القدس/بيروت 23 سبتمبر أيلول (رويترز) - قالت إسرائيل إنها شنت ضربات جوية اليوم الاثنين على المئات من أهداف جماعة حزب الله في لبنان قالت وزارة الصحة إنها أودت بحياة 274 شخصا على الأقل.
وهذا أكبر عدد قتلى يومي يسقط في لبنان منذ عقود مما يزيد من حدة الصراع المستمر منذ عام تقريبا بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران.
وعقب بعض من أشد عمليات تبادل لإطلاق النار عبر الحدود منذ بدء الأعمال القتالية، طالبت إسرائيل اللبنانيين بإخلاء المناطق التي قالت إن الجماعة تخزن أسلحتها فيها.
وحولت إسرائيل تركيزها صوب حدودها الشمالية حيث تطلق جماعة حزب الله الصواريخ عليها دعما لحليفتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تخوض حربا مع إسرائيل في غزة.
واستهدف الجيش الإسرائيلي اليوم حزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع في الشرق والمنطقة الشمالية بالقرب من سوريا في أكبر ضرباته من حيث النطاق.
وقال وزير الصحة اللبناني إن 274 شخصا، بينهم 21 طفلا و39 امرأة، قُتلوا وأصيب 1024 آخرون في الغارات الإسرائيلية.
وصرح مسؤول لبناني بأن هذا أكبر عدد قتلى منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستواجه "أياما صعبة" في الوقت الذي تكثف فيه الضربات على حزب الله في جنوب لبنان، ودعا الإسرائيليين إلى الحفاظ على وحدتهم مع استمرار الحملة.
وأضاف في رسالة بعد تقييم الوضع في مقر للجيش داخل تل أبيب "وعدت بأننا سنغير التوازن الأمني وتوازن القوى في الشمال، وهذا بالضبط ما نفعله".
وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في مقطع مصور نشره مكتبه في وقت سابق اليوم "نكثف هجماتنا في لبنان، وستستمر العمليات حتى نحقق هدفنا بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان. هذه أيام يتعين فيها على الإسرائيليين التحلي بالهدوء".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 800 هدف لحزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع بشرق البلاد.
وأضاف في بيان "من بين المواقع المستهدفة مبان كانت جماعة حزب الله تخفي فيها صواريخ وقذائف ومنصات إطلاق وطائرات مسيرة وغيرها من البنى التحتية للإرهابيين".
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من مزاعم إسرائيل بأن حزب الله يخزن أسلحة في منازل وقرى.
ولم يرد حزب الله على مزاعم إسرائيل، لكنه قال إنه ليس لديه بنية تحتية عسكرية بالقرب من المدنيين.
وأضاف أنه أطلق عشرات الصواريخ على موقع عسكري في شمال إسرائيل ردا على الهجمات.
توقعات بمزيد من الغارات
دوت صفارات الإنذار في شمال الضفة الغربية المحتلة اليوم الاثنين مع امتداد نيران صواريخ حزب الله من المناطق الحدودية في الجنوب إلى مناطق أبعد في شمال إسرائيل الذي تعرض لأشد الهجمات في أحدث تبادل لإطلاق النار.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت أيضا في مناطق بشمال إسرائيل من بينها مدينة حيفا الساحلية.
ومن المتوقع أن يتعرض لبنان لمزيد من الهجمات.
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي "من المتوقع شن جولة أخرى من الهجمات. تستعد الطائرات الإسرائيلية لمهاجمة منازل في سهل البقاع اللبناني تحتوي على أسلحة استراتيجية لحزب الله"، ودعا المدنيين إلى إخلاء المنطقة فورا.
وذكر الأميرال البحري دانيال هاجاري في بيان بثه التلفزيون "المشاهد الواردة الآن من جنوب لبنان هي انفجارات ثانوية لأسلحة تابعة لحزب الله من داخل المنازل. توجد أسلحة في كل منزل نهاجمه. توجد صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة مخصصة لقتل مدنيين إسرائيليين".
وزادت الضربات الجوية من الضغوط على جماعة حزب الله التي تعرضت الأسبوع الماضي لضربة وصفها الأمين العام للجماعة حسن نصر الله بأنها "كبيرة وغير مسبوقة" في تاريخها بعد انفجار الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) وأجهزة (ووكي توكي) التي يستخدمها أعضاؤها.
واتُهمت إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم لكنها لم تؤكد أو تنف مسؤوليتها.
وفي ضربة أخرى، استهدفت غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة عددا من أكبر قيادات حزب الله في هجوم قالت وزارة الصحة اللبنانية إنه تسبب في مقتل 45 شخصا.
وقال حزب الله إن 16 عضوا من الجماعة من بين القتلى، بمن فيهم القيادي الكبير إبراهيم عقيل والقيادي أحمد وهبي.
وأثار القتال مخاوف من أن تنخرط الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الوثيق، وإيران في حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بالضربات الإسرائيلية. وقال "مغامرة الصهاينة الجديدة سيكون لها عواقب وخيمة".
وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن شخصا أصيب بجروح طفيفة من شظايا أحدث وابل من الصواريخ التي أطلقت على شمال إسرائيل.
وقال عماد كريدية رئيس شركة الاتصالات اللبنانية أوجيرو لرويترز اليوم الاثنين إن الشبكة رصدت أكثر من 80 ألف مكالمة تطلب من الناس إخلاء مناطقهم، دون أن يتم الرد على جميع هذه المكالمات.
وقال مكتب وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي في بيان إن الوزير فتح المدارس في بيروت ومدينة طرابلس في شمال البلاد وفي جنوب لبنان كملاجئ في ظل نزوح المواطنين بكثافة.
وتلقي مواطنون، حتى في العاصمة بيروت، مكالمات الإخلاء على الهواتف.
حرب نفسية
قال وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري إن الوزارة تلقت مكالمة مماثلة لإخلاء المبنى، لكنه أشار إلى أن الوزارة لن تفعل. وقال لرويترز "هذه حرب نفسية".
ولا يستطيع لبنان، الذي يعاني من انهيار المالي، أن يتحمل الدخول في حرب أخرى مثل تلك التي اندلعت في 2006 عندما قصفته إسرائيل في صراع مع حزب الله استمر شهرا وألحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية.
وفي ساحة ساسين بشرق بيروت، أبدى الموظف الحكومي جوزف غفاري خوفه من أن يرد حزب الله على الضربات الإسرائيلية أو أن تندلع حرب شاملة.
وقال "في تخوف أكيد في تخوف لأنه اليوم في فعل وردة فعل. لأنه في حال حزب الله عمل عملية كبيرة رح ترجع إسرائيل تدمر أكثر من هيك. نحن ما نتحمل".
وأضاف "إسرائيل بدها تضرب بدها تكفي يعني عم تزركه (تضغط على) للسيد حسن ليبلش الحرب. أكيد خطر بس تقول ابعدوا عن حزب الله يعني أكيد في خطر".
وقال محمد سباعي وهو صاحب متجر في منطقة الحمرا ببيروت لرويترز إن تصعيد الضربات يمثل "بداية الحرب".
وأضاف "إذا بدهن حرب شو بدنا نعمل، فرضت علينا. يعني ما فينا نعمل شي".
(شارك في التغطية الصحفية جيمس ماكنزي وآري رابينوفيتش من القدس وتوم بيري وإميلي ماضي من بيروت - إعداد دنيا هشام وأميرة زهران ومحمد عطية ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)