مكتبة زيباري.. إرث ثقافي وحضاري يجمع ثقافات مختلفة في إحدى قرى دهوك (صور)

آخر تحديث 2024-09-15 17:25:08 - المصدر: شفق نيوز

شفقنيوز/ قرية تقع شرقي محافظة دهوك في إقليم كوردستان، هناك مكتبة عمرها قاربالتسعين عاماً تضم إرثاً ثقافياً فريداً حيث تحتوي على كتب نادرة من مختلف اللغاتوالثقافات بعضها يتجاوز تعود طباعتها إلى أكثر من 180 عاماً، تعود لأحد وجهاءالقرية والذي ورثها عن أبيه عن جده.

الشيخزيد زيباري، صاحب المكتبة، هو أحد الشخصيات البارزة في قرية دوليجان الواقعة فيقضاء بردرش شرقي دهوك، رجل ذو مكانة اجتماعية مرموقة وقد اكتسب شهرة واسعة ليس فقطبسبب موقعه الاجتماعي كأحد وجهاء القرية بل أيضاً بسبب إرث ثقافي فريد يملكهويتمثل في مكتبته الخاصة، هذه المكتبة العريقة التي تعد من أقدم المكتبات في القريةبدأت على يد جده الراحل شيخ فارس في العام 1936 واستمرت عبر الزمن حتى يومنا هذاكمنارة للمعرفة والقراءة.

المكتبةلا تقتصر فقط على عدد قليل من الكتب القديمة بل تحتوي على مجموعة هائلة من الكتبالنادرة التي تعكس تاريخاً طويلاً وثراءً ثقافياً استثنائياً، هذه الكتب التيتراكمت عبر عقود من الزمن تعد شاهداً على مراحل تاريخية مهمة في المنطقة.

الشيخزيباري ورث هذه المكتبة عن والده بعد وفاته في العام 1997 ومنذ ذلك الحين أخذ علىعاتقه مسؤولية الحفاظ على هذا الإرث الثمين.

وفيزيارة قامت بها وكالة شفق نيوز إلى منزل الشيخ زيد زيباري كان مشهد المكتبة يلفتالانتباه حيث كانت الكتب مرصوصة بعناية وأوراقها العتيقة تفوح منها رائحة التاريخ.

الشيخزيباري كان منهمكاً في تصفح بعض المقتنيات النادرة وقد أبدى فخره الكبير بما تضمهمكتبته، وفي حديثه مع مراسلنا كشف عن وجود كتب نادرة جداً تعود إلى أكثر من 187عاماً من بينها كتب مكتوبة باللغة الفرنسية تعكس حقبة زمنية قديمة.

لكنما يزيد المكتبة تميزاً هو وجود وثائق قانونية قديمة بما في ذلك نسخة قديمة منالقوانين والدستور العراقي الذي تم نشره قبل 124 عاماً وهو ما يجعل المكتبة كنزاًلا يقدر بثمن بالنسبة للباحثين والمؤرخين.

وتضمالمكتبة أيضاً كتباً بمختلف اللغات، منها الكوردية والعربية والتركية والفارسية وغيرهامما يعكس التنوع الثقافي واللغوي الذي شهدته المنطقة عبر التاريخ.

ويوضحزيباري أن حبه الشديد للقراءة هو ما يدفعه للحفاظ على هذا الإرث العريق فالمكتبةليست مجرد مكان لحفظ الكتب بل هي جزء من هويته الشخصية وتراث عائلته.

ويذكرأن والده كان يعتبر الكتاب مصدراً للمعرفة والقوة وأنه تعلم منه أن الكتاب هو أعظمكنز يمكن للإنسان أن يمتلكه، هذا الإرث الفكري والثقافي هو ما يسعى الشيخ زيباري للمحافظةعليه ونقله إلى الأجيال المقبلة.

ولميحتكر الشيخ زيباري هذه المكتبة الثرية لنفسه أو عائلته فقط بل فتح أبوابها لكل منيرغب في الاطلاع على محتوياتها وصرح بأن المكتبة تستقبل العديد من الزوار من مختلفالفئات وخاصة المثقفين والكتاب إضافة إلى الباحثين وطلبة الماجستير والدكتوراهالذين يأتون للاستفادة من هذه المجموعة الفريدة من الكتب.

ويضيفزيباري بفخر أن "المكتبة أصبحت بمثابة مرجع للعديد من الأكاديميين والباحثينالذين يبحثون عن مصادر نادرة لدراساتهم وأبحاثهم".

وفيختام حديثه، يؤكد الشيخ زيد زيباري أن "الحفاظ على المكتبة هو ليس فقط حفاظاًعلى إرث العائلة بل هو واجب ثقافي ألتزم به تجاه المجتمع. فهي ليست مجرد مكان لحفظالكتب بل هي نافذة على التاريخ والثقافة ومن خلالها يمكن للأجيال الحاليةوالمستقبلية التعرف على تاريخهم وتطوير معارفهم".