تحول الأمن السيبراني إلى قطاع اقتصادي ضخم، يسجل نمواً أسرع بأربع مرات من نمو الاقتصاد العالمي. وفي ظل الحاجة إلى تنسيق الجهود العالمية في هذا المجال، أطلقت السعودية منصة دولية تتمثل بالمنتدى الدولي للأمن السيبراني. وتحول الفضاء السيبراني في العقدين الأخيرين إلى مساحة لنشاط اقتصادي يفوق التصور، حتى بات الأمن السيبراني بحد ذاته يشكل سوقاً تتجاوز قيمته 2 تريليون دولار. ويستقطب النشاط الاقتصادي الضخم يستقطب اهتماماً كبيراً من المستثمرين، حيث ارتفعت الاستثمارات في هذا القطاع بنسبة 91 خلال العام الحالي، بحسب تقرير للمنتدى الدولي للأمن السيبراني. ويكفي أن قطاع الأمن السيبراني نما العام الماضي بوتيرة أسرع بأربع مرات من نمو الاقتصاد العالمي، ما يشير إلى مدى اهتمام الحكومات وقطاعات الأعمال والمنظمات غير الحكومية بزيادة الإنفاق في هذا القطاع. ومفهوم الأمن السيبراني واسع جداً، وهو لا يتوقف عند عمليات القرصنة والهجمات المنظمة، بل يشمل كل المنظومة الهادفة لتوفير بيئة آمنة وسليمة لكل قطاعات الأعمال وفئات المجتمع التي تعمل في الفضاء السيبراني، وخصوصاً الأطفال. وهو ما يتطلب تعاوناً بين كل الجهات التشريعية والتقنية والاجتماعية. ويصب الجانب الأهم من هذه الجهود في خانة التوعية، فالدراسات تشير على أن 95 من حوادث الأمن السيبراني تقع نتيجة لخطأ بشري، فيما تعتمد 32 من عمليات اختراق البيانات على عمليات التصيّد الاحتيالي، أو الـPhishing. وتكمن أحد الأوجه المهمة لتحديات الأمن السيبراني في انتشار الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. إذ تشير التقديرات إلى أن التكلفة العالمية للهجمات السيبرانية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي ستصل إلى 9.5 تريليون دولار خلال العام الحالي، لكن الذكاء الاصطناعي نفسه يفتح فرصاً كبيرة لقطاع الأمن السيبراني. فبحسب المنتدى الدولي للأمن السيبراني، تصل دقة أنظمة تعليم الآلات في كشف الفيروسات إلى 99. وأولت السعودية اهتماماً كبيراً لهذا القطاع، من خلال إطلاق المنتدى الدولي للأمن السيبراني، الذي تحوّل إلى منصة دولية لتنسيق الجهود في قطاع الفضاء السيبراني.