انتخابات كوردستان.. مستقلون يسعون لدخول البرلمان "بلا موارد" أمام شبكات الأحزاب الكبرى

آخر تحديث 2024-10-08 12:40:08 - المصدر: شفق نيوز

شفق نيوز/ مع اقتراب انتخابات برلمان إقليم كوردستان في دورتها السادسة، تبرز العديد من التحديات التي تواجه المرشحين المستقلين في ظل هيمنة الأحزاب الكبيرة والتنافس الشديد في الساحة السياسية، خاصة المرشحين المستقلين في محافظة السليمانية، على وجه الخصوص، فهم يواجهون صعوبات متعددة تؤثر على فرصهم في المنافسة وتحقيق النجاح.

يقول هاوري كارزان وهو مهتم بالشأن الانتخابي، في تصريح لوكالة شفق نيوز إن "المرشحين المستقلين في انتخابات برلمان كوردستان في دورتها السادسة يواجهون عدة تحديات رئيسية، وخاصة في محافظة السليمانية، ومنها، قلة الموارد والدعم المالي، فالأحزاب الكبيرة تمتلك موارد مالية كبيرة وشبكات دعم واسعة".

صعوبة المنافسة

ويتابع كارزان: "في حين أن المرشحين المستقلين يعانون من نقص التمويل لدعم حملاتهم الانتخابية، مما يحد من قدرتهم على التواصل مع الناخبين أو تنظيم فعاليات دعائية قوية، إضافة إلى ضعف البنية التحتية التنظيمية فالأحزاب الكبرى تمتلك شبكات تنظيمية وبنى تحتية متطورة تساعد في تنظيم الحملة الانتخابية بشكل فعال، بالمقابل، يفتقر المستقلون لهذه البنية مما يجعل من الصعب عليهم المنافسة في ساحة الانتخابات".

ويضيف كارزان أن "من أبرز التحديات الأخرى هي التحديات الإعلامية، فوسائل الإعلام المحلية غالباً ما تركز على التغطية الإعلامية للأحزاب الكبيرة بسبب تأثيرها الواسع، في حين يواجه المستقلون صعوبة في الحصول على تغطية إعلامية كافية تسلط الضوء على برامجهم الانتخابية ورؤاهم".

ويشير كارزان الى تحدي اخر متمثل بضغوط الأحزاب الكبيرة ففي كثير من الأحيان، يواجه المرشحون المستقلون ضغوطاً من الأحزاب السياسية الكبيرة التي قد تسعى إلى تهميشهم أو التأثير على قواعدهم الانتخابية، إما بتقديم وعود للناخبين أو عبر استخدام النفوذ السياسي.

ويكمل كارزان أن "من بين التحديات الأخرى هي التحديات القانونية الإجرائية فقد يواجه المستقلون صعوبات في التعامل مع الإجراءات الانتخابية والالتزام بالمتطلبات القانونية، مثل جمع التوقيعات اللازمة لدخول الانتخابات، ما يشكل عبئاً إضافياً".

"حملتي الانتخابية معلقة براتب زوجي"

تقول المرشحة المستقلة أوات حسام الدين الزردشتية، التي تعمل في المجال المجتمعي منذ عشرين عامًا، في تصريح لوكالة شفق نيوز إنها تأمل في دخول برلمان كوردستان لكنها حتى الآن لم تطبع أي بطاقات انتخابية أو تطلق حملتها إلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مبينة: "حتى الآن لم أخصص أي مبلغ لحملتي الانتخابية، ولم أطلب دعمًا ماليًا من أي رجل أعمال، اعتمدت فقط على زوجي الذي ينتظر راتبه لدعمي".

وتضيف: "عندما قدمت ترشيحي، سألتني المفوضية عن توقعاتي لهذه الانتخابات، وأخبروني بأنها ستكون مختلفة، مع تقليل فرص التلاعب، أريد أن أكون نائبة مستقلة وأمثل المرأة المستقلة في برلمان كوردستان".

وتعهدت بأن تكون أولويتها في البرلمان العمل على إلغاء الامتيازات التي يحصل عليها النواب بعد انتهاء فترة خدمتهم. 

 

وضع مالي صعب

برهان علي، رئيس منظمة "اتحاد الرجال"، وهو أحد المرشحين المستقلين، يقول لمراسل وكالة شفق نيوز إنه ترشح من أجل تحقيق التغيير، ويعبر عن استيائه من الأحزاب قائلاً: "لماذا يستمر مرشحو الأحزاب في دخول برلمان كوردستان؟، على مدى 32 عامًا، استحوذت الأحزاب على كل شيء لصالحه، نحن أيضًا لنا الحق في دخول البرلمان".

لكن العقبة الرئيسية التي تواجه برهان هي نقص الموارد المالية اللازمة لإطلاق حملته الانتخابية يقول: "لقد تواصلت مع رجال أعمال في السليمانية لدعمي ماديًا، لكن لم أحصل على دعم كافٍ، وضعي المالي صعب جدًا".

وأضاف: "بدأت حملتي الانتخابية بموارد مالية متواضعة للغاية، وأنا أحاول الصمود، رغم الوضع العام". 

وأوضح أنه وزع 20,000 بطاقة انتخابية على الناس، لكنه قلق من أن بعض الرجال في السنوات الأخيرة أصبحوا أهدافًا للضغط من قبل زوجاتهم، مما يقلل من دعمه الانتخابي. وتابع قائلاً: "أحتاج ما بين 12,000 إلى 15,000 صوت، وقد تمكنت من كسب حوالي 10,000 صوت".

كما أشار إلى أنه يتطلع لدخول البرلمان ليعالج الكارثة الاجتماعية التي تواجه كردستان منذ عام 2010 وحتى الآن، حيث تم تسجيل 229,850 حالة طلاق في الإقليم، و270,000 طفل تضرروا بسبب تفكك أسرهم"، حيث يقول: "سأدخل البرلمان لمنع هذه الكارثة الاجتماعية."

 اقتراض لدعم الحملات

أما سامان حسين، المعروف باسم "سامان كمندامان"، فقد أشار في تصريح لوكالة شفق نيوز إلى أنه لم يتلق أي دعم مالي لحملته، مضيفًا: "اضطررت لاقتراض مليون ومئتي ألف دينار من أجل دفع تكاليف ترشيحي، ولم أتمكن من طباعة سوى بعض البطاقات الانتخابية".

وأضاف: "أقوم ببث مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الناخبين، وأقول لهم إنني قضيت 28 عامًا في خدمة المحتاجين، وإنني أعتمد على وفائهم لي في الانتخابات".

وتشهد الانتخابات البرلمانية في إقليم كوردستان لعام 2024 تنافسًا شديدًا بين المرشحين المستقلين والأحزاب التقليدية، ومع تزايد الانتقادات بشأن هيمنة الأحزاب على الساحة السياسية، يسعى عدد من المرشحين المستقلين لتحدي الوضع الراهن والدخول إلى البرلمان ببرامج إصلاحية تتعلق بمحاربة الفساد وتعزيز حقوق المرأة والمساواة، لكن أبرز التحديات التي يواجهها هؤلاء المرشحون هي نقص الموارد المالية والضغوط السياسية التي تمارسها الأحزاب الحاكمة.