القيادة الإيرانية جبانة ومتخاذلة وعنصرية

آخر تحديث 2024-10-01 11:30:04 - المصدر: الدكتور علي جاسم العبادي

تعليق موجَز

بات النمط السلوكي واضحًا مرةً بعد أخرى، وحتى بعد قيام الكيان العنصري الصهيوني بِٱغتيال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، وقتل عشرات القياديين ومئات المدنيين، وبضمنهم الأطفال والنساء في بيروت والمدن الجنوبية. فعندما يتعلّق الأمر بالتصدّي لدُوَل مِحور الشرّ الصهيوني العالمي، إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، فإن القيادة الإيرانية، بزعامة المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، جبانة ومتخاذلة وتختفي وراء مصطلحات الحكمة والتعقّل والتريّث والتخطيط والمباغتة والحسابات الوطنية بعيدة المدى وغيرها. ولكن عندما يتعلّق الأمر بمواجهة التظاهرات السلمية للمواطنين الإيرانيين المطالِبة بحقوق الإنسان والحريات والوظائف، كما حدث في نهاية سنة 2019، فإن القيادة الإيرانية حازمة وصارمة وتستخدم القسوة المفرِطة. والقيادة الإيرانية تُضَحِّي بأتباعها وأنصارها مِن العرب المسلمين الشيعة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وتدفعهم لمواجهة إسرائيل وأمريكا لوحدهم، وتقف متفرِّجة عندما تبطش بهم إسرائيل وأمريكا وتدمّر المدن وتقتل مئات وآلاف المدنيين وتجوِّع الملايين، ولكنها تحافظ على سلامة مواطنيها الفُرس في القوات المسلحة والحرس الثوري. وعندما قامت العصابات الوهّابية الإرهابية (العواهر) المسمّاة "داعش" بِٱجتياح سوريا والعراق سنة 2014 وأصبحت على مشارف الحدود مع إيران ٱِتَّخذتْ القيادة الإيرانية من العراق مسرحًا لعملياتها العسكرية بمساعدة بعض فصائل المقاومة العراقية التابعة لها، حيث تكبّدوا خسائر جسيمة بالأرواح فيما بقيت إيران بمنأى عن خطر "العواهر" حتى ٱِنهيارها في نهاية سنة 2017. وبرغم ٱِمتلاك إيران لقدرات عسكرية هائلة كَدَّستْها منذ نهاية الحرب مع العراق سنة 1988 حتى الآن، وتستطيع، بتضامن الجيوش العراقية والسورية واللبنانية، ٱِجتياح الأردن بسهولة وصولًا إلى مدينة القدس المقدسة، ورغم مقتل العديد من علمائها وقادتها العسكريين والأمنيين على أيدي إسرائيل وأمريكا، لكنها تخاف من أية مواجهة عسكرية مع دول محور الشر الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي البريطاني، وتكتفي بالتهديد والوعيد واللعن والسب. وعندما قامت إسرائيل بقتل مجموعة من كبار الضباط الإيرانيين أثناء غارة جوية على دمشق عاصمة سوريا في يوم 1 نيسان/أبريل 2024، ردّت عليها القيادة الإيرانية بإطلاق أكثر من 300 طائرة مُسيَّرة وقذيفة صاروخية نحو إسرائيل في 13 نيسان/أبريل 2024، لكنها لم تقتل ذبابة صهيونية واحدة. وبالرغم من أنّ الإعلام الصهيوني الغربي يضخِّم المخاوف من ٱِحتمالات الرد الٱِنتقامي الإيراني لكن قادة الدول الغربية يعلمون جيّدًا أن القيادة الإيرانية لن تجرؤَ على مواجهتهم والٱِنتقام لكرامتها المهدورة. ومع ذلك كله، فإن القيادة الإيرانية ما تزال حتى هذه الساعة "تدرس خياراتها" للرد المناسب على إسرائيل وأمريكا وبريطانيا في المستقبل – أو كما نقول "بالمشمش"، إلّا إذا أَثبتتْ لنا مرّة واحدة بأنّنا على خطأٍ.

تعليق: الدكتور علي جاسم العبادي

الثلاثاء، 1 تشرين الأول/أكتوبر 2024

 

تنويه: المقالة تعبّر عن رأي كاتبها ولا تمثل وجهة نظر "هذا اليوم" بأي شكل من الأشكال.