شفقنيوز/ تشهد الصين ظاهرة اجتماعية غريبة حيث يتجه العديد من أبناء الجيل "Z" إلى ترك العمل أوالتقاعد المبكر قبل أن يبلغوا الثلاثين عاماً ومغادرة مدنهم نحو المناطق الريفيةللعيش هناك.
ووقفاًلموقع "العربية. نت"، يوثق العديد من الشباب من أبناء الجيل "Z" وجيل الألفية فيالصين حياتهم اليومية الريفية "التقاعدية" على وسائل التواصل الاجتماعيبعد إعلانهم أنهم تم تسريحهم من العمل أو تركوا العمل أو ببساطة أصبحوا عاطلين عنالعمل.
هؤلاء"المتقاعدون" الذين يعرّفون أنفسهم بأنهم ولدوا في تسعينيات القرنالماضي أو العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في ملفاتهم الشخصية، ينشرونرحلاتهم عبر الإنترنت بينما يشرعون في فترات راحة مهنية طويلة أو يظلون عاطلين عنالعمل.
وفيالعام الماضي، أقام متقاعد يبلغ من العمر 22 عاماً، ويطلق على نفسه اسم "وينزيدادا"، مسكناً في كوخ من الخيزران على حافة جرف في مقاطعة قويتشو الجبلية فيالصين.
وقالوينزي، الذي شغل سابقاً مجموعة متنوعة من الوظائف في إصلاح السيارات والبناءوالتصنيع، لوسائل الإعلام المحلية إنه سئم التعامل مع الآلات كل يوم واستقال ليعودإلى مسقط رأسه. حاول العثور على وظيفة هناك لكنه لم يكن راضياً أبداً عن الخيارات.
وكتبفي ملفه الشخصي على "Douyin"، وفقاً لشبكة "CNBC" المختصة بالشؤونالاقتصادية "مع مرور الوقت، بدأت أفكر في معنى الحياة. الحياة لا تتعلق فقط بازدهار المدينة. هدوء الريف هو أيضاً نوع من الجمال".
ومنذانتقاله إلى الجبال، يقوم وينزي بتحميل مقاطع فيديو على حساب "Douyin"تُظهر كيف يطبخ ويحصد الخضروات ويحافظ على كوخه على قمة الجبل.
وقالتشونغ تشي نين، أستاذ رئيس في جامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية، إن 11.8 مليونخريج جامعي دخلوا سوق العمل هذا العام، وهو رقم قياسي، مما أدى إلى تكثيف المنافسةالتي أدت إلى "انخفاض قيمة" الدرجات الجامعية. وبالنسبة للأفراد الذينلديهم شهادات وخبرات أقل، فقد أدى هذا إلى خفض فرصهم في الحصول على وظيفة.
وبلغمعدل البطالة بين الشباب في الصين في آب/ أغسطس الماضي رقماً قياسياً جديداً بلغ18.8%، وهو أعلى مستوى منذ بدء نظام حفظ السجلات الجديد في كانون الأول/ ديسمبرالماضي. وهذا أعلى من 17.1% في تموز/ يوليو الماضي.
وجاءتالبيانات الأخيرة وسط سلسلة من الإشارات الاقتصادية الصينية المخيبة للآمال حيثيواصل ثاني أكبر اقتصاد في العالم النضال مع ضعف الطلب المحلي والتباطؤ في قطاعالإسكان.
وقالكبير الاقتصاديين في بنك هانغ سنغ الصين، دان وانغ، إن قطاعات الخدمات ذات القيمةالمضافة العالية التي كانت تستوعب العديد من الخريجين الجدد تقلصت بشكل حاد علىمدى السنوات الثلاث الماضية، وخاصة العقارات والتمويل.
وأضافأنه في حين تتوفر وظائف ذات أجور أقل في المدن مثل التوصيل أو طلب الركوب، فإنالشباب المتعلمين لا يريدونها ويفضلون الجلوس على الهامش.
وهناكأيضاً وظائف متاحة في قطاع التصنيع، لكن كيو جين، الأستاذة المساعدة في الاقتصادفي كلية لندن للاقتصاد، قالت إن الشباب لا يريدون هذه الأدوار أيضاً.
وقالتإنهم "يفضلون الجلوس في المنزل مع والديهم الانتظار للحصول على وظيفةأفضل".
وقالوانغ من بنك هانغ سنغ الصيني إن مثل هذه الاتهامات، على الرغم من كونها غير عادلة،فهي مفهومة في الثقافة والسياق المجتمعي الصيني.
وأضافالخبير الاقتصادي، أن التعليم هو عادة أكبر استثمار للأسرة بصرف النظر عن الإسكان،"إنهم يتعرضون للتوبيخ لأن الصينيين يميلون إلى الاعتقاد بأن من يحصل علىتعليم عالٍ يجب أن يستخدم ذلك بعد ذلك ويعمل بجد".
كمااستوعبت مؤسسات أخرى اتجاه البطالة وتعمل بنشاط على تلبيته، مع زيادة التقارير حول"دور رعاية الشباب" في كل من التقارير المحلية ووسائل التواصلالاجتماعي.
وتصفدور رعاية الشباب نفسها بأنها مرافق للشباب للتسجيل و"الاستلقاء" متىأرادوا وغالباً ما تستبعد الضيوف فوق سن 45 عاماً، وفقاً لأحد مؤسسي دور رعايةالشباب.
فيحين قال الخبراء لشبكة "سي إن بي سي" إن هذا قد يكون خدعة تسويقية، إلاأن الشعبية لا تزال تعكس الشعور بالضيق بين الجيل زد والألفية بالإضافة إلى الرغبةفي أسلوب حياة أبطأ.
فيحين ستظل المناطق الريفية في الصين بمثابة استراحة جيدة وملجأ للبطالة الحضرية،فقد لا يبقى هؤلاء الشباب الصينيون في الريف لفترة طويلة. قال وانج إن المناطقالريفية في الصين لا تقدم أسلوب الحياة العصري للطبقة المتوسطة الذي يرغب فيهالشباب الصينيون، ناهيك عن الرعاية الطبية والتعليم عالي الجودة.