شفق نيوز/ رأىتحليل أمريكي، أن السعودية تتجه للتخلي عن هدفها النفطي المتمثل بسعر 100 دولارللبرميل الواحد، وهو ما قد يؤثر ليس فقط على اهدافها التنموية الكبرى، مثل"رؤية 2030" وانما ايضا على دول نفطية اخرى تعتمد بدرجة كبيرة فيمداخيها على مبيعات النفط، وقد يثير ايضا حربا نفطية بين الرياض وموسكو.
وجاء في تحليللـ"معهد واشنطن" الأمريكي، ترجمته وكالة شفق نيوز، الذي ذكّر بما نشرتهصحيفة "فايننشال تايمز" مؤخرا بأن السعودية مستعدة للتخلي عن هدفها غيرالرسمي لسعر النفط عند 100 دولار للبرميل، وهو السعر الذي يرى صندوق النقد الدوليأنه ضروري لتمويل مشاريع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مثل "رؤية 2030".
وأوضح التحليلالأمريكي، أن الموقف السعودي استند على تصريحات "أشخاص مطلعين على تفكيرالبلاد"، وهو ما يمثل اشارة الى صانعي القرار الرئيسيين الذين يفضلون عدمالكشف عن هويتهم، الا انه من المرجح انه من بينهم وزير الطاقة الأمير عبد العزيزبن سلمان، وهو الاخ غير الشقيق الاكبر لولي العهد محمد بن سلمان، الذي يعتبربمثابة الحاكم الفعلي للمملكة.
ووفقا للخطةالسعودية المعدلة، فان زيادة المملكة انتاجها الشهري ستتم تدريجيا اعتبارا منكانون الاول/ديسمبر المقبل، ثم اضافة اجمالي مليون برميل يوميا بحلول كانون الاول/ديسمبر2025.
لكن التحليلالأمريكي، قال انه حتى لو كان ذلك سيتسبب في اضعاف الاسعار، فان مدى تأثر السعوديةسيكون محدودا، اذ ان للمملكة خيارات تمويل اخرى لخطط البنية التحتية الخاصة بها،بما في ذلك احتياطيات النقد الاجنبي، كما لفت الى ان العديد من الدول الاخرىالمنتجة للنفط تفتقر الى مثل هذه الخيارات.
واعتبر التحليل،أن هذا التحول السعودي في السياسة النفطية يمثل اقرارا بالضعف المتزايد في اسعارالنفط، مذكرا بانه في العام 2022، كان متوسط سعر خام برنت المتداول، كان 99دولارا، الا ان سياسة التخفيضات في الانتاج السعودي بمقدار 2 مليون برميل يوميا فيالعامين الماضيين، فشلت في الابقاء على الاسعار المرتفعة، مضيفا انه في الوقتالراهن صار خام برنت يتم تداوله بنحو 70 دولارا للبرميل.
وأوضح تحليل"معهد واشنطن"، أن السعودية وباعتبارها المنتج الرئيسي في منظمة"اوبك"، وهي تقود بشكل مشترك مع روسيا مجموعة "اوبك بلاس"،فانها هي من تقوم عادة بادارة مسألة حصص الانتاج التي تتعارض مع توقعات الاسعار.
إيرادات أقللإيران وروسيا
وفي هذاالصدد، ذكر التحليل الأمريكي، أن الخيارات المتوفرة امام الدول الاخرى المنتجةللنفط اكثر صعوبة فيما يتعلق بالميزانية، مضيفا ان ايران تشكل المثال الاكثر وضوحافي هذا المجال، مشيرا الى انه لو كانت تتهرب من العقوبات، فان ذلك لا يدر عليهاسوى ايرادات اقل، وأن الحالة نفسها تنطبق على روسيا، وهو ما قد "يثير احتمالتكرار حرب الانتاج الروسية السعودية التي وقت في العام 2020".
وخلص التحليلالى القول ان السعودية تأمل في ان تصبح قادرة على وقف المزيد من التراجع فيالاسعار، وذلك على الرغم من ان وكالة الطاقة الدولية، التي تتخذ من باريس مقرالها، تتوقع ان يكون هناك فائض مقداره 8 ملايين برميل يوميا بحلول العام 2028.
وفي الوقتنفسه، توقع أن يتضرر منتجو النفط الامريكيون من تراجع الاسعار حتى لو لم يتأثرمستوى الانتاج على المدى القصير. وتابع التقرير مرجحا ان تنهمك واشنطن بشكل اساسيفي تجنب التداعيات السلبية على الاقتصاد العالمي والتي تعتمد على توجهات الاسعارالنفطية، وعلى مدى السرعة التي تتراجع فيها خلال الشهور القليلة المقبلة.