القاهرة - 3 - 10 (كونا) -- أكدت جامعة الدول العربية اليوم الخميس تضامنها مع لبنان وحكومته وأهله بكافة مكوناته بلا تمييز في هذا الظرف الصعب ووقوفها صفا واحدا في مواجهة استهداف الدولة اللبنانية ومقدراتها وزرع بذور عدم الاستقرار فيها محذرة من اندلاع حرب إقليمية.
جاء ذلك في كلمة الأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي في اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية لمناقشة التضامن مع لبنان وتقديم المساعدات العاجلة لمواجهة "عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتمادي".
وقال زكي "يلتئم مجلس الجامعة العربية اليوم في ظرف نقدر جميعا خطورته الشديدة على المنطقة بأسرها".
وأكد "ان الجامعة العربية والدول الأعضاء كل على حدة حذرت لشهور من مخاطر الحرب الإقليمية التي لن يكون أي طرف بمنأى عن تبعاتها ولكن اليوم نقترب بشدة من اندلاع هذه الحرب بسبب غطرسة وتهور الاحتلال الإسرائيلي الذين يصرون على إشعال الحرائق في المنطقة".
وقال ان "الاحتلال لا يكتفي بالإجرام الذي يمارسه في غزة وإنما يريد استنساخ السيناريو الوحشي ذاته في لبنان متحصن بعجز عالمي عن ردع سلوكه الإجرامي وإجترائه على كل القواعد القانونية والإنسانية والأخلاقية".
وشدد زكي أن الاعتداءات على لبنان وأهله واستعراض الاحتلال للبطش والقوة لن يحقق الأمن لأي طرف بل هي تزرع بذور صراعات ممتدة وكراهية متزايدة.
وأشار إلى أنه كان هناك سبيل دبلوماسي يمكن أن يحقق أهداف جميع الأطراف ويجلب الهدوء للجبهة اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي وفق القرار 1701 ولكن الاحتلال اختار سبيل الدم والقتل عوضا عن طريق الحلول العقلانية التي تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ونزع فتيل التصعيد في لبنان والمنطقة.
وقال إن سيناريوهات الاحتلال مكشوفة وأغراضه معروفة وعلينا جميعا أن نتنبه لها ونساعد أهل لبنان في إفشالها مؤكدا أن السلم الأهلي أولوية قصوى يتعين على الجميع الاستمساك بها مهما كانت الظروف.
كما أكد ان المجتمع اللبناني لن يعبر هذه الأزمة سوى بقوة نسيجه وتآزر مكوناته واستكمال مؤسساته مبينا أن أهل لبنان عانوا لسنوات من أزمات متتالية وهم اليوم يواجهون تحديا جديدا.
وقال زكي "هناك أكثر من مليون نازح في مواجهة العدوان وتبعاته الإنسانية المروعة ينبغي أن تمتد كل يد في العالم لنجدة لبنان وأهله ومساعدة هذا الشعب الأبي على الصمود ليخرج من هذه المحنة أقوى مما كان".
من جانبه دعا مندوب لبنان لدى جامعة الدول العربية وسفيرها بالقاهرة السفير علي الحلبي المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار تمهيدا لتطبيق القرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 1701 الذي يشكل الأساس الدبلوماسي لحماية الأمن اللبناني والإقليمي.
وطالب باستمرار إرسال المساعدات بسرعة نظر للضغط الهائل الذي يتعرض له المجتمع اللبناني جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وقال إن لبنان يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه وأزمة تهدد وجوده ومستقبل شعبه إذ ينعقد الاجتماع وعدوان الاحتلال الإسرائيلي يتوسع والأجواء اللبنانية تشهد هجمات الطائرات الحربية للاحتلال الإسرائيلي التي تقتل المدنين والأطفال والنساء وتدمر القرى والمدن والأحياء السكنية مشيرا إلى أن هذا العدوان يريد أن يعيد لبنان للوراء سنوات وسنوات.
وأشار إلى أن العدوان أدى إلى سقوط نحو 2000 قتيل و10 ألاف جريح من المدنيين ونزوح مليون ومائتي ألف شخص بعضهم لا يجدون مأوى ويبيتون في العراء معرضون لاعتداء آلة حرب الاحتلال الإسرائيلي.
وقال "لقد سبق أن حذرنا من استمرار الاحتلال الإسرائيلي في سياسة التهديد ونوايها المعلنة من شن حرب على لبنان وإعادته للعصر الحجري وها هي تقترف جرائم إنسانية كبرى وتهدد أمن المجتمع الدولي بالكامل وتقوم بانتهاك صارخ لسيادة لبنان وخرق لقرارات مجلس الأمن الدولي".
وأشار إلى أن لبنان قدم عددا من الشكاوى لمجلس الأمن لتعرض مناطقه الحدودية لقصف متعمد بالذخيرة التي تحظر البروتوكولات الدولية استخدامها.
وأشار إلى أنه صدر في 25 سبتمبر الماضي بيان عن الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من الدول العربية والأوروبية يدعو لوقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما والمضي في تسوية تجنب المنطقة حربا إقليمية ورحب لبنان بهذا البيان.
وشدد على ضرورة إنهاء انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للأجواء اللبنانية وحدود البلاد البحرية وضرورة الانسحاب من مزارع (شبعا) داعيا المؤسسات الدولية إلى محاسبة الاحتلال الإسرائيلي عن الجرائم التي ترتكبها ومطالبتها بكافة التعويضات وأكد على موقف لبنان الرافض للحرب مع تمسكه بالحل الدبلوماسي والبحث عن حلول مستدامة.
من جانبه أكد القائم بأعمال مندوب اليمن لدى الجامعة (رئيس الدورة الحالية) الدكتور علي صالح موسى على موقف بلاده المتضامن مع لبنان ضد عدوان الاحتلال الإسرائيلي معربا عن الدعم الكامل للبنان في مواجهة هذا العدوان.
وشدد على أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي يشكل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية واستمرارا لسياسة الاحتلال في تجاهله للقانون الدولي وتهديد المدنيين.
وقال إن هذا يتطلب تحركا دوليا عاجلا لضمان حماية المدنيين وتحقيق العدالة داعيا دول العالم لضمان محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على هذا العدوان والعمل على وقف الحرب وتحقيق الاستقرار الدائم في جنوب لبنان عبر تطبيق القرار 1701.
بدوره أكد مندوب العراق لدى الجامعة العربية قحطان الجنابي أن مساعدة لبنان في الكارثة الإنسانية الحالية تبقى أولوية في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي خاصة في ضوء ما تسبب به من قتل وتشريد حيث يواجه أهل لبنان ظروف معيشية قاسية.
وأعرب عن تضامن بلاده واستعدادها لتقديم المساعدات في أقرب وقت مشيرا إلى جهود حكومته عبر إقامة جسر جوي وإرسال قوافل مساعدات لإغاثة النازحين فى سوريا.
ودعا المجتمع الدولي إلى الالتزام بمسؤوليته لوقف العدوان وحماية المدنيين الأبرياء مؤكدا على ضرورة التنسيق بين كافة أطراف المعادلة الدولية لتوصيل المساعدات.
وشدد على ضرورة الا يدفع العدوان على لبنان نحو تحييد الاهتمام بغزة مؤكدا على ضرورة تنفيذ القرارات الصادرة عن الجامعة العربية.
من جانبه قال مندوب فلسطين لدى الجامعة السفير مهند العكلوك "إننا نرى بوضوح مشروع الاحتلال الإسرائيلي لتغير الشرق الأوسط والذي يشكل خطرا فادحا على الامن القومي العربي بأكمله." وأضاف "أن قوة الاحتلال الإسرائيلي والفصل العنصري والإبادة الجماعية مازالت تسوق حقها المزعوم في الدفاع عن النفس" وتساءل كيف لقوة معتدية أن تتسلح بحق الدفاع عن النفس.
وقال إن الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني يستجلب مقاومة كرد فعل مشروع على فعل غير مشروع مشيرا إلى أن هذا وصف محكمة العدل الدولية.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية قتلت وأصابت أكثر من 150 ألف مدني فلسطيني ودمرت البيوت والمساجد والكنائس والمستشفيات وغيرها من المرافق المدنية والبنى التحتية مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن ينهزم ولن يغادر أرضه.
وشدد على تضامن دولة فلسطين قيادة وشعبا مع جهورية لبنان في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي. (النهاية) م ف م / م ن ف