الوقت الحاضر في ضوء معطيات السوق في الوقت الحاضر، غير أنه لا يستبعد أن تتغير الأمور، لكن إلى الآن الشواهد كلها تشير إلى بقاء الأسعار عند هذا المستوى، معرباً عن اعتقاده بأن هناك بصيص أمل في تحسن الأسعار خلال الأشهر المقبلة، لكن ليس بالمستوى السابق نفسه، فهو برأيه أمر صعب.
Listen to "النفط تحت ضغوط الطلب وأخطار التوتر" on Spreaker.