تشير إحصائيات المنتدى العالمي للصلب إلى أن إنتاج الصلب الإيراني انخفض بشكل حاد هذا الصيف. وخلال السنوات القليلة الماضية، واجهت إيران عجزًا متزايدًا في الكهرباء خلال موسم الصيف، حيث تقلل من إمدادات الكهرباء إلى وحدات الصلب كل عام. ويظهر أحدث تقرير لمنتدى الصلب العالمي أن إنتاج الصلب الإيراني انخفض بنسبة 15 هذا الصيف مقارنة بالموسم نفسه من العام الماضي. وفيما يتعلق بشهر أغسطس منتصف الصيف، الذي وصل فيه العجز الكهربائي في إيران إلى رقم غير مسبوق قدره 20 ألف ميغاواط، بلغ إنتاج إيران من الصلب نحو 10 مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، ونحو 33 مقارنة بأغسطس 2022، ونحو 44 مقارنة لنفس الشهر من عام 2021. وأنتجت إيران 1.4 مليون طن فقط من الفولاذ الشهر الماضي، في حين تنتج ضعف هذه الكمية في فصلي الربيع أو الخريف، عندما لا تواجه وحدات الصلب انقطاعات في الكهرباء والغاز. وفيما يتعلق بأسعار الصلب العالمية، خسرت مصانع الصلب الخام الإيرانية فقط حوالي 1.5 مليار دولار هذا الصيف بسبب الأنشطة غير المكتملة والإنتاج الضئيل. مثل هذا الانخفاض الكبير في إنتاج الصلب الخام أثر أيضًا سلبًا على نشاط الصناعات الأخرى المرتبطة بالصلب، مثل صناعة السيارات وتصنيع القطع، فعلى سبيل المثال، وانخفض إنتاج الصناعتين المذكورتين بنسبة 15 في أول شهرين من الصيف. ولم تنشر المؤسسات الاقتصادية والصناعية الإيرانية حتى الآن تقريرا عن الخسائر الناجمة عن العجز الكبير في الكهرباء والغاز على صناعات البلاد بأكملها، لكن بعض التقديرات الداخلية التي سلطت الضوء عليها وسائل الإعلام الإيرانية أفادت بخسائر تبلغ نحو ثمانية مليارات دولار جراء العجز في الطاقة في البلاد العام الماضي. وتحظى صناعة الصلب في البلاد بأهمية كبيرة، حيث تبلغ حصتها 16 من إجمالي صادرات البلاد غير النفطية، وتشكل واحدة من أهم سلاسل الإنتاج الصناعي في البلاد، ومن ناحية أخرى، تكاد تكون خلال العقدين الأخيرين الصناعة الوحيدة في إيران التي ارتبطت بالازدهار، وقد ارتفع إنتاجها السنوي من سبعة ملايين طن إلى أكثر من 31 مليون طن. وتواجه صناعة الصلب منذ عدة سنوات، إلى جانب الصناعات الأخرى في إيران، عجزًا كبيرًا في الكهرباء في الصيف وأزمة غاز في الشتاء. وتظهر إحصائيات المنتدى العالمي للصلب أن إنتاج إيران من الصلب الخام في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام بلغ 19 مليونًا و800 ألف طن، ويرتبط جزء كبير منه بإنتاج الفولاذ الخام في فصل الربيع، وهي فترة يقل فيها العجز في الكهرباء والغاز.