يخفض "أوبك+" الإنتاج حالياً بإجمال 5.86 مليون برميل يومياً، وهو ما يعادل نحو 5.7 في المئة من الطلب العالمي (اندبندنت عربية)
أبقت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لتحالف "أوبك+" على سياسة الإنتاج من دون تغيير في اجتماعها الافتراضي عبر الإنترنت اليوم الأربعاء، مما يسمح للتحالف بالبدء في زيادة الإنتاج تدرجاً بداية ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وأكدت اللجنة استمرار مراقبة تطورات السوق من كثب مع استعدادها لإجراء أي تغيير إذا لزم الأمر، وأنها ستواصل مراقبة الالتزام بتعديلات الإنتاج المتفق عليها في الاجتماع الوزاري الـ37 للتحالف الذي عقد خلال الثاني من يونيو (حزيران) الماضي، وأقر تمديد خفوض إنتاج النفط بمليوني برميل يومياً حتى نهاية العام المقبل.
وبحسب بيان "أوبك" الصادر عقب نهاية الاجتماع فإن اللجنة ستواصل أيضاً مراقبة تعديلات الإنتاج الطوعية الإضافية التي أعلنتها بعض الدول المشاركة من "أوبك" والدول غير الأعضاء خارجها، واتُفق عليها في الاجتماع الوزاري الـ52 لمنظمة "أوبك" خلال الأول من فبراير (شباط) الماضي.
إلى ذلك، استعرضت اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج بيانات إنتاج النفط الخام لشهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضيين وظروف السوق الحالية.
ويخفض "أوبك+" الإنتاج حالياً بإجمال 5.86 مليون برميل يومياً بما يعادل نحو 5.7 في المئة من الطلب العالمي، وذلك في سلسلة من الخطوات المتفق عليها منذ أواخر عام 2022.
وينص أحدث الاتفاقات على أن يزيد "أوبك+" الإنتاج 180 ألف برميل يومياً خلال ديسمبر المقبل في إطار خطة للإلغاء التدرجي لأحدث شريحة من الخفوض الطوعية خلال عام 2025، وأرجئت زيادة الإنتاج من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري بعد انخفاض الأسعار.
وسيكون تركيز الاجتماعات خلال الأسابيع المقبلة على امتثال الدول للخفض، وبالتحديد امتثال العراق وكازاخستان اللذين تعهداً بخفوض تبلغ 123 ألف برميل خلال سبتمبر (أيلول) الماضي ومزيد من الخفض خلال أشهر لاحقة، بهدف التعويض عن تجاوزات سابقة لحصص الإنتاج.
التزام العراق وروسيا وكازاخستان
وخلال الاجتماع، أفاد كل من العراق وكازاخستان وروسيا بأنها حققت الالتزام الكامل والتعويض وفقاً للجداول الزمنية المقدمة لشهر سبتمبر الماضي. وأكدت الدول الثلاث تعهدها القوي بالحفاظ على الالتزام الكامل والتعويض طوال الفترة المتبقية من الاتفاق.
وبحسب البيان، ستستند التقييمات النهائية لمستويات إنتاج النفط الخام خلال سبتمبر الماضي إلى المصادر الثانوية المعتمدة التي توفر بيانات عن إنتاج الدول المشاركة في إعلان التعاون، والتي ستكون متاحة بحلول الأسبوع الثاني من أكتوبر الجاري.
وكانت ثماني دول أعضاء في "أوبك+" اتفقت خلال سبتمبر الماضي على تمديد خفوضها الطوعية الإضافية لمدة شهرين، حتى نهاية نوفمبر المقبل.
وأشارت اللجنة إلى أن ورش العمل الفنية الثلاث المنفصلة بين ممثلين من العراق وكازاخستان وروسيا والمصادر الثانوية تهدف إلى مناقشة تفاصيل إنتاج سبتمبر الماضي وتقديم خطط التعويض المنقحة التي تشمل الإنتاج الزائد خلال أغسطس (آب) الماضي وفقاً للخطط المقدمة إلى أمانة "أوبك".
وأوضحت أن الدول الثلاث "أكدت التزامها القوي بالحفاظ على الامتثال الكامل والتعويضات طوال الفترة المتبقية من الاتفاق".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكدت اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج الأهمية الحاسمة لتحقيق الالتزام الكامل والتعويض.
وعلاوة على ذلك ستواصل اللجنة تقييم ظروف السوق بصورة مستمرة، فيما تحتفظ اللجنة الوزارية المشتركة بسلطة عقد اجتماعات إضافية أو طلب اجتماع وزاري لـ"أوبك" والدول غير الأعضاء في "أوبك"، كما اتفق عليه خلال الاجتماع الوزاري الـ37 لـ"أوبك" الذي عقد في الثاني من يونيو الماضي.
وعادة ما تجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة (تضم وزراء النفط من السعودية وروسيا وغيرهما من المنتجين الرئيسين) كل شهرين، ويمكن أن تقدم توصيات بتعديل السياسة.
ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل للجنة الوزارية المشتركة الـ(50) خلال الأول من ديسمبر المقبل.
التخلص التدرجي من الخفوض
كان أعضاء تحالف "أوبك+" اتفقوا أخيراً على زيادة الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يومياً خلال ديسمبر المقبل بدلاً من أكتوبر الجاري، كجزء من خطة للتخلص التدرجي من الخفوض الطوعية تدرجاً خلال عام 2025.
جاء قرار تأجيل التخلص التدرجي من الخفوض الطوعية لإنتاج النفط خلال اجتماع عقد افتراضياً في الخامس من سبتمبر 2024 بين دول "أوبك+" التي أعلنت سابقاً هذه التخفيضات الإضافية في أبريل (نيسان) ونوفمبر 2023.
ارتفاع أسعار الخام للجلسة الثانية
وشهدت أسعار النفط ارتفاعاً للجلسة الثانية بعد الهجمات الإيرانية على إسرائيل مساء أمس وتوعد تل أبيب بالانتقام، بما يفاقم الأخطار على إمدادات النفط من المنطقة.
وتجاوز سعر خام "برنت" 76 دولاراً للبرميل بعد أن قفز بأكثر من خمسة في المئة خلال تداولات أمس الثلاثاء إثر الهجوم الإيراني، وارتفعت تقلبات عقود الخيارات إلى أعلى مستوى لها منذ 11 شهراً مع قيام المتداولين بالتحوط ضد احتمال ارتفاع الأسعار.
وبذلك تصل مكاسب النفط خلال الأسبوع الجاري حتى الآن بنحو خمسة في المئة وسط مخاوف من تصعيد محتمل في الشرق الأوسط، بعد أكبر هجوم عسكري لإيران على إسرائيل.