عناصر من الشرطة العراقية (أ ف ب)
استيقظت عائلات منطقة القبلة في محافظة البصرة جنوب العراق على جريمة مروعة بطلها صبي (13 سنة) بعدما أقدم على قتل عائلته المكونة من الأب والأم وشقيقه ذوي العامين فيما تعرضت أخته (8 سنوات) للإصابة.
بسلاح "كلاشينكوف" يمتلكه الأب أقدم هذا الصبي على قتل والده حيدر خضير فليح الذي يعمل موظفاً في بلدية البصرة ووالدته التي تعمل مدرسة وشقيقه الصغير قبل أن تنجو أخته التي أصيبت في قدمها اليمنى.
وقالت مصادر مطلعة إن الفتى كان مخموراً ولم يكن في وعيه عند ارتكابه الجريمة، ليأتي بعدها النفي من مصادر أخرى، مشيرة إلى أن الفتى كان يلهو بسلاح الـ"كلاشينكوف" وفقد السيطرة عليه مما تسبب في قتل العائلة، لكن التصريحات الصحافية لمدير الإعلام في شرطة البصرة العقيد عزيز العبادي نفت الروايتين السابقتين، مؤكداً أن الفتى لم يكن مخموراً كما أشيع، لكنه تعرض لضغوط نفسية وارتكب الجريمة مع سبق الإصرار، إذ تعرض إلى الضرب والتعنيف من قبل والده. وكشفت التحقيقات عن أنه خطط لجريمته انتقاماً من أبيه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بدورها، ضبطت القوات الأمنية العراقية السلاح المستخدم في الجريمة، إضافة إلى قنبلتين يدويتين في مكان الحادثة.
وحول العقوبات التي تنتظر الصبي القاتل قال القانوني العراقي علي التميمي في حديثه إلى "اندبندنت عربية" إن المادة 76 من قانون رعاية الأحداث رقم 76 لعام 1983 أشارت إلى أنه "إذا ارتكب صبي جناية معاقباً عليها بالسجن المؤبد أو الإعدام فعلى محكمة الأحداث أن تحكم عليه بدلاً من العقوبة المقررة في القانون بإيداعه مدرسة تأهيل الصبيان لمدة خمس سنوات". وأكد أن "الأحداث لا توجد في حقهم عقوبات، وإنما (تدابير) لأن بناء شخصية الإنسان في القانون الجنائي تكون في هذه المرحلة العمرية، فالعقوبة علاجية ووقائية أكثر من إجراءات كونها رادعة".
ولم تثمر كل الجهود الحكومية العراقية لحصر السلاح بيد الدولة، فغالب العائلات تمتلك أسلحة خفيفة، وهو ما يزيد من اتساع الجرائم. ووفقاً لذلك لم يكن مستغرباً أن يحتل العراق عام 2023 المركز الأول عربياً والثامن عالمياً في مؤشر الجريمة، إذ ارتكبت ربع مليون جريمة في العام نفسه.