تسهيل دخول رأس المال يعزز جاذبية السعودية للاستثمارات

آخر تحديث 2024-11-01 01:00:05 - المصدر: اندبندنت عربية

إحدى جلسات المؤتمر التي جمعت أبرز قادة قطاع الاستثمار الإقليمي والدولي (اندبندنت عربية)

نوه قادة قطاع الاستثمار الإقليمي والدولي بجاذبية السوق السعودية للاستثمارات، انطلاقاً من قيم الشفافية والنزاهة والامتداد الإقليمي للسوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبما يعزز حجم السوق عالمياً لأن المملكة من الاقتصادات العالمية الكبرى وضمن دول "مجموعة الـ20"، وكذلك تطبيق البلاد لنهج دعم الشراكات بين المستثمرين الأجانب والمحليين. 

وناقش قادة قطاع الاستثمار الإقليمي والدولي آفاق النمو والتحديات التي تواجه الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل التحديات العالمية وفرص الاستثمار الواعدة، على رغم الاضطرابات والتوترات التي تشهدها المنطقة والعالم، خلال مشاركتهم في مؤتمر النسخة الثامنة من "مبادرة مستقبل الاستثمار" التي افتتحت أعمالها أول من أمس الثلاثاء في الرياض تحت شعار "أفق لا متناهي الاستثمار اليوم لصياغة الغد".

وجمعت إحدى جلسات المؤتمر أبرز قادة قطاع الاستثمار الإقليمي والدولي، وشارك فيها رئيس قسم الاستثمار الإقليمي في صندوق الاستثمارات العامة السعودي متعب الشثري والرئيس التنفيذي لمجموعة "بروكفيلد للاستثمار الخاص" أنول رانجان والمدير الإداري لصناديق البنية التحتية في "بلاك روك" بمنطقة الشرق الأوسط إدوارد وينتر والرئيس التنفيذي لإدارة الأصول العالمية في "HSBC" نيكولاس مورو.

الشركات العائلية

وفي مطلع الندوة، أوضح الشثري التحديات التي تواجه صندوق الاستثمارات السعودي، وأشار إلى أن الاستثمار في السوق الإقليمية، بخاصة في السعودية يواجه تحديات تتعلق بطبيعة الملكيات العائلية للشركات التي غالباً ما تتردد في بيع الشركات أو التنازل عنها، لافتاً إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يدير 13 قطاعاً رئيساً ولكل قطاع فريق متخصص يعمل على تطويره.

وأكد أن الصندوق يواصل جهوده لتسهيل دخول الاستثمارات إلى المملكة وتطوير بيئة استثمار سلسة بالتعاون مع شركاء من القطاعين العام والخاص في السعودية.

كما تحدث الشثري عن استثمار الصندوق السيادي الأخير في شركة "أديس" للنفط، إذ استغل الصندوق فروقات الأسعار بين بورصة لندن والسوق السعودية لتحويل الشركة إلى ملكية خاصة وإعادة تمويلها بقيمة 540 مليون دولار، مبيناً أن قيمة "أديس" السوقية وصلت اليوم إلى ما بين ستة و6.5 مليار دولار، مما يعكس نجاح استراتيجية الصندوق في دعم وتوسيع نطاق الشركات المحلية.

التنافسية الاستثمارية

وتناول رئيس قسم الاستثمار الإقليمي في صندوق الاستثمارات العامة السعودي، مسألة زيادة التنافسية في المنطقة لصفقات الأسهم الخاصة والبنية التحتية، موضحاً أن التنافسية الاستثمارية تجلب أفضل ما لدى المديرين والشركات، وقال "إذا نظرنا إلى الشرق الأوسط اليوم سواء في مصر أو الأردن أو دول مجلس التعاون الخليجي بصورة عامة، وحتى العراق أعتقد بأنها في طريقها للنمو"، منوهاً أنه بمجرد أن تصبح هذه البلدان تنافسية فهو أمر جيد لشعوب المنطقة وكذلك للمستثمرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف الشثري أن "فرص الاستثمار كانت محدودة في الماضي، لكن في المستقبل ما زالت أمامنا فرص في ظل وجود إمكانات هائلة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بخاصة للسعودية"، منوهاً بأهمية قوانين الإفلاس الجديدة التي تشكل خطوة مهمة في دعم بيئة استثمارية مستقرة وجاذبة، وتعد جزءاً من جهود المملكة لتطوير مناخ اقتصادي مستدام وقادر على جذب الاستثمارات المحلية والدولية.

