شفق نيوز/ يشهد قضاء الهندية في محافظة كربلاء "ثانيأخطر مهددات مائية" المتمثل بالتجاوز المستمرة منذ 10 سنوات على أكتاف نهرالفرات من الجانبين، بمسافة تصل إلى 30 دونماً، وسط مطالبات بضرورة إزالتها لمالها من آثار سلبية على البيئة.
وعن هذا التهديد، قال النائب في البرلمان العراقي من قضاءالهندية، زهير الفتلاوي، إن "التجاوزات في قضاء الهندية وصلت إلى حد غيرمعقول خاصة على أكتاف نهر الفرات من الجانبين"، مبيناً أن "هناك قراراتقضائية وشكاوى من دائرة الموارد المائية في الهندية وتسجل دعاوى على المتجاوزينوتصدر بحقهم إنذارات، لكن بعدها يتم تسويف القضية".
وأوضح الفتلاوي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن"التجاوزات مستمرة منذ 10 سنوات، وتمتد من جسر الهندية القديم لغاية سدةالهندية، بمسافة تصل إلى 30 دونماً، وبما أن حوض الفرات تابع لوزارة المواردالمائية، فإنه تمت مخاطبة الوزارة حول التجاوزات الحاصلة على نهر الفرات لكن لميتم اتخاذ أي قرار".
من جهته، أكد مدير الموارد المائية في محافظة كربلاء، عبدالأمير رشيد، أن "التجاوزات موجودة في جميع أنحاء العراق ولا تقتصر علىالهندية، لكن هناك إجراءات وفق القانون لردعها".
وأضاف رشيد، خلال حديثه للوكالة، أن "هناك العشراتمن التجاوزات في كربلاء، وهي على أشكال مختلفة، بعضهم لديه عقداً زراعياً لكنهيبني (منشآت ثابتة) سواء بناء مكان استراحة له أو يضع سياجاً مقابل أراضه".
وتابع: "لكن ليس الكل متجاوزاً، حيث أن البعض لديهموافقات وإجازات أصولية من وزارتي الزراعة والموارد المائية باستثمار الأراضي داخلالشاطئ، أما المتجاوز فيتم إحالته إلى القضاء، وبما أن التجاوزات مستمرة فإنالمتابعة وإزالتها مستمرة أيضاً".
ويعد الاعتداء على الأنهر الرئيسية وشق الأنهر الفرعيةوالقنوات الفرعية دون الترخيص والدراسة مع وزارة الزراعة التي تخطط المساحاتالمزروعة وفق كميات المياه، "من ثاني أخطر المهددات على الأنهر ونسب المياه،على اعتبار أن المهدد الأول هو سوء استخدام المياه والتبذير المفرط فيالعراق"، بحسب الخبير المائي والبيئي، أحمد صالح.
وبين صالح، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "الأنهروالقنوات التي تشق هي في الغالب قنوات غير مبطنة ما تكون عرضة لامتصاص أكثر مما هيعرضة للتبخير، على اعتبار أن التبخير يشمل القنوات المبطنة وغير المبطنة، لكن غيرالمبطنة يكون فيها زوجي ومكثف، فبالإضافة إلى التبخر يكون هناك امتصاص، وهذا سيءجداً من الناحية البيئية".
ومن الناحية البيئية الأخرى، وفق صالح، هو جعل بعضالقنوات مبازل في بعض الأحيان، وهذه تساهم في عملية التملح والتغيير الطبوغرافيلوصف الأرض وتضاريسها، وبالتالي تمنع بعض الحيوانات من المرور باتجاهات مواطنهاالرئيسية، ما يحدد حركة النظام البايلوجي الموجود قرب الأنهر.