وأوضح أنول رانجان بدوره أن شركته تمتلك تاريخاً طويلاً في منطقة الشرق الأوسط، حيث بدأت عملياتها في المنطقة منذ التسعينيات، واستثمرت حتى الآن 12 مليار دولار، خصوصاً في السعودية والإمارات، مؤكداً أن الشراكات المحلية تقوم بدور جوهري في تخفيف الأخطار وتوفير فهم أعمق للسوق.

وأشار إلى أن الشراكة التي وقعتها شركة "بروكفيلد" مع صندوق الاستثمارات العامة أخيراً تمنح الشركة مزيداً من الثقة لزيادة استثماراتها في السعودية، إذ ستتمكن من تجاوز الأخطار المرتبطة بالأسواق الناشئة، وتوفير فرص جديدة للاستثمار في الأسهم الخاصة والبنية التحتية.

ولفت رانجان إلى أن أحد العوائق التي تواجه المستثمرين الدوليين هو تصور الأخطار في المنطقة، حيث يرى بعض المستثمرين أن الأسواق تنطوي على أخطار أكبر مما هي عليه في الواقع، إلا أن شركته تنظر إلى السعودية على أنها وجهة استثمارية مستقرة، تتميز بحوكمة جيدة وشركات ذات جودة عالية.

رؤية السعودية

وتحدث إدوارد وينتر عن دور "بلاك روك" في جذب رؤوس الأموال الدولية، مؤكداً أن السوق السعودية تشهد حالياً تطوراً ملموساً في فتح مجالات الاستثمار، مشيراً إلى أن شركتهم تعمل بنموذج شراكات محلية مع شركات مثل "أرامكو" و"أدنوك" والتي دعمت النجاح الاستثماري، مما يسهم في تسريع تطوير سوق الصكوك والدين المحلي، وكذلك تسهيل دخول رؤوس الأموال إلى السعودية.

وأضاف وينتر أن شركته نجحت في استثمار أكثر من 30 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط عبر عدد من المشاريع في قطاعات متعددة، مؤكداً أن "رؤية السعودية 2030" والإصلاحات الاقتصادية عززتا مكانة المملكة كوجهة مثالية لجذب رؤوس الأموال الدولية.

وأوضح أن "بلاك روك" تعمل على تعزيز رأس المال المحلي وتطوير أدوات التمويل مثل سوق الصكوك وسوق الدين المحلي بهدف تيسير عملية الاستثمار وتحقيق أهداف النمو الاقتصادي في المنطقة.

السوق السعودية

وأشار نيكولاس مورو من جانبه إلى أهمية الشفافية كعامل رئيس لجذب الاستثمارات وحماية حقوق المستثمرين، شارحاً أن السوق السعودية تشهد تطوراً ملحوظاً في مجال الشفافية، مدعوماً بتزايد عدد الاكتتابات العامة وإدراج مؤشرات جديدة مثل مؤشر هونغ كونغ كصندوق متداول في السوق السعودية.

وأضاف مورو أن "HSBC" تعمل في السعودية منذ عام 2004، وقد شهدت تغيرات إيجابية كبيرة على مدى السنوات الماضية، إذ أظهرت المملكة التزاماً واضحاً بتطوير البيئة الاستثمارية بما يضمن حقوق المستثمرين ويسهم في جذب رؤوس الأموال الدولية.

وقال في ختام كلمته "نلاحظ زيادة هائلة في عمليات الاكتتاب العام بعدما أصبحت السعودية الآن في المرتبة السابعة عالمياً من ناحية القيمة السوقية"، مؤكداً أن الصندوق السيادي السعودي يدفع بقوة لدعم هذا التوجه